الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جماجم الحمير وجامعة القاهرة


ربما أسير في هذا المقال ضد طواحين الرأي العام، ولعَلّ البعض سيُحاصرني بعده –أي المقال- ويفتح لي الطريق لأهجُر الكتابة وأشتغل بالبقالة أو الاستيراد والتصدير، فقد تعودت أن الكتابة عكس التيار تدفنك في قبور الجهل أو تحت تراب الغيبيات.


لكن حقا تم حقن الواقعة كما تُحقن الفراخ البيضاء ، فكبُرت وتضخّمت حتي نالت من الجعبة الشعبية أمثلة سلبية مستنكرة بطل الفيديو وكلامه وكأنه رجس من عمل الشيطان.


طبييعي أن يشعر الرأي العام بالظمأ من الظلم والتعسف والفساد والإفساد والتقصير والتقاعس [لكن] الشاذ أن لا ينزل في التيسير ومراعاة ظروف غير القادرين والتخفيف عن كاهل الأسرة بردا وسلاما علي القلوب والعقول ، بل تصبح رِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ، تقتلع أوتاد خيام والرأفة والإنسانية والعدالة الإجتماعية لجامعة القاهرة، لتعريتها في ليل بهيم، أعدها ثعالب السوشيال ميديا وأفاعي الكتائب الإخوانية الإلكترونية وقنوات الشر الحَبَالَى بكائن يحمل أحقادا علي مصر المصريين!


الفيديو صاحب الوقيعة والضجة فيه يعتلي رئيس جامعة القاهرة "محمد عثمان الخشت" منصة شاهقة مُمْتَشِقا بميكروفون قبل حفل غنائي يحييه محمد حماقي، معلنا عن حزمة من القرارات ملخصها [إعفاء] طلاب المدن الجامعية من مصاريف الإقامة والتغذية خلال شهر رمضان المبارك- وكل من لم يدفع مصاريف الجامعة حتى إعلان القرارات- و[ذلك] فى إطار تخفيف الجامعة عن أبنائها الطلاب، وفى ضوء توافر موارد للوفاء بذلك، و[التسامح] في نقل الطالب الراسب علي درجة أو درجتين إلي الفرقة الأعلي أو التخرج تماشيا مع اللوائح والقوانين وليس خرقاّ لها.



[ورغم] أن جامعة القاهرة لم تترك شاردة ولا واردة من عجين "أهل الشر" المحشو برقائق الإنتقام منها ومن رئيسها [إلا] أحصتها وفصلتها تفصيلا في بيان رسمي [ومع ذلك] لعلع الرصاص – وكأننا في فرح العمدة- وواصلت الإستهداف الإلكتروني متجاهلين التبرير الحقيقي والواقعي بأن ذلك تخفيفا علي الطلاب وأولياء أمورهم ويتفق مع صحيح القانون واللوائح الجامعية.



لتنفجر الحركة الفيسبوكية وتتحول البوستات والتعليقات إلي نضال بالطلقات الثقيلة من الشماتة والتجاوزات مستهدفة شخص الخشت، ولم يعد تقريبا أي أكونت إلا وهو مشغول بمعارك الفدائيين الوهميين ضد معسكر الخشت ، وطبعا فرضت حرارة هذا الوضع نفسها لتكون ذريعة للكلام في السياسة وربطها –أي هدايا الخشت الإنسانية- بالتعديلات الدستورية.



ليحمل أشباح الفتنة ودعاتها والعاملين عليها السلاح ضد جامعة القاهرة العريقة والوطن دون داعي أو دواعي أو فهم ! ليتأكد لك أن عقل الحمار مازال يحتل جماجم البني أدمين.



تركة القيادات الجامعية سابقا وبعضها حاليا كانت كراسيهم ككرسي العرش نتخيله فقط ، وحجرات عملهم كالقبورلا يجوز فتحها، ووجوههم كالحجارة أو أشد قسوة علي الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس ، بينما أجسامهم محرمة علي السير وسط الحرم الجامعي ، والصحف وشاشات التلفزيون هي الكاشفة فقط عن عقولهم ورأيتهم والنظر إلي وجوههم الشريفة –وقد عايشت ذلك عندما كنت طالبا-



كَسَرَ "الخشت" درجة السلم العائقة للصعود إلي القيادة الجامعة أو معارضته ، ورفض إغلاق الباب الذي تهب منه الريح المزعجة ، فإعتلي منصة الحفل وسار بين الطلاب ، حازما تارة وصلدا تارة أخرى ،مطبطبا مرات ومعنفا مرة.


ولكن مازال منا من يحاول أن يشيد "السِلّمَةْ" مرة أخري للطعن في سياسة الباب المفتوح الذي رفعت "ضَلْفَتُهْ" دولة 30 يونيو ، وهذا لم يحدث إلا إذا شاف "حلمة ودنه".

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط