الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التعليم والأخلاق.. وما أشبَهَ اللًيلَة بالبارحة


التعليم الجيد هو مفتاح السر لتقدم الأمم ونهضتها وكنا دولة عظيمة عندما كان التعليم جيد بل وممتاز أيضا فيما مضى عقب تولي محمد علي حكم مصر .. ووصوله للحكم في عام 1805 م ذلك الرجل صاحب العقلية المتفتحة وكان يعرف قدر وأهمية التعليم وأنه بالتعليم تنهض الشعوب وقام ببناء المدارس وإحضار المدرسين الأوربيين لكي يقوموا بالتدريس في المدارس للاستفادة بشكل أفضل من التعليم الأوروبي وقام بإرسال الطلبة المصريين في بعثات إلى أوروبا لتلقي العلوم المختلفة وقام بإصلاح نظام التعليم وعمل على تأسيس نظام حديث وقوي يعمل على خلق الأجيال الواعية والتي تكون لها القدرة على النهوض بالبلاد ..ولكن للأسف لم تكتمل مسيرة محمد علي .. وذلك بسبب نفاذ الموارد المالية لديه في بداية القرن التاسع عشر عندما استنفذت الحملات التي شنها محمد علي على الشام الموارد الاقتصادية والمالية والبشرية في المحروسة وكانت البلاد في أمس الحاجة اليها .. للصرف على المدارس والتحسين من احوال التعليم وكثيرا من الطلاب الذين كانوا يدرسون مواد عسكرية تم سحبها من الدارسة دون أن يكملوا دراستهم بسبب الحاجة اليهم في حروب الشام تلك الحروب التي انتهت بالتحالف بين كل من روسيا والنمسا وبروسيا وانجلترا مع الدولة العثمانية ضد محمد علي بعد أن رفض الانسحاب من الشام وانتهى الأمر بمعاهدة لندن عام 1841 م .. هذه المقدمة الطويلة كانت للتأكيد على أن الجهود الحالية الرامية لإصلاح التعليم ومنظومة التعليم يجب أن ندعمها جميعا وأن نضيف اليها بعض من التوكاتسو وهو النظام الياباني في المدارس الابتدائية الرامية الى تدريس الاخلاق والسولكيات الحميدة واحترام الاخر والمجتمع والانتماء وأن لا يقتصر التعليم على الحشو والحفظ بالاكراه حتى موعد الامتحان وبعدها يخرج الطالب جاهل بشهادة وبعضهم بل وكثير منهم لا يعرف كيف يقرأ أو يكتب وهكذا ضاعت أجيال وخرجت أجيال جهلة وعديمي الاخلاق ولا يشعرون بأي انتماء لوطنهم ولا حتى لمدارسهم ولا فصولهم ولا لأي شيء وأنظر حولك ستجدهم بالالاف في الشوارع .. إذن ياسادة جهود اصلاح نظام التعليم قد تأخذ وقت وتحتاج لصبر لأنها في النهاية في صالح البلاد والعباد .. وما أشبه الليلة بالبارحة .. والله المستعان.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط