الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في الذكرى الـ21 على وفاته.. 5 قصص مهمة عن الشعراوي

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

تحل اليوم 17 يونيو ذكرى وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي توفي في مثل هذا اليوم عام 1998م، تاركًا وراءه مكتبة إسلامية تعد ذخرًا لطلاب العلم في شتى أنحاء العالم، وما زال يتذكره المصريون ويجتمعون لسماع خواطره في تفسير القرآن الكريم بأسلوب ميسر يفهمه المتبحر في علوم الدين وغير المتخصصين في الوقت ذاته، رحم الله الإمام.

الشيخ محمد متولى الشعراوى، إمام الدعاة وفارس اللغة العربية، حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، و«أسلوبه في التفسير» علامة بارزة في مسيرته، ويرصد «صدى البلد» 5 حكايات عن حياته. 

تجمع حوله المصريون لينتظروا مشاهدة حديثه كل جمعة، وقبل أذان المغرب خلال شهر رمضان ليكون علامة من علامات الشهر الكريم، فيستمعون إلى أحاديثه وتفسيره المُبسط لآيات القرآن، الذي كان يُعبر عن موهبته الشديدة في التفسير.

استطاع أن يقف أمام الرئيس الأسبق حسني مبارك ليُحذره من السقوط، ونبه الإرهابيين من استهداف مصر، مؤكدًا أنها ستظل في رباط إلى يوم الدين، وكان الشيخ الشعراوي رمزًا من رموز الدعوة فترك مكتبة للأحاديث نفع بها جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض، والتي فسر فيها القرآن بطريقة مُبسطة يستطيع فهمها العلماء والبسطاء، فبقي أثره لخدمة الإسلام وهداية المسلمين.

الحكاية الأولى.. نشأته وحياته:

ولد الشيخ الشعراوي في 15 إبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، والتحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، واختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكانت نقطة التحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، ولكنه يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن.

فما كان منه إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية، لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلًا له بحسب ما رواه الشيخ: "أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم".

والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، وتخرج عام 1940 م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م، فبعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية، وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى.

وفي نوفمبر 1976م اختار ممدوح سالم، رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.

واعتبر الشعراوي أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل، وأن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (د. حامد السايح في هذه الفترة)، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.

وتزوج الشعراوي وهو في الثانوية بناءً على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، لينجب ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة.

الحكاية الثانية.. الشعراوي يُرثي جمال عبد الناصر:
رثى الشيخ الشعراوي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقال فيه: «قد مات جمال وليس بعجيب أن يموت، فالناس كلهم يموتون، لكن العجيب وهو ميت أن يعيش معنا، وقليل من الأحياء يعيشون وخير الموت ألا يغيب المفقود وشر الحياة الموت في مقبرة الوجود، وليس بالأربعين ينتهى الحداد على الثائر المثير».

الحكاية الثالثة.. الشعراوي يأمر بفتح مسجد عُمر مكرم لجثمان "عبد الحليم حافظ:
بعد وفاة الفنان عبد الحليم حافظ بالخارج، كان من المقرر وصوله إلى المطار فجرًا على أن يتم نقله إلى مستشفى المعادي، ويُنقل في الصباح إلى مسجد عُمر مكرم، ولكن الشيخ الشعراوي طلب من وزير الأوقاف أن يتم فتح مسجد عُمر مكرم طوال الليل ليوضع فيه الجثمان، ليُحمل إلى مثواه الأخير في الـ 11 صباحًا.

الحكاية الرابعة.. الشعراوي يمزح مع أمير الشعراء:
من المواقف الطريفة، التي كانت في حياة الشيخ الشعراوي، حينما التقى أمير الشعراء أحمد شوقي، فقال الشيخ رحمه الله: "كنت في سن الشباب، وجئنا إلى القاهرة بصحبة صديق لي لديه علم دائم بمكان تواجد أمير الشعراء أحمد شوقي الذي كنت معجبًا به وبشعره أيما إعجاب، فاصطحبني ومعي أصدقاء إليه في عش البلبل عند الهرم، وقال لأمير الشعراء: هؤلاء شبان من أشد المعجبين بك ويحفظون شعرك كله، ويأملون فقط في رؤيتك، فسألني شوقي: ما الذي تحفظه عنى؟ فذكرت له ما أحفظ له من شعر، فسألني: وما الذي أجبرك على حفظ كل هذه القصائد؟، فقلت له: لأن والدي كان يمنحني ريالًا عن كل قصيدة أحفظها لك".

الحكاية الخامسة.. الشعراوي ولحظة الاحتضار:
وفي يوم 17 يونيو عام 1998 توفي الشعراوي، وبحسب ما روى أحد أبنائه، أنه كان على فراشه يحتضر، وابنه يلقنه الشهادة فيقول له: "يا شيخ محمد قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فيقول الشيخ الشعراوي: أشهد أن لا إله إلا الله، ويصمت، فيقول له ابنه: قل الشهادة كاملة يا شيخ، فيكررها ويطلب منه ابنه نفس الأمر، فيقول الشيخ الشعراوي: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم يلتفت بوجهه ويشير إلى الحائط بإصبعه وقال: وأشهد أنك رسول الله".