الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"المنامة" وإزهاق روح القضية الفلسطينية


روح القضية الفلسطينية لم يستطع قبضها أو إزهاقها مؤتمر "البحرين" الذي دعت إليه واشنطن، ضمن خطة سلام تقترحها أمريكا لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، بهدف مزعوم إسمه التشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية.


المؤتمر [ظاهره] جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين وخلق مليون فرصة عمل لهم ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلي خلال عشرة أعوام، لكن [باطنه] تمكين الإسرائيليين أكثر وأكثر، وإجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات كبرى لإسرائيل، وبيع أراضيهم مقابل حفنة من المال -الآتي أصلا من مصادر عربية- حيث أن ال50 مليار ستتكبدها الدول العربية و لدول الخليج نصيب الأسد منها.



والحقيقة أيضا أن مؤتمر "المنامة" لم يكن بعيدا عن الأهداف الأمريكية - الإسرائيلية [بل] واحدا من أدوات تحقيقها،وهو ما يعيه الشرق الأوسط كله ، لذلك جاء التمثيل المصري بنائب وزير المالية،وايضا التمثيل العربي دون ادني مستوي، مما يؤكد أن امكانية ترجمة "صفة القرن" كما تبتغيها امريكا وحليفتها إسرائيل الي حقائق علي الأرض بعيدة المنال على الأقل حتى الآن.



ومصر تحديدا لبت فريضة الجهاد للقضية الفلسطينية كثيرا، ومن خلال وزير الخارجية "سامح شكري" الذي كانت تصريحاته بميزان من ذهب قبل إنطلاق فعاليات المؤتمر فقال : نذهب إلى " ورشة " البحرين لتقييم ما سيحدث، مؤمنين بضرورة أن يسبق الحل السياسي الجانب الإقتصادي ،بينما أمريكا تري عكس ذلك ، ولم تزل رؤيتنا كما هي، الالتزام بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ضمن قرارات الشرعية الدولية ووفقا لمبادرة السلام العربية.


وبلمسة دبلوماسية أصابت اهداف أقاويل "صفقة القرن" أحرز"شكري"هدفا بقوله: أرض سيناء التي قدمنا تضحيات لاسترجاعها والحفاظ عليها، ليست محلا لأي نقاش للتبادل ،والاشقاء الفلسطينيين لا يسعون لذلك، ولهم مشروعهم لبناء دولتهم،وللسلطة الفلسطينية وحدها الحق في رفض أو قبول ما سيطرح في مؤتمر البحرين، الذي سنذهب لتقييم ما به، ومدى التزامه بما نؤمن به.

لذلك فإن القول باعتداء مصر على القضية الفلسطينية لحضورها المؤتمر "هراء وافتراء" وكأنه ليس مطلوبا سوى الاعتذار عن الدعوة لتنال مصر التصفيق والثناء، على أي حال المشاركة المصرية والعربية و[رفض] السيناريوهات التي لا تتفق مع حل الدولتين، والتعايش جنبا إلى جنب في سلام واستقرار و[فرض] رؤية أهمية الحل السياسي قبل الإقتصادي أهم وأبقى وأنفع للقضية الفلسطينية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط