الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: الشكر والكفر

صدى البلد


نعمة الشكر كلنا نقول الحمد لله وكلنا نظن أننا قد شكرنا الله علي نعمه التي لا تعد ولا تحصي . ولكن ليس الشكر باللسان الشكر على أي نعمة بأن نصون تلك النعمة وأن نحميها وأن نرضى بما قضاه الله لنا فيها. 

أنعم كثيرة ينعم بها الله علينا ولا نحس بها وبوجودها إلا إذا زالت عنا .مثل نعمة الصحة , فلا نشعر بعظمتها إلا إذا تعرضنا لمرض حتى لو كان هذا المرض دور برد .

أما أجمل نعمة علي الإطلاق فهي نعمة الإيمان والتسليم والرضا لأن نعمة الرضا تريح النفس والعقل فأجمل شئ أن نرضي بما قسمه الله لنا نرضي من القلب لا نقول رضينا باللسان نرضي باليقين بأن كل ما أراده الله خير لنا ونسلم الأمر كله لله فالتسليم من أجمل النعم وأعظمها والتسليم محله القلب .

.والتسليم من أجمل النعم لأنه يجعل النفس مطمأنة تري في كل شئ خير ولا تخاف أبدا لأن ثقتها بالله تحميها من هذا الخوف . 

أنني أؤمن بأن هناك كفرا غير ظاهر يختلف عن الكفر في معناه المطلق وهو الشرك بالله. هناك كفر بأنعم الله وهناك كفر ينتج عن المقارنة بينك وبين الآخرين فعندما تري أن صديقك أو جارك أو أخاك عنده نعم ليست موجوده عندك وتشعر انه أفضل منك وحظه احسن منك وتستكثر عليه هذه النعم فذلك يعد كفرا .

لا لأنك تري مع الله شريك ولكن لأنك شكككت في عدالة الله في توزيع أرزاقه. فهو سبحانه مقسم الأرزاق من فوق سبع سموات وقد قال في كتابه ( ولا يظلم ربك أحدا ) وقال ( وما ربك بظلام للعبيد ) صدق الله العظيم .
فهو عندما خلق الإنسان وقدر له رزقه فهو عالم بحاله وهو عالم بإحتياجه وهو عالم بما ينفعه وما يضره ( ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) . 
فإذا رزق الله الإنسان التسليم والرضا أتته الطمأنينة فأرتاح قلبه وعقله وأطمئن أن الله أعطاه ما فيه خيرا له وإن كان متعبا له وإن كان فيه قسوة وإن لا يعجبه .ولكنه هو الأفضل له . لأن الله علينا رحمن رحيم فلو نظرنا بنظره بسيطه ما الذي يضر الله أو ينقص ملكه لو أعطي كل إنسان مسألته وقد جاء في الحديث القدسي يا بني آدم لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم أجتمعوا في صعيد واحد وسألني كل منكم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر .( أي الأبره ) .و لكننا نظل ندعو وندعو ونغضب ونحزن عندما لا يستجيب الله لنا ثم تمر الأيام بنا فنشكر الله لأنه لم يستجب لنا فهو العالم بالسر وأخفي والخير والنفع وفي منعه عطاء وإن كنا لا نعلم . فالشكر في يقيني هو الرضا فمن رضي بما قسمه الله فقد شكر ومن لم يرض بما هو فيه فقد كفر .