الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يخوض مقامرة محفوفة بالمخاطر.. الرئيس التركي يعول على تدخل ترامب لمنع فرض عقوبات ضد تركيا.. صفقة صواريخ روسيا تهدد بتفاقم التوتر بين البلدين.. والكونجرس يحذر من التهاون مع أنقرة

دونالد ترامب ورجب
دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان

أردوغان يوفد صهره إلى واشنطن للتأثير على المسئولين الأمريكيين
تركيا لم يعد لديها سوى أصدقاء قلائل في واشنطن.. ودعوات لإنهاء عضوية تركيا في حلف الناتو
أردوغان يتحدى الناتو ويعد بوتين بعدم التراجع عن شراء صواريخ إس 400


أرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صهره ووزير ماليته براءت البيرق إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، في محاولة لإقناع المسئولين الأمريكيين بعدم فرض عقوبات ضد تركيا، بسبب مضيها في صفقة لشراء منظومة صواريخ إس 400 الروسية.

وقالت وكالة "بلومبرج" إن أردوغان يتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنازلات أكثر مما ينوي هو أن يقدم بالمقابل.

وأوضحت الوكالة أن قناة الاتصال المباشرة بين ترامب وأردوغان استُخدمت مرارًا لنزع فتيل خلافات سابقة وقائمة بين البلدين، بينها الخلافات حول الموقف في سوريا ومسائل التجارة وعضوية تركيا بحلف الناتو، لكن المشكلة التي يواجهها أردوغان هذه المرة بشأن منظومة الصواريخ الروسية أعقد من أن يتم حلها عبر هذه القناة.

ونقلت الوكالة عن جونول تول، مدير مركز الدراسات التركية في واشنطن، قوله إن "تركيا لم يعد لها سوى أصدقاء قلائل في واشنطن، وهناك لاعبون آخرون في واشنطن يرفضون التهاون مع سياسات أردوغان العدوانية بشكل متزايد".

ويعاني الاقتصاد التركي من أول ركود يشهده منذ عقد، إثر تهاوي قيمة الليرة التركية العام الماضي، ويتوقع صندوق النقد الدولي استمرار انكماش الاقتصاد التركي بنسبة 2% خلال العام الحالي.

وتبدو تركيا معزولة دوليًا، في وقت يكافح فيه أردوغان لاحتواء مشكلات واحتجاجات تهدد بتقويض سلطته لدرجة لم يعرفها من قبل منذ توليه السلطة عام 2003، خاصة مع فقدان حزب العدالة والتنمية بزعامته مقاعد المدن الكبرى خلال الانتخابات المحلية الأخيرة.

وطلب حزب العدالة والتنمية الثلاثاء الماضي إعادة فرز الأصوات في مدينة إسطنبول، التي يتهم المعارضة بالفوز بمقعدها عن طريق التزوير، لكن بعد إعادة فرز جزئية أعلنت المعارضة التركية استمرار فوز مرشحها، ولا يزال من المنتظر إعلان النتيجة رسميًا.

أما أكبر مشكلة يواجهها أردوغان في الوقت الحالي فهي تهديد الولايات المتحدة بمنع تركيا من شراء مقاتلات إف 35 ومستلزمات تشغيلها وقطع غيارها، ردًا على تشبثه بإتمام صفقة صواريخ إس 44 مع روسيا، خاصة وقد وعد أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعدم الانصياع لضغوط الولايات المتحدة وأعضاء حلف الناتو بشأن التراجع عن الصفقة.

ومن المؤكد أن أي حل يتفاوض حوله أردوغان وترامب سرًا من شأنه أن يحسن نوعًا من أوضاع الاقتصاد التركي، لكن ترامب سبق ولبى لأردوغان مطالبه ثم تراجع ثانية، كما جرى حين أعلن عن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا بعد مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، قبل أن يعود للاستجابة لضغوط مستشاريه وحلفائه الأوروبيين ويوافق على إبقاء قوة أمريكية من 400 فرد في سوريا.

ونقلت الوكالة عن خبير شئون الشرق الأوسط أنتوني سكينر أن "أردوغان يأمل أن يتدخل ترامب لمنع فرض عقوبات ضد تركيا بسبب شرائها منظومة الصواريخ الروسية، وقد رأينا حالات كانت العلاقات التركية الأمريكية فيها على حافة الهاوية قبل أن تُحل الخلافات في اللحظات الأخيرة، لكن الأمور مرشحة للتطور في اتجاه سيئ هذه المرة إذا ما تمسكت تركيا بإتمام صفقتها مع روسيا".

وأضافت الوكالة أن رهان أردوغان على تدخل ترامب لصالحه محفوف بالمخاطر، فالرئيس الأمريكي لا يملك الكثير ليفعله في مسأله يملك الكونجرس قرارها النهائي، وهي الرسالة التي نقلها السيناتور ليندسي جراهام لأردوغان بوضوح، حين زار تركيا في يناير الماضي وأبلغ الرئيس التركي بان الكونجرس لن يتهاون مع شرائه الصواريخ الروسية.

واستثمرت تركيا مبالغ طائلة في برنامج مقاتلات إف 35 منذ عام 2002، وسيكون من الأفضل لها على المدى الطويل البقاء في حلف الناتو وتفادي استفزاز حلفائها الغربيين.

لكن مجلة "ذي أمريكان كونسيرفاتيف" قالت إن أردوغان قاد تحولًا أبعد تركيا عن تحالفها التقليدي مع الغرب الأوروبي والأمريكي، وسمح لمقاتلي تنظيم داعش بعبور الحدود التركية إلى سوريا، ثم تدخل الجيش التركي بنفسه في شمال سوريا لملاحقة القوات الكردية المناهضة لأنقرة.

وخلصت المجلة إلى أن تركيا لم تعد صديقًا للولايات المتحدة والغرب، فأهدافها الدولية ابتعدت بما يكفي عن مصالح الغرب، ومؤسساتها الداخلية صارت سلطوية بشكل يتعارض مع معايير الديمقراطية الغربية. ودعت المجلة الولايات المتحدة والغرب إلى الكف عن رسم سياسة تعتمد على وهم الحليف التركي، وإنهاء عضوية أنقرة في حلف الناتو.