مصر والإمارات
مواقف متشابهة تجاه الأزمات الاقليمية في سوريا والعراق وليبيا واليمن
مواجهة التدخل الخارجي في شئون بعض الدول العربية لفرض أجنداتها
علاقات استراتيجية ..وتواصل مستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسئولين فيهما
تربط مصر ودولة الإمارات علاقات وثيقة مبنية على التكاتف والدعم المشترك في القضايا والمواقف السياسية تجاه القضايا الاقليمية والعالمية لاسيما محاربة الارهاب والفكر المتطرف، حيث تعد العلاقات بين القاهرة وابوظبي نموذجًا يُحتذى به في العلاقات العربية-العربية، سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسئولين فيهما.
كما تتبني الدولتان مواقف متشابهة تجاه الأزمات الاقليمية في سوريا والعراق وليبيا واليمن،ومواجهة التدخل الخارجي في شئون بعض الدول العربية لفرض أجنداتها.
وكانت مصر من أولى الدول التي أيدت الاتحاد فور إعلانه عام 1971 ، كما ساندت دولة الامارات مصر في حربها عام 1973 من أجل تحرير أراضيها ،ومن أولى الدول التي دعمت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو وساندت مصر في تنفيذ خارطة الطريق، حيث أيدت أبوظبي تولي عدلي منصور رئاسة مصر، وأكدت دعمها الكامل والمستمر للشعب المصري في تنفيذ خارطة الطريق، التي أعلنتها القوات المسلحة بمشاركة القوي السياسية والدينية، وتبادل الطرفان الزيارات رفيعة المستوى.
كما لعبت الدبلوماسية الشعبية المصرية دورًا في دعم العلاقات مع أبوظبي، حيث أعربت عن تقديرها وشكرها لموقف الإمارات الداعم للقاهرة في محاربة الارهاب والفكر المتطرف .
وشهدت السنوات الماضية تنسيقًا وثيقًا بين البلدين على الصعيد السياسي خاصة حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية وغيرها، و تعددت لقاءات قيادتى البلدين ومسئوليها على كافة المستويات للتنسيق حيال تلك المواقف ، وهو ما أظهر نجاحًا كبيرًا فى العديد من الملفات التى تحظى باهتمام الجانبين، وكان استثمار تلك العلاقات السياسية المتميزة نصب عيني قيادة البلدين بهدف الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين.
أما على صعيد السياسة الخارجية شهدت السنوات الاخيرة تنسيقًا وثيقًا بين البلدين حيال القضايا الرئيسية مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية والليبية واليمنية والسورية، فهناك تقارب كبير في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الاقليمية ، وتتمثل تلك الرؤية فى الاتى :
أهمية التسوية السياسية لتلك الأزمات حقنا لدماء المواطنين الأبرياء وحفاظًا على مقدرات الشعوب وصونًا للسلامة الإقليمية للدول العربية والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي العربية ، وضرورة تكثيف العمل العربي المشترك والجهود الدولية للتوصل لحلول سياسية لكافة الأزمات الاقليمية خاصة جهود مكافحة الإرهاب، والعمل على وقف تمويل الجماعات الإرهابية وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي لها، فضلًا عن وقف إمدادها بالسلاح والمقاتلين.
وعلي الصعيد الاقتصادي بين البلدين امتد الدعم الاماراتى للاقتصاد المصرى حيث ساندت قرار تعويم الجنيه المصري واتخذت شركة موانئ دبي قرار تاريخي بإلغاء التعامل بالدولار على الخدمات الأرضية والتعامل بالجنية المصري من فبراير 2016.
كما قدمت الإمارات العربية المتحدة وديعة مالية إلى مصر قدرها مليار دولار لدى البنك المركزي المصري لمدة 6 سنوات لدعم سوق الصرف في مصر، وعلى الجانب الفكرى ساهمت مصر في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي،من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات.
ويقوم حاليا سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة بزيارة مصر وهي الزيارة العاشرة له منذ أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية إدارة البلاد، حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى امس الاربعاء بقصر رأس التين بالإسكندرية،وعقد الرئيس وسمو الشيخ محمد بن زايد عقدا لقاءً ثنائيًا أعقبته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.
ورحب الرئيس بالشيخ محمد بن زايد، مؤكدا المكانة العالية التى تحظي بها دولة الإمارات الشقيقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لدى الشعب المصري، كما أشاد الرئيس بالعلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتى تعد نموذجًا يحتذى به بين الدول العربية، مؤكدًا الحرص على استمرار تطوير تلك العلاقات، بما يساهم فى تحقيق مصالح البلدين.
ومن جانبه اعرب سمو الشيخ محمد بن زايد عن سعادته بزيارة مصر، مشيرًا إلى ما تحظى به من تقدير واحترام لدى القيادة والشعب الإماراتي، ومؤكدًا اهتمام الإمارات بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر، فى ظل دورها المحوري فى دعم الاستقرار والأمن فى المنطقة.
وتناولت المباحثات بين الجانبين سبل دفع التعاون الثنائي على مختلف الاصعدة، كما استعرض الجانبان آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكدا حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور للتصدي للتحديات التي تواجه الأمة العربية، ورفض التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية بما يهدد استقرار وأمن شعوبها.
وعقب انتهاء المباحثات، شهد الرئيس وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك فى مجالات الإسكان والرى والتجارة والصناعة.
واليوم الخميس اجري الرئيس السيسي وبصحبته سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، جولة فى مدينة العلمين الجديدة.
و شملت الجولة تفقد الأعمال الإنشائية فى المدينة، بما تشمله من أبراج سكنية وسياحية ومناطق ترفيهية، وكورنيش بطول الشاطئ البالغ 14 كيلومترًا، فضلًا عن ميناء عالمي لاستقبال اليخوت السياحية الأجنبية والمحلية.
وقد أعرب سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن إعجابه بما شهده خلال الزيارة من إنجازات بمدينة العلمين الجديدة تحققت خلال فترة زمنية قياسية، وما تضمه من مشروعات تساهم فى تحقيق التنمية الشاملة، مشيدًا فى هذا الإطار بالرؤية العصرية لبناء المدينة، ضمن سلسلة المدن الجديدة الجاري بناؤها على مستوي الجمهورية، وفى مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، والتى ستساهم فى تحقيق طفرة تنموية وإدارية وتعد أساسًا قويًا لبناء مصر الحديثة.
كما قام الرئيس وولى عهد أبو ظبي بعد ذلك بزيارة متحف العلمين العسكري، والذى يمثل تخليدا لمعركة العلمين التى كانت السبب الرئيسى فى نهاية الحرب العالمية الثانية، ويضم مجموعة من الأسلحة والمدرعات والطائرات التى استخدمت فى معركة العلمين، كما يضم قاعات عرض للمقتنيات العسكرية وخرائط سير المعارك، فضلًا عن قاعة توضح دور مصر العسكرى خلال الحقب التاريخية، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية.
وتعد هذه الزيارة العاشرة لولي عهد أبوظبي لمصر منذ أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية ، حيث كانت الزيارة الأولى في السابع من يونيو 2014، حيث زار ولي عهد أبو ظبي مصر لحضور حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لجمهورية مصر العربية.
كما قدم بن زايد للرئيس السابق عدلي منصور أسمى آيات الشكر والتقدير على قيادته الحكيمة للمرحلة الانتقالية.
والثانية في السابع عشر من سبتمبر 2014، حيث زار ولي عهد أبو ظبي مصر، بحث خلال زيارته مع الرئيس السيسي دور الإعلام ورجال الدين في التوعية والتنوير ونقل الحقائق للشعوب العربية.
كما قام ولي عهد أبو ظبي بزيارة النصب التذكارية لشهداء القوات المسلحة بمدينة نصر ووضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول.
الثالثة كانت في 21 أبريل 2016، حيث زار محمد بن زايد آل نهيان مصر، واستقبله الرئيس السيسي، وتم خلال اللقاء التباحث بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية وسبل تنميتها وتطويرها للارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا من التعاون والتنسيق الإستراتيجي بين البلدين، بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لا سيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة التي تتطلب تضافرًا للجهود وتعزيزًا للتكاتف ووحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المختلفة، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
الرابعة في الخامس والعشرين من مايو 2016، حيث زار بن زايد مصر واستقبله الرئيس السيسي، وأكد الشيخ محمد بن زايد موقف بلاده الداعم لمصر والمؤيد لحق شعبها في التنمية والاستقرار والنمو، مشيرًا إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصمامًا للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل إستراتيجي وأمني في المنطقة.
الخامسة كانت في العاشر من نوفمبر 2016 حيث زار بن زايد مصر، واستقبله الرئيس السيسي، وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، كما شهد اللقاء تباحثًا حول المستجدات على الصعيد الإقليمي في ضوء الأزمات القائمة بالمنطقة، حيث تطابقت رؤى البلدين بشأن ضرورة تعزيز جهود لم الشمل العربي وتعزيز وحدة الصف والعمل على احتواء الخلافات القائمة إزاء سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الوطن العربي، وذلك من خلال مد جسور التواصل والتعاون والحوار بما يحقق التوافق العربي المنشود.
السادسة في التاسع عشر من يونيو 2017، حيث زار بن زايد مصر، واستقبله الرئيس السيسي، وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات، فضلا عن عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأزمات التي تشهدها المنطقة وجهود مكافحة الإرهاب.
والسابعة في الثاني والعشرين من يوليو 2017، حيث زار ولي عهد أبو ظبي مصر للمشاركة في افتتاح قاعدة "محمد نجيب العسكرية" بمدينة الحمام غرب الإسكندرية، التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
والثامنة في العاشر من أبريل، حيث استقبل الرئيس السيسي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، حيث عقدا لقاءً ثنائيًا تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين وأشاد الرئيس بالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا حرص مصر على مواصلة الارتقاء بأطر التعاون المشترك مع الإمارات في شتى المجالات.
التاسعة في في السابع من أغسطس 2018 واستعرض الجانبان آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكدا حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور للتصدي للتحديات التي تواجه الأمة العربية، ورفض التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية بما يهدد استقرار وأمن شعوبها.
وفي المقابل قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الامارات ست مرات منذ توليه المسئولية في يونيو ٢٠١٤ ، حيث كانت البداية في يناير 2015 عندما شارك الرئيس السيسي بالقمة العالمية لمستقبل الطاقة بأبو ظبي، بدعوة من ولي عهد أبو ظبي، ثم قام في أكتوبر 2015 بزيارة الإمارات ضمن جولة خارجية شملت الإمارات والبحرين والهند.
وفي ديسمبر 2016 شارك السيسي في اليوم الوطني للإمارات، وفي مايو 2017 قام الرئيس السيسي بزيارة للإمارات للتباحث مع القادة العرب بشأن القضايا المشتركة، وفي سبتمبر 2017 زار الرئيس السيسي الإمارات للتشاور والتنسيق بشأن القضايا الثنائية المشتركة.
وفي فبراير 2018 زار السيسي الإمارات ضمن جولة خارجية شملت الإمارات وسلطنة عمان.