الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قوارب صيد الإخوان لمشروع شوقي


في الحقيقة إن اللعب بنار مستقبل الطلاب ليس مأمونا [بل] محفوفا بمزيد من الأسي والحزن، وإن شرارة التابلت والسيستم والامتحانات الإلكترونية طائشة [إذا] لم يحسن صنعها ومعالجتها، ستصيب نسبة كبيرة من طلاب الصف الأول الثانوي "بالسكون" دون الصعود إلى الصف الأعلى.

لذلك أطرح السؤال الصعب: منذ متى كان اللاعب بالنار مأمونا من حرقها أو لسعتها؟

وأقصد هنا باللاعب طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، وأعني بالنار منظومة التعليم الجديدة.

غير أنني وأنا أتحدث عن الشعلة الحارقة لنظام شوقي، سأظل مؤمنا بحتمية حدوث انقلاب حاد في المنظومة التعليمية التقليدية القديمة، التي اعتمدت على الحفظ والتلقين! وقتلت الإبداع والابتكار! واحتلت الدروس الخصوصية والسناتر والكتب الخارجية قمة هرمها والمدرسة تسكن قاعها! وفيها عدد من الطلاب يخرجون لا يعرفون الألف من "كوز" الذرة! أو لا يجيدون الكتابة ولا القراءة!

لذلك سأدعم أي منظومة تهدف إلى [اسقاط] الحفظ والتلقين وتعتمد وسائل الفهم و[قمع] الدروس الخصوصية و[فض] السناتر والكتب الخارجية و[إزاحة] الجهل والأمية [وتهدئة] أمواج الغضب الشعبي من التسريب والغش و[فرض الطوارئ] على أمخاخ التلاميذ للمذاكرة بالعقل لا بالعين، ليعلم أن الهدف الأسمى هو التعلم، ويعقبه حصد الدرجات.

لكن الدعم مشروط بوضوح الرؤية واكتمال أركانها وإعطائها الفرصة لتنمو بصورة طبيعية وليس بصورة شيطانية.

من الممكن أن يكون "طارق شوقي" غيورا على مشروعه، لدرجة ركوبه عجلة السرعة في التنفيذ دون أن يؤمن بأن في العجلة الندامة، وفي التأني السلامة.

وجمع مشروعه "بادجت" تناقضات: فاهتم بدخول التكنولوجيا، ونسي أن أغلب معلمي التطوير التكنولوجي تمثل التكنولوجيا الحديثة لهم "شت داون، وريستارت"، وأن "الأبس" و"الأندرويد" بالنسبة لهم كجائع الصحراء الذي يبحث عن سوق الخبز، وأن البنية التحتية للمدارس "بعفيتين شوية" و[مع ذلك] اعتمد امتحانات إلكترونية تعتمد وسائل الفهم، دون إجراء اختبارات تطبيقية كافية لقياس مهارات الفهم والاستيعاب.

ربما كان "شوقي" ينتطر أن توضع صورته على قوالب الشيكولاتة أو في سلاسل تعلق على صدورنا، بمجرد أن نرى التابلت بديلا للحقيبة المدرسة ومحتوياتها، لكنه فوجئ بوضعها –أي صورته- على قوارب صيد مشكلات التعليم التي لا تقتصر على المناهج والتابلت.

إذ تعاني المدارس من نقص واضح في أعدادها، وتكدس كبير في أعداد الطلاب داخل الفصول، وراتب معلم لا يتناسب مع ارتفاع الأسعار ومتطلبات المعيشة، وعدم وجود دورات تدريبية كافية لصقل مهاراتهم، ورغم إقرار الوزير بعدم تناسب الرواتب مع قيمة المعلم، إلا أنه يشير إلى عدم وجود موارد مالية تسمح بزيادتها، كما تعاني المديريات التعليمية من خفض ميزانيتها 50%، وسحب 2 مليار من مخصصات هيئة الأبنية التعليمية لصالح التطوير.

إن التحويل إلى نظام تعليمي يقيس نواتج التعلم [فجأة] يمثل صدمة لطلاب الصف الأول الثانوي، بعدما تعودوا على مدار 11 سنة تقريبا علي أسلوب تعليمي يتمحور حول الدروس والتلقين والتركيز على مسائل وتدريبات بعينها للمرور من "بعبع" الامتحانات، مما أثّر على نفسية وعقلية وتحصيل الطلاب في الامتحانات المنعقدة منذ الأحد المنصرم.

لا شك أن أحلام "شوقي" كابوس كبير لأصحاب المصالح، وقوارب صيد جماعة الإخوان الإلكترونية اتجهت نحو غمس مشروعه في بئر الشائعات، وبات المركب الحامل لنظام الإمتحان الإلكتروني مهددا بالغرق في بحيرة "السيستم مهنج" إلى أن نجحت سنارة الوزير في اصطياد 409 آلاف و704 طلبو أدوا امتحان الأحياء إلكترونيا.

لكن أتمنى من الوزير أن يخفف من سخونة طلاب الأول الثانوي، ويراعي أنهم الدفعة الأولى التي طبقت مشروعه، ويوفي بوعده بأن تأتي الامتحانات في مستوى الطالب المتوسط، وأن "أسلوب التصحيح" يراعي أنهم يخوضون هذه التجربة لأول مرة في تاريخ مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط