الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صديقي "الطيب" و"باتمان" المشهد الليبي ..


المشهد السياسي الليبي ازداد تعقيدا وأصبح أكثر إثارة ورعٌبا عما كان عليه منذ أن بدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر الزحف نحو العاصمة طرابلس ويبقى السؤال الأهم والأصعب على الفهم للمتابع للشأن الليبي لماذا الآن ؟ لماذا اختار حفتر هذا التوقيت بالتحديد لعمليته العسكرية في محاولة للسيطرة على العاصمة طرابلس فبعد مايزيد على سبع سنوات من سقوط نظام القذافي وليبيا منقسمة بين جبهتين تتنافسان على السلطة في البلد الجارة القريبة لمصر .. هما حكومة الوفاق الوطني في طرابلس بقيادة فايز السراج المدعوم بالطبع من الإخوان وقطر وتركيا وعدد من دول أوروبا وحكومة أخرى موازية في شرق ليبيا مدعومة من البرلمان الذي أعطى شرعية لحفتر والجيش الوطني الليبي الذي بدأ العملية العسكرية الحالية .. فهل حفتر يسعى للسيطرة العسكرية فقط أم للحصول على تفاوض سياسي أقوى .. وأحد الأسباب، التي ربما تكون وراء إعلان حفتر الزحف نحو الجنوب والغرب هو الرغبة في إحداث تغيير على أرض الواقع يمكن استخدامه كورقة تفاوض .. لا شك أن التحرك العسكري لحفتر نحو العاصمة طرابلس يثير مخاوف دول الجوار وقلق لدى قوى دولية كبرى .. فلماذا اختار هذا التوقيت لإطلاق عمليته العسكرية .. كل هذه التساؤلات ثارت في ذهني خلال جلسة نقاش جمعتني بصديقي الدكتور خالد الطيب .. الليبي المهموم بوطنه ليبيا ومايحدث فيها من صراع زعامات في المشهد السياسي الليبي والداعي طول الوقت الى تغليب الوطنية على النعرات الذاتية والجهوية التي هي السبب الحقيقي المغيب عن ترجمة لغز الحل السياسي .. ناهيك عن عصابات نهب المال العام، التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي الليبي بعد انسداد أفق التسوية السياسية، قد تكون مقدمة وإرهاصات تعيد تشكيل المشهد السياسي، وظهور أجسام جديدة واختفاء أخرى تتعلق بالواقع السياسي الليبي ومستقبله، خصوصًا بعد أن أعلن 80 نائبًا، من 104 كانوا سابقًا قد أعلنوا دعمهم لحكومة السراج، في بيان، أن «المجلس الرئاسي لم يعد - بوضعه الحالي - يمثل مفهوم التوافق الوطني المنصوص عليه في الاتفاق السياسي الليبي»، وسبق وسمعنا دعوات رئيس مجلس النواب إلى الذهاب إلى انتخاب رئيس للبلاد بشكل مباشر الأمر الذي تعارضه، وتسببت في تغييبه لسبع سنوات، جماعة تنظيم الإخوان، لمعرفتها خسارة منصب الرئيس في أي استحقاق انتخابي ولهذا سعت إلى تغييب منصب الرئيس .. ليبيا ياسادة ..ليست دولة متعددة الأعراق، ولا الديانات، وسكانها 100 في المائة مسلمون، وبالتالي سهولة الحل فيها ممكنة، متى خرجت الأطراف الدولية العابثة من المشهد فالحل قد يبدأ من التخلص من النعرات الذاتية، وخروج الأغلبية الصامتة عن صمتها ..واخراج الميلشيات من المشهد وبعدها تدخل قوات للجيش الليبي لإنهاء وجود هذه الميليشيات التي لا تخدم سوى مصالح زعمائها من أمراء الحرب، سواء القبليين أو المؤدلجين بفكر «الإسلام السياسي» وتبعاته، من القادمين من جبال تورا بورا .. ومنهم ما شاهدناه على شاشة إحدى القنوات الليبية التابعة لحكومة السراج والاخوان وهو يُنظر ويٌلقي الاتهامات يمينا ويسارا عبر الاقمار الصناعية من لندن وهو كان أحد أمراء الحرب في تورا بورا وبعدها تقلب بين كافة أوجه ألوان الطيف السياسي الليبي حتى أصبح مؤخرا من الثوار وكبار مفكريها وهو نعمان بن عثمان رئيس مركز كويليام للدراسات الاستراتيجية في لندن .. ولا باتمان في زمانه .. نسأل الله لليبيا السلامة وأن تُعيد تشكيل مشهدها السياسي بسواعد الشباب الليبي وأن يعود الاستقرار للجارة ليبيا وأن تتخلص من كافة جماعات الإسلام السياسي الحالمة بمشروع الخلافة بأموال البنك المركزي الليبي بينما تركوا المواطن الليبي كما مهملا داخل بلده الغني بالنفط أو لاجئا بالخارج .. والله المستعان ..


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط