الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تمرد صناعة شبابية بصياغة إعلامية


** رنين متواصل على هاتفي المحمول، الذي كان صامتًا لانشغالي في التجهيز لبرنامجي "الحدث المصري" الذي كنت أُعده على قناة "العربية" للصديق العزيز الإعلامي البارع "محمود الورواري", حين هممت بالرد بادرني صوت زميلي الصحفي ومعد برامج قناة ON .TV آنذاك "محمد سامي" قائلًا يا عم رد بطلبك من تليفون آخر لأن تليفوني فاصل, وأردف قائلًا : بقولك مجموعة شباب بيفكروا يعملوا حركة إسمها "تمرد" الغرض منها إنهم يجمعوا توقيعات المصريين الرافضين لحكم الإخوان و"مرسي", ويدعو لانتخابات جديدة, سألته من هم هؤلاء الشباب؟ ولو جادين لابد أن نساندهم في موقفهم لقناعتنا بالموقف, أعطني مصدر منهم أتواصل معه, وأدعمهم إعلاميًا واساند دعوتهم . 
أعطاني زميلي "محمد سامي" تليفون شاب إسمه "محمود بدر" قال لي أنه مؤسس الفكرة, يعمل صحفيًا شابًا في جريدة "الصباح", التي كان يرأس تحريرها الزميل "وائل الإبراشي", ومعه فتاة من المنصورة إسمها "دعاء خليفة", وعقب إنهاء المكالمة أنجزت عملي, وفي المساء تواصلت مع "محمود بدر" تليفونيًا, ودعوته لمقابلتي في مقر القناة بجوار ماسبيرو, ورحب جدا, وكان متواجد في ميدان التحرير ومعه "دعاء خليفة", و حين حضر بصحبة "دعاء" ابتسمت, فقد كان شابًا في أوائل العقد الثاني, يحمل جسد نحيل انهكه إجهاد اليوم, وأبديت إعجابي بحماسته وجرأته في اتخاذ الموقف, ورأيت فيه قرار الشارع, خاصًة أن مصر كانت مشتعلة غضبًا على حكم "مرسي" والإخوان, ويبحث الشارع المصري عمن يقوده. كان ذلك في النصف الأول من إبريل ٢٠١٣, ورأيت حماس "محمود ودعاء" تجاه رفض حكم الإخوان, وأكدوا أنهم طبعوا أوراق بالجهود الذاتية وسيقومون بتوزيعها عن طريق لجان ليبدي الشعب رأيه, واتفقت مع "محمود ودعاء" على تبني دعوتهم الوطنية, وإجراء لقاء في برامجي بقناة العربية, وعرضت الأمر على صديقي وزميل عمري "مطاوع بركات" برديوسر البرنامج, وأخي الغالي المذيع اللامع "محمود الورواري" وانتهى اجتماعنا قبل فجر اليوم الجديد, بتحديد محاور اللقاء, وكيف نستفيد منه في استنهاض همة الشعب المصري, ودعمه لحركة "تمرد" الوطنية, واتفقنا على أن نكون منبرًا صادقًا لروح تمرد النابعة من روح الشعب, على كورنيش ماسبيرو جلست أتنسم عبير الحرية المنتظرة, وقلت يارب اجعل في هذه الخطوات نهاية حكم الإخوان, واتصلت بالشاب "محمود بدر" وأخبرته بأنه سيكون ضيفًا في برنامجنا "الحدث المصري" التاسعة مساء. أبلغني "محمود" بأنهم سيتوجهون لبورسعيد لنشر دعوتهم عند صديق, على أن يبحثوا عن مندوبين في المحافظات, وقام زميلي "محمد سامي" بنشر خبر عن تشكيل حركة "تمرد" الشبابية للتصدي للإخوان, وأيضًا أشار لاستضافتنا لهم في البرنامج, وفي الساعة السادسة أخبروني بأنهم خرجوا من بورسعيد وفي الطريق للقاهرة, وفي الموعد المحدد حضر "محمود بدر ودعاء خليفة" وشاب كنت لأول مرة ألقاه هو "محمد عبد العزيز", وتمت الحلقة وأعلن "محمود بدر" تشكيل حركة تمرد, وأهدافها جمع توقيعات لرفض حكم الإخوان, وإجراء انتخابات جديدة,
وتحديد موعد ٣٠ يونيو للتظاهر ضد الاخوان . وبحمد الله فوجئنا بكم اتصالات غير عادية تؤيد حركة "تمرد" وتبارك مساندتنا لهم, وفي نفس الوقت تليفونات أخرى تهددنا وتتوعدنا بتكسير عظامنا, وشل حركتنا وفوجئنا بالمواقع الإلكترونية تتناقل أخبار حلقتنا, والإعلان عن تشكيل "تمرد", واتصلت بزملائي في البرامج الأخرى واعطيتهم أرقام أعضاء "تمرد" للتواصل و الدعم الإعلامي.
وفي اليوم التالي وبناءً على رغبة المشاهدين استضفنا "محمود بدر ومحمد عبد العزيز" و دعاء خليفه وتم طرح الوثيقة التي طبعها أعضاء تمرد ودعوة المصريين للتوقيع عليها, وانتشرت أخبار "تمرد" على كافة وسائل الأعلام, وأظهر الشعب تجاوبًا كثيرًا, وتعاطف مع دعوتهم, وتم التواصل مع شباب بالمحافظات مع أعضاء الحركة الذين حصلوا على مقر بوسط البلد لعقد اجتماعاتهم و لتجميع الوثائق عقب التوقيع عليها, والذي تعرض للاعتداء والحريق لطمس توقيع أكثر من ٢٢ مليون مصري في الإسبوع الأول من دعوة الحركة, التي ساندتها عقب ذلك وسائل إعلامية آخرى, وتعرضت للعتاب والتهديد من بعض أعضاء الإخوان, الذين كنا بحكم العمل نستضيفهم واتذكر لغة التهديد الذي قالها لي د . محمد الظواهري زعيم جماعة الجهاد المتشددة و شقيق ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة و الذي اكد لي حين التقينا إنه يخشي من خروج الشعب المصري لان جماعة الجهاد ستحول الشوارع لبركة دماء . وفي فجر أحد الأيام التالية اتصل بي "عاصم عبد الماجد" أحد أقطاب الجماعة الإسلامية في المنيا, وكنا بطبيعة عملي على تواصل فقد كنت استضيفه, وكان يتضايق جدًا عندما استضيف معه ضيف معارض للإخوان وللجماعة لكشف ما يدعون, وأخبرني "عاصم عبد الماجد" بأنهم شكلوا حركة أطلقوا عليها إسم حركة " تجرد " لكي تواجه حركة "تمرد", وأعطاني أسماء لشابين من الجماعة الإسلامية هما على ما أذكر "أحمد حسني ومحمد تيسير", وأبلغني أنهما سيتواصلان معي لإمدادي بالمعلومات عن نشاط تجرد , وطلب أن يكون ضيفا لدينا لعرض أهدافهم. وفي اجتماعنا اليومي عرضت الأمر ووافقنا على استضافته, على أن نأتي له بضيف قوي يكشف زيفه, وأيضًا نأتي بـ "محمود بدر" مؤسس تمرد الذي ارتبطنا بعد ذلك بعلاقة صداقة قوية معًا. 
و كل رفاقه حسن شاهين و محمد النبوي وإيمان المهدي ومها أبو بكر و مي وهبه وآخرين وكنت استضيفهم بصفة دورية لتدعيم حركة تمرد في الشارع المصري 
حتي ذاع صيتها ونالت حركة تمرد مساندة جموع المصريين, واستعد الشارع للتغيير بعد إعلان "تمرد" عن عدد التوقيعات الرافضة لحكمهم و تأكيد تظاهرات ٣٠ يونيو , وكانت أجهزة سيادية تتابع وتتواصل مع الجميع تراقب و تدعم , وهذه فقط معلومة عابرة للقارئ العزيز على أن احتفظ بباقي المعلومات التي أرى أنها ليس من حقي إعلانها لحساسيتها و سيأتي وقتها . وفي الموعد المحدد حضر "عاصم عبد الماجد" كعادته وسط حراسه خاصة من أتباعه متكئًا على أحد أتباعه للإصابة التي كانت في قدمه من عمليات إرهابية سابقة, وعندما علم بالضيوف الذين معه خشى المواجهة, وأصر على أن يكون وحيدًا وطرحنا الأمر على بعضنا واتفقنا إنقاذًا للموقف يكون وحده, ولكني قمت بطلب "محمود بدر" ليجري مداخلة هاتفية على الهواء, واشتعلت الفقرة سخونة في مواجهه الإثنين, ومع انتشار أهداف "تمرد" وتزكية جموع المصريين لها كانت القوات المسلحة بقيادة الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" وزير الدفاع أنذاك تراقب عن قرب جدًا ما يحدث, وكان القرار أن نتجاهل حركة "تجرد" ونساند حركة "تمرد" الوطنية. وأعلنا في برنامجنا عن وصول عدد التوقيعات لأكثر من ثلاثين مليون توقيع لرفض حكم الإخوان ولإجراء إنتخابات, وفي ٣٠ يونيو خرجت تظاهرات كثيرة في كل المحافظات تؤيد عزل "مرسي" بينما رفضها "مرسي" والإخوان, وتم احراق مقار الإخوان خاصة المقر الرئيسي في المقطم, وشعر الإخوان بقرب النهاية, فبات استخدام سلاح العنف وسيلة للإيقاع بين الجيش والشعب, لكن كان شعار "الجيش والشعب إيد واحدة" يقضي على كل آمال الوقيعة. 
وانحازت القوات المسلحة والشرطة لرأى جموع المصريين, واستقال خمسة وزراء من حكومة الإخوان لمساندة المصريين وكان ابرزهم السفير محمد كامل عمرو وزير الخارجية و كانت التظاهرات تتركز في ميدان التحرير للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان بينما تركزت تجمعات الإخوان في ميداني رابعة و النهضة ليخرج الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" وزير الدفاع آنذاك في أول يوليو ٢٠١٣ مؤيدا تظاهرات المحافظات و يعلن مساندة القوات المسلحة للشعب, ويدعو القوى الوطنية للتدخل, وأمهل الإخوان ٤٨ ساعة للاستجابة لرأي الشعب, وانضمت الشرطة المصرية للجيش وباقي قطاعات الدولة لتؤيد القوات المسلحة . و في يوم ٢ يوليو 
أصدرت محكمة النقض حكمًا ببطلان تعيين النائب العام طلعت عبد الله الذي شغل المنصب بعد عزل مرسي للمستشار عبد المجيد محمود ووقعت اشتباكات عند جامعة القاهرة لصباح اليوم التالي أودت بحياة 22 شخصًا . وكان نساند موقف القضاه ضد تعيين النائب العام الاخواني الذي تم اجباره علي كتابه إستقالة اعطاني صورة منها اصدقائي المستشارين الذين تصدوا للإخوان زكنا نساندهم .. ويأتي يوم الحسم في ٣ يوليو حيث يعلن المتحدث العسكري آنذاك العقيد "أحمد على" أن القوات المسلحة تجتمع بالقيادات الوطنية من كل القطاعات الوطنية, وكانت الكنيسة والأزهر وشباب "تمرد" محمود بدر و محمد عبد العزيز ضمن المجتمعين ليعلن الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" الساعة التاسعة مساءً ٣ يوليو اتفاق القوى الوطنية على إنهاء حكم الإخوان, وكان قبلها بالطبع و ليس سرأ قد تم التنسيق مع رجال الجيش والشرطة على محاصرة وضبط قيادات الإخوان في أماكنهم , وهو ما سهل نجاح الثورة على حكم الإرهاب, وخرجت جموع المصريين تملأ الميادين فرحة بزوال الغمة تعطي تفويض للقوات المسلحة بحماية المكتسبات وانقاذ مصر من حكم الإخوان , ويتم تسليم السلطة للمستشار "عدلي منصور" رئيس المحكمة الدستورية العليا, الذي رقى وزير الدفاع إلى رتبة المشير, وتوالت الأحداث عقب ذلك, ليقود الرئيس "عبد الفتاح السيسي" مصر في أصعب مراحلها, وتجتاز محن كثيرة لتعود مصر في عهده إلى ريادتها وقيادتها للقارة الأفريقية ...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط