هادي المهدي يكتب: النمو السكاني وأثره على التنمية في أفريقيا

إن النمو السكاني هو المقوض الأكبر للخطط التنموية حيث أن أي خطة تضعها حكومة إفريقية يلوح لها هذا النمو كوحش يلتهم كل مكتسب من هذه الخطة ويتطاول مع تطاول التنمية بما لا يجعل لها قدرة على مجاراته .

ارتفاع عدد السكان في أفريقيا يُلاحظ عليه ارتفاعا في مرحلة صغار السن(أقل من 15 سنة) بشكل كبير قياسا إلي مرحلة البالغين (15 -65 سنة) ما يتسبب في ارتفاع عمالة الأطفال إلي درجات كبيرة فتجد الكونغو هي الأعلى علي مستوى العالم في عمالة الاطفال بنسبة تناهز 38% حتى أن مصر التي هي الادني في نسبة عمالة الاطفال علي مستوي القارة فترتفع فيها النسبة الي 7 % .

تتلخص الثلاثة أسباب الرئيسية للنمو السكاني في القارة في :
أ-ارتفاع عدد المواليد ما يرجع الى ارتفاع نسبة الخصوبة وارتفاع معدلات الفقر وارتفاع نسبة الأمية أضف إلى ذلك ارتفاع وفيات الأطفال دون الخامسة الذي يسببه الفقر والجهل ما يدفع النساء خصوصا في ظل معدلات خصوبة مرتفعة الي الإكثار من الإنجاب في مرحلة مبكرة من الزواج لتعويض ما تفقده من أطفال .

ب- انخفاض عدد الوفيات بسبب تراجع الصراعات والحروب داخل القارة والتي كانت سببا رئيسيا في فناء عدد كبير من السكان في حقب من التاريخ وأيضا ارتفاع الاهتمام بالصحة ومكافحة الأمراض والأوبئة من خلال البرامج التي قامت بها منظمات عالمية مثل منظمة الصليب الأحمر .

السببان أ ، ب يؤديان بدورهما إلى ارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية التي تعد الاعلي علي مستوى قارات العالم جميعا .

إن القارة السمراء وجب عليها الآن مثلما تتحد في كرة القدم في بطولة كبرى تقام في مصر خلال أيام أن تتحد في شراكة لحل مشكلات هذه القارة الواعدة وأن تتخذ دولها من دول مثل جنوب إفريقيا وكينيا أمثلة يحتذي بها في القدرة علي دفع عجلة التنمية بالتوازي مع تحول ديمقراطي سلمي.