EN 
سأتحدث في هذا المقال بالعامية لأوضح لحضراتكم أن المصريين فعلا مش ولاد ناس، هذه حقيقة يجب أن نعترف بها بل ونأصلها وننشرها فيما بيننا حتى يعرف العالم أجمع هذه الحقيقة.
بين حين وآخر تجد بعض المصريين عندما يحاولون مدح شخص ما يقولون له والله (انت ابن ناس)، وإذا ذكروا محاسن أخلاق قوم بعينهم يقولون أصلهم (ولاد ناس)، ولكن الحقيقة أن المصريين فعلا لا يستحقون هذا الوصف وسأشرح لكم لماذا.
تعبير (ولاد ناس) بدأ استخدامه في عصر المماليك، للتعبير عن مجهولي النسب، أي من ليس لهم أصل فيقال لهم (ولاد ناس)، فمن المعروف أن أولاد الأصول يُعرف أصلهم وفصلهم، فيقال للرجل منهم فلان ابن فلان ابن فلان، أي معروف أصله ونسبه وعائلته وهذا هو المصري، أما (ولاد الناس) فليسوا مصريين.
وعن بداية ظهور تعبير (ولاد الناس) سأعرض لحضراتكم ملمحا تاريخيا يرجع للعصر المملوكي، فقد حكم مصر في هذا العصر مجموعة من السلاطين المماليك، وكان كل واحد منهم حينما يجلس على عرش مصر، يأتي بمماليكه (صبيانه) وفي الغالب يكونون من الشباب المرتزقة مجهولي النسب، وللأسف يعطي لهم صلاحيات واسعة ونفوذ قوي في البلاد.
وبمجرد انتهاء حكم السلطان المملوكي وتولي حكم مصر سلطان مملوكي جديد، يقوم هذاالأخيربعزل مماليك وحاشية السلطان السابقبل و طردهم خارج القلعة التي كانت وقتها رمز الحكم والسيطرة، وفي هذه اللحظة يعود مماليك السلطان السابق إلى الشارع من حيث أتوا حيث أنهم ليس لهم أصول معروفة.
وقد استمر هذا الوضع فترة كبيرة حتى جاء أحد السلاطين، وشعر بأن هؤلاء المماليك الذين تم طردهم من القلعة يمثلون خطرا على البلاد حيث أنهم مرتزقة ولا يجدون مالًا ينفقون منه على معيشتهم مما يجعلهم يتجهون إلى السرقة والسلب والنهب بل وقطع الطريق أحيانا، حيث أنهم (ولاد ناس) أي ليس لهم أصول ولا عائلات ينتمون إليها.
وقد تم تسميتهم (ولاد ناس) رسميا،حينما شعر أحد سلاطين المماليكبالأزمة التي تتعرض لها مصر بسبب هؤلاء المرتزقة، وقرر تخصيص رواتب ثابتة لهميتم صرفها من الديوان، ومنذ هذااليوم أطلق على هذه الفئة فى الدفاتر الرسمية للحكومة(مرتبات ولاد الناس(.
واستمر هذا الوضع فترة كبيرة طول فترة الحكم المملوكي، تتزايد أعدادولاد الناس في كل ربوع مصر، فكلما سقط أحد سلاطين المماليك ينضم رجاله لفريق ولاد الناس ليزيد عدد المستفيدين من المعاش المخصص لأولاد الناس من الديوان.
وظل ولاد الناس على هذا الحال حتى سقوط دولة المماليك على يد العثمانيين، وانتهى من الوجود مصطلح (ولاد الناس) كمصطلح رسمي متداول فى السلطة، لكن ظل هذا المصطلح بين أفراد الشعب المصري ليطلقوه على كل من جار عليهم الزمن وتغير حالهم من العيشة الرغدة إلى الفقر والعيشة الصعبة، وسبحان مغير الأحوال.
خلاصة القول أن مصطلح (ولاد الناس) هو العكس تماما لمصطلح (ولاد الأصول)، وأعتقد بعد ذكر هذه المعلومات التاريخية نستطيع أن نؤكد أن المصريين مش (ولاد ناس) أبدًا ،،،،، دُمتم بخير وفن.
