الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كأس الأمم الأفريقية بتجمعنا.. مصر وأوغندا جمعهما المستطيل الأخضر والساحة السياسية.. الأمن المائي ومكافحة الإرهاب صفحات كبيرة في تاريخ الدولتين.. والسيسي أول رئيس يزور منبع النيل بها

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي ويوري موسفني رئيس أوغندا

  • مصر تقدم منحا تنموية لأوغندا بقيمة 22.4 مليون دولار
  • الدولتان يد واحدة لمواجهة الأمن المائي ومحاربة الإرهاب
  • الأزهر يقدم 16 منحة دراسية سنويا للأوغنديين
  • ورئيس أوغندا من القاهرة:
  • السيسي أول رئيس يزور منابع النيل في أوغندا

باتت مصر أقرب من ذي قبل من دول أفريقيا، بل إن أفريقيا جاءت لتسكن مصر، وكانت بطولة أمم أفريقيا المقامة في مصر الترجمة الفعلية لاهتمام مصر بتوطيد علاقاتها مع دول القارة السمراء، فالتقارب المصري الأفريقي ليس فقط في أروقة السياسة فقط، بل إنه تخطى ذلك للمستطيل الأخضر، بوصول منتخبات الدول الأفريقية للمشاركة في بطولة أمم أفريقيا 2019.

السياسة الخارجية المصرية تجاه أفريقيا، باتت معالمها واضحة بتأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة أن أفريقيا تعد بعدا قوميا واستراتيجيا لمصر، وحالة التكامل بين مصر ودول القارة السمراء انعكست بصورة كبيرة في زيارات جولات الرئيس الأفريقية؛ إذ قام بـ16 زيارة إلى دول القارة السمراء، تأكيدا من القيادة المصرية على ضرورة توطيد أواصر الصلة مع الدول الأفريقية.

ومن الدول المشاركة في كأس الأمم الأفريقية؛ دولة أوغندا، التي تجمعها مع مصر علاقات تاريخية، منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي ساند حركة التحرر الأوغندية في نضالها ضد الاحتلال البريطاني.

ويظهر التقارب الشديد بين الدولتين في وجهات النظر المشتركة تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية، خصوصا فيما يتعلق بمسألة الأمن المائي باعتبار أوغندا إحدى دول مصب نهر النيل، وأيضا الأمن في أفريقيا، متمثلا في ضرورة محاربة الإرهاب، والقضاء على النزاعات الإقليمية في القارة السمراء، إلى جانب التكامل الاقتصادي بين الدولتين، والذي يعكسه دعم مصر لأوغندا بالمشروعات الاستثمارية هناك، فضلا عن تواجد الأزهر بقوة في الدولة الأفريقية.

التعاون العسكري
من جانبها، ثمنت أوغندا الدور الهام الذى تلعبه مصر في تدريب العناصر الأوغندية في مجال مكافحة الإرهاب، بما يعزز قدراتها في مكافحة الإرهاب، إذ تحظى أوغندا بفرص تدريب كبيرة في الكليات العسكرية المصرية، بهدف تعزيز التعاون فى مجالى الدفاع والأمن بين البلدين، إلى جانب توفير برامج تدريب في مجالات مختلفة (الشرطة، الجيش، والمياه والري، والصحة، والإعلام، الدبلوماسية، والزراعة وغيرها)، حيث تم تدريب 125 أوغنديا.

التعاون الثقافي
كما أن التعاون الثنائي بين مصر وأوغندا لا يقتصر على المجال العسكري، بل يمتد إلى مجالات التبادل التجاري والزراعة والتعليم والتدريب؛ حيث قدمت مصر أولوية لبناء قدرات الكوادر الأوغندية في مختلف المجالات، إذ يتم تقديم 10 منح سنوية للدراسة في الجماعات المصرية، بالإضافة إلى خمس منح في إطار مبادرة مصر للتعليم المتطور لقادة المستقبل الأفارقة، كما يقدم الأزهر الشريف سنويًا 16 منحة دراسية للجانب الأوغندي.

التعاون في مجال الرب
وشهد عام 2014 تنظيم فعاليات الدورة التدريبيبة‮ ‬بقطاع التدريب التابع لوزارة الري لـ‬10‮ ‬ كوادر فنية من دولة أوغندا في مجال تصميم وإنشاء وصيانة سدود حصاد مياه الأمطار.

الاستثمارات المصرية
كما تقوم مصر بتنفيذ مشروع عملاق في مجال إزالة الحشائش المائية الضارة من بحيرة فكتوريا والبحيرات الاستوائية الأخرى، وقد بدأ المشروع عام 1998 وبلغت تكلفته حتى الآن أكثر من 20 مليون دولار أمريكي.

ومن الجهات المصرية التي تمتلك عددا من الاستثمارات في أوغندا بنك القاهرة الدولي ومصر للطيران وشركة مانتراك (المملوكة لمجموعة شركات منصور)، والمقاولون العرب، وشركة النصر للاستيراد والتصدير، وشركة الأفارقة للتنمية.

كما أن من الاستثمارات المصرية الواعدة في منطقة تجمع شرق أفريقيا وشركة القلعة القابضة والتي بدأت الاستثمار في شركة سكك حديد الوادي المتصدع "RVR" بمبلغ 150 مليون دولار أمريكي لتحديث خط السكك الحديدية من ميناء مومبسا الكيني إلى كمبالا، ولتقليل تكلفة النقل وبالتالي تكلفة الإنتاج، وهو ما سيخدم الاقتصاد الأوغندي بشكل كبير جدًا.

وأيضا شهدت الفترة الماضية خطوات إيجابية من قبل الشركة المصرية الأوغندية للأمن الغذائي والتي قامت بافتتاح وتشغيل مجزر اللحوم الآلي المصري في كمبالا باستثمارات تقدر بـ 10.5 مليون دولار، وهو المشروع الذي يحظى باهتمام خاص من قبل الرئيس موسيفيني.

الدعم المصري
كما قدمت الحكومة المصرية من خلال الصندوق معونات لضحايا الفيضانات التي ضربت شمال شرق أوغندا في نوفمبر 2007، حوالي 750 كيلوجراما من الأدوية، كما قامت مصر بإرسال 7 حاويات تتضمن 140 مترا طنيا من الأرز و400 كرتونة زيت طعام، و80 خيمة كبيرة تم تسليمها لسيدة أوغندا الأولى بقصر الرئاسة الأوغندي في 5 ديسمبر 2007.

وقامت مصر عام 2008 بإعادة تأهيل مستشفى أتوجو بمنطقة روهوما بغرب أوغندا، حيث تكلف إعادة تأهيل المستشفى الذي يخدم قطاعا كبيرا جدًا في هذه المنطقة 280 ألف دولار.

فى 2017 نفذت وزارة الموارد المائية والري المصرية ما يقرب من 90% من إجمالي الأعمال في نطاق مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسي بغرب أوغندا، المشروع الذي يأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة الموارد المائية والري المصرية ووزارة المياه والبيئة الأوغندية.

وفى 2015، أعلنت مصر أن إجمالي المساعدات التى قدمتها مصر على مدار 16 سنة متواصلة إلى أوغندا لتطوير المشروعات المائية بلغت أكثر من 22.4 مليون دولار تم تقديمها كمنحة مصرية، شملت مشروعات التعاون الفني بين وزارة الموارد المائية والري المصرية ووزارة الزراعة والثروة الحيوانية والأسماك الأوغندية.

كما تم مد أجل المنحة المصرية المقدمة إلى الحكومة الأوغندية حتى يتسنى الانتهاء من عمليات تطهير المجارى المائية بأوغندا من الحشائش العائمة، وكذلك الانتهاء من إنشاء سدود حصاد الأمطار.

المساعدات الطبية
فى 2016 قام أحمد عبد العزيز مصطفى، السفير المصري لدى أوغندا، بتسليم منحة طبية مقدمة من الحكومة المصرية إلى مستشفى Mulago بالعاصمة الأوغندية كمبالا، عبارة عن وحدتي غسيل كلوي، ووحدة مناظير، ومجموعة من الأدوات والأجهزة الطبية الأخرى، وذلك ضمن المساعدات التي تقدمها الحكومة المصرية.

التبادل التجاري
بلغ إجمالي الصادرات المصرية إلى أوغندا في عام 2014 حوالي 70 مليون دولار، فى حين بلغت الواردات 1.5 مليون دولار، كما تتنوع الصادرات المصرية إلى أوغندا لتشمل الفواكه وبعض المنتجات الغذائية المصنعة وزيوت الإضاءة والأدوية ومستحضرات التجميل، فضلًا عن بعض المنتجات الصناعية مثل الأدوات الصحية ومستلزمات البناء والورق والملابس والسيراميك، فيما تتركز الصادرات الأوغندية لمصر في المواد الأولية مثل القهوة وبعض بذور الفواكه والخضراوات والتبغ.

التواصل الرئاسي
أما على مستوى التواصل الرئاسي، فقد تبادل الدولتان الصديقتان الزيارات على كل الأصعدة، حتى على مستوى قادة الدولتين، فقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة إلى أوغندا في 2017؛ للمشاركة في قمة دول حوض النيل، والتي عقدت للمرة الأولى.

كما زار الرئيس يوري موسفني، رئيس أوغندا، القاهرة في مايو 2018، وخلال كلمته في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع الرئيس السيسي، قال الرئيس موسفني إنه وجه الدعوة للرئيس السيسي لكي يرى فروع النيل المختلفة، لافتا إلى أنه لم يسبق لأي رئيس أو أمير أو حتى فرعون مصر من رؤية منبع النيل، وبالتالي سيكون الرئيس السيسي أول رئيس يرى منابع النيل في أوغندا.