الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تهديد إيران بغلقه.. تعرف على مضيق هرمز أهم شريان نفطي في العالم.. أهميته الدولية والخطوط البحرية البديلة.. طهران تستخدم آخر كارت ضد العقوبات الأمريكية

مضيق هرمز
مضيق هرمز

  • خطوط الأنابيب العاملة التي لا تمر بمضيق هرمز
  • وقائع سابقة شهدها مضيق هرمز

أعلنت إيران أنها ستغلق مضيق هرمز إذا مُنعت من استخدام ذلك الممر المائي الاستراتيجي الذي يعبر منه نحو خُمس كميات النفط المستهلكة عالميًا.

جاء التهديد الذي وجهه قائد بالحرس الثوري الإيراني في أعقاب إعلان الولايات المتحدة يوم الاثنين أنها ستنهي الإعفاءات التي منحتها العام الماضي لثمانية مشترين للنفط الإيراني، مطالبة المستوردين بوقف مشترياتهم بحلول أول مايو وإلا واجهوا عقوبات. وارتفعت أسعار النفط العالمية لأعلى مستوياتها في ستة أشهر.

ومضيق هرمز ممر ملاحي حيوي يربط منتجي النفط في الشرق الأوسط بأسواق آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وما ورائها، ويقع منذ عقود في قلب التوتر الإقليمي. وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز دون أن تنفذ تلك التهديدات.

وفيما يلي بعض الخلفيات عن المضيق:

ما هو مضيق هرمز؟

يفصل ذلك الممر المائي بين إيران وسلطنة عمان، ويربط الخليج بخليج عمان وبحر العرب. يبلغ عرض المضيق 33 كيلومترا عند أضيق جزء منه، لكن الممر الملاحي لا يتجاوز عرضه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.

سبب أهميته؟

قدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن 18.5 مليون برميل من النفط المنقول بحرا يوميا مرت عبر المضيق في 2016. وشكل ذلك نحو 30 بالمئة من الخام وغيره من السوائل النفطية التي جرى شحنها بحرا في 2016.

- قالت شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية إن ما يقدر بنحو 17.2 مليون برميل يوميا من الخام والمكثفات جرى نقلها عبر المضيق في 2017، ونحو 17.4 مليون برميل يوميا في النصف الأول من 2018. مع بلوغ الاستهلاك العالمي للنفط نحو 100 مليون برميل يوميا، فإن ذلك يعني أن قرابة خُمس تلك الكمية يمر عبر مضيق هرمز.

يمر عبر المضيق معظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). يمر من المضيق أيضا كل إنتاج قطر تقريبا من الغاز الطبيعي المسال. وقطر أكبر مُصدر للغاز المسال في العالم.

سعى كل من العراق وإيران خلال حربهما بين عامي 1980 و1988 إلى عرقلة صادرات نفط البلد الآخر فيما عرف في ذلك الوقت بحرب الناقلات. والأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين مكلف بحماية السفن التجارية في المنطقة.

قال محلل في بنك آر.بي.سي في 22 أبريل على الرغم من أن وجود الأسطول الأمريكي الخامس من المفترض أن يضمن بقاء ذلك الممر المائي الحيوي مفتوحا، فمن المرجح أن تجري إيران في المستقبل القريب مناورات عسكرية مستفزة وأن تستأنف نشاطها النووي كذلك".

وافقت إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات بموجب اتفاق أبرمته عام 2015 مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى. وانسحبت واشنطن من الاتفاق في 2018. وتخشى القوى الغربية أن تكون إيران تريد صنع أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران. قال محللو آر.بي.سي "ربما توحي كل هذه العوامل الجيوسياسية بأن صيفا قاسيا ينتظر الرئيس (دونالد) ترامب بينما يسعى لإبقاء أسعار النفط قيد السيطرة".

هل من طرق بديلة لنفط الخليج؟

تسعى الإمارات العربية المتحدة والسعودية لإيجاد طرق أخرى لتفادي المرور بمضيق هرمز، بما في ذلك مد مزيد من خطوط أنابيب النفط. وفيما يلي بيانات لوكالة الطاقة الدولية تظهر خطوط الأنابيب القائمة والمشروعات المقترحة

خطوط الأنابيب العاملة التي لا تمر بمضيق هرمز (2016)

خط بترولاين (خط أنابيب شرق-غرب): هو خط سعودي عامل تبلغ طاقته الاستيعابية 4.8 مليون برميل يوميا، ويُستخدم منها بالفعل 1.9 مليون برميل يوميا بينما تبلغ طاقته غير المستغلة 2.9 مليون برميل يوميا.

خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام: خط إماراتي عامل سعته 1.5 مليون برميل يوميا، يُستخدم منها نصف مليون برميل بينما تبلغ الطاقة غير المستغلة مليون برميل.

خط أبقيق-ينبع لسوائل الغاز الطبيعي: خط سعودي عامل تبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف برميل يوميا، ومستغلة بالكامل.

خط الأنابيب العراقي في السعودية: خط سعودي تحول لضخ الغاز الطبيعي.

تبلغ الطاقة الإجمالية لجميع هذه الخطوط 6.6 مليون برميل يوميا، يُستغل منها 2.7 مليون برميل بينما تصل السعة غير المستغلة إلى 3.9 مليون برميل.

وقائع سابقة شهدها مضيق هرمز

في يوليو 1988، أسقطت البارجة الحربية الأمريكية فينسينس طائرة إيرانية مما أسفر عن مقتل 290 شخصا هم جميع من كانوا على متنها، فيما قالت واشنطن إنه حادث اعتقد فيه الطاقم أن الطائرة التجارية طائرة مقاتلة. وقالت الولايات المتحدة إن فينسينس كانت في المنطقة لحماية السفن المحايدة من هجمات البحرية الإيرانية.

في مطلع 2008، قالت الولايات المتحدة إن الزوارق الإيرانية هددت سفنها الحربية بعدما اقتربت من ثلاث سفن تابعة للبحرية الأمريكية في المضيق.

في يونيو 2008، قال قائد الحرس الثوري الإيراني وقتها محمد علي جعفري إن إيران ستفرض قيودا على المرور في المضيق إذا تعرضت للهجوم.

في يوليو 2010، تعرضت ناقلة النفط اليابانية إم ستار لهجوم في المضيق. وأعلنت جماعة متشددة تعرف باسم كتائب عبد الله عزام، والتي لها صلة بالقاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم.

في يناير 2012، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز ردا على عقوبات أمريكية وأوروبية استهدفت إيراداتها النفطية في محاولة لوقف برنامج طهران النووي.

في مايو 2015، أطلقت سفن إيرانية طلقات صوب ناقلة ترفع علم سنغافورة قالت طهران إنها دمرت منصة نفطية إيرانية، مما دفع الناقلة للفرار. كما صادرت سفينة حاويات في المضيق.

في يوليو 2018، لمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده قد تعطل مرور النفط عبر مضيق هرمز ردا على دعوات أمريكية لخفض صادرات إيران من الخام إلى الصفر. وقال قائد بالحرس الثوري أيضا إن إيران ستوقف كل الصادرات عبر المضيق إذا تم إيقاف الصادرات الإيرانية.

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت خطوات عسكرية لم تتخذ مثلها منذ ما يقرب من 3 سنوات، في إشارة تهديد للجانب الإيراني. وأوضح موقع "دبكا" الإسرائيلي أن الأسطول الأمريكي يقوم منذ نهاية الأسبوع الماضي، بتشغيل حاملتي طائرات في البحر المتوسط، مشيرا إلى أن الحاملتين يرافقهم قواتهم الهجومية.

وأشار دبكا إلى أن هذه المرة هي الأولى منذ 3 سنوات، التي تقوم الولايات المتحدة باستخدام قوة جوية - بحرية بهذا الحجم في البحر المتوسط. ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصادر عسكرية لم يذكرها قولها إن الخطوة الأمريكية تعد تلويحا لإيران حتى لا تقوم بعمليات عسكرية ضد أهداف أمريكية أو أهداف تابعة لدول حليفة في المنطقة، ردا على تغليظ العقوبات على صادرات النفط الإيراني.

وبحسب الموقع، فإن هذه القوة قادرة على العمل ضد أي محاولة إيرانية للإضرار بحركة صادرات النفط من الخليج عبر مضيق هرمز.