إلغاء رحلة "الطيب" للسعودية لاعتراضه على حجز مقاعد للوفد في الدرجة العادية.. الأزهر: الإعلام تناول الأمر بشكل غير لائق

بعد حجز مقاعد لأعضاء الوفد في الدرجة العادية.. "تذكرة سياحية" تلغي رحلة شيخ الأزهر إلى السعودية
الأزهر: الإعلام تناول زيارة "الطيب" للسعودية بشكل غير لائق
"الطيب" يطالب بنقل الوفد المصاحب له إلى الدرجة الأولى ورئيس طاقم الضيافة يعتذر
أصدر الأزهر الشريف، بيانًا اليوم بشأن عدم إتمام زيارة الإمام الأكبر وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء، إلى المملكة العربية السعودية للإسهام في بعض الأنشطة وأوجه التعاون العلمي.
وقال البيان، إن هذا الحدث لن يكون له أي تأثير على العلاقات الراسخة والمتميزة بين البلدين الشقيقين أو العلاقات الأخوية بين علماء مصر والأزهر والشريف، وعلماء المملكة العربية السعودية الشقيقة.. وقد كانت ومازالت العلاقات بين المؤسسات العلمية والدينية في البلدين الشقيقين قائمة على الإخاء والمحبة، والاحترام المتبادل، لا على مجرد التعاون الوثيق، كما هو معلوم.
ولفت البيان إلى أن المسئولين السعوديين أكدوا لفضيلة الإمام الأكبر أن ذلك الخطأ غير مقصود، وأبدوا أسفهم لحدوثه، وخصوصاً أنه لا يتفق مطلقاً مع مستوى التعامل الأخوي بين الهيئات المصرية والسعودية، كما أشار الأزهر إلى ذلك بالأمس في بيانه الرسمي.
وأوضح بيان الازهر أن بعض وسائل الإعلام أوردت الحدث على نحو غير ملائم، فالأسباب لم تكن شكلية أو نظرية، وليس أحد بحاجة إلى ذلك ولكن الأسباب أدبية معنوية، وواقعية، ورسمية أيضاً: فأعضاء هيئة كبار العلماء المصرية نخبة العلماء الذين أفنوا أعمارهم في خدمة العلم والدين، وهم فوق السبعين من العمر لا يناسبهم التزاحم في وسائل المواصلات، وهم أخيراً مدعوون في زيارة رسمية، وكلهم محل التقدير من الجميع.
قال الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر الشريف بدل أن تهبط الطائرة التي كان من المقرر لها أن تقلّ شيخ الأزهر بأمان إلى السعودية نزل من سلمها متوجهاً إلى إحدى المحافظات المصرية، والسبب، حجز"تذكرة سياحية" له، وأخرى " عاديه " لمرافقيه وفرها لهم مسؤولون سعوديون-بحسب المشيخة- ما دعاه إلى رفض السفر وإلغاء الرحلة.
وفي التفاصيل، فوجئ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر عقب استكمال الإجراءات والتوجه إلى الطائرة بأن تذاكر مُرافقيه من أعضاء هيئة كبار العلماء من الدرجة السياحية العادية، وهو ما اعتبره الوفد "غير مناسب، بل أمر غير مسبوق".وقال عزب انه لا يليق بالأزهر ومكانته أن يحدث ذلك مع هيئة كبار العلماء .
ووفقاً لمشيخة الأزهر، عبّر أعضاء الوفد عن غضبهم من هذا التصرف، بينما رفض الطيب، الذي كان محجوزًا له بالدرجة الأولى، أن يسافر وحده، خاصة وأن الرحلة تم ترتيبها بمعرفة المسؤولين السعوديين،ـ بحسب المشيخة، وفور حدوث ذلك رفض شيخ الأزهر وأعضاء الوفد المغادرة على الطائرة، التي حلقت من دونهم.
وأضاف مصدر في المشيخة، وفقا لصحف مصرية، "شيخ الأزهر رفض أن يسافر وحده، خاصة أن الرحلة جرى ترتيبها رسميا عن طريق مسؤولين من المملكة العربية السعودية، وفور حدوث ذلك عاد الوفد وشيخ الأزهر إلى أعمالهم في القاهرة، وتم تأجيل السفر حتى إشعار آخر".
كان قد طلب الشيخ الطيب من طاقم الطائرة نقل أعضاء الوفد إلى الدرجة الأولى احتراماً لمكانتهم الدينية والأدبية والعلمية. فاعتذر رئيس طاقم الضيافة لعدم توفر مقاعد على الدرجة الأولى بخلاف أن تذاكرهم بالدرجة العادية، مما أثار غضبه وطلب إلغاء سفره والوفد المرافق له.
وكان من المقرر أن يشارك شيخ الأزهر، خلال زيارته إلى السعودية، وهي الأولى منذ توليه مهام منصبه، في حفل جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية في الرياض، فضلاً عن إجراء لقاءات مع كبار المسؤولين ورجال الدين والعلماء والمفكرين وأعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، حول تعزيز علاقات التعاون الديني بين البلدين، واستعراض مختلف القضايا الإسلامية والعربية والدولية الراهنة.
يذكر أن أعضاء هيئة كبار العلماء الذين كان مقررا سفرهم برفقة شيخ الأزهر هم: الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية، والدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، الدكتور محمد الأحمدي أبوالنور وزير الأوقاف الأسبق، الدكتور محمد مختار المهدي، الدكتور أحمد معبد عبدالكريم أستاذ الحديث في جامعة الأزهر.