الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بناء الغد بدروس الأمس .. سقوط الأندلس نموذج


فتح الأندلس عام 92 هجرية كان بداية دولة استمرّت لمدّة 800 عام وممّا يُذكر أنّ الأندلس كانت من أكثر دول العالم تحضّرًا وثقافة حيث عاش فيها المسلمون بسعادة وغنى وتميزت هذه المدينة بخصوبة أراضيها وبوفرة مياهها العذبة وباعتدال مناخها، هذا فضلًا عن توجّه أبناء الأغنياء الأوروبيين للدراسة في مدارسها وجامعاتها، فكانوا يفخرون بمن درس وتعلم على يد أساتذة وعلماء العرب والمسلمين كما كانوا يستخدمون الألفاظ العربية حتى يُقال بأنّهم مثقّفون ومتعلّمون. 

وقد كان ملوك وأمراء الممالك في شمال إسبانيا يطلبون مساعدة حكام الأندلس في حلّ صراعاتهم الداخلية ونتيجة لهذا كانت تتدخل الجيوش الإسلامية، وتغيّر من وضعهم السياسيّ، مقابل الحصول على أحصنة وأراضٍ، ولكن هذه القوة لم تدم في الأندلس وبدأت الدولة في الضعف والوهن بسبب انتشار الغلو والفٌرقة والأطماع وعدة اسباب أخرى منها على سبيل المثال : الانحراف عن نهج الاسلام القويم والبٌعد عن روح الدين السمحة ونشوب النزاع والصراعات بين المسلمين أنفسهم وتنازع العرب مع البربر وكانت نتيجة هذه الفٌرقة والحروب حتى انه يقال ان عدد القتلى في هذه الحروب فاق أضعاف من قتلوا اثناء فتح الاندلس ..وطبعا انشغال العلماء والقيادات بالمسائل الخلافية والتخاذل في جميع جوانب الحياة .

وسقطت طليلطلة ومن بعدها قرطبة وبطليوس وغرناطة وإشبلية وبعدها سقطت جميع المدن الاندلسية واحدة تلو الأخرى وتضاءل حكم المسلمين في الاندلس حتى انحسر في غرناطة والتي سقطت أيضا عام 1942 م بعد توقيع أبى عبد الله الصغير معاهدة استسلام مع فرديناند وايزابيلا وبعد ذلك كما يعلم الجميع انتشرت محاكم التفتيش.

 والخلاصة ياسادة .. ضاعت الاندلس وغادر أبو عبد الله الصغير من الأندلس إلى فاس وعاش هناك حياة لم يعرف أحد عنها شيئا حتى مات وعمره 75 عاما .. وصرنا نردد مقولة توبخه : إبك كالنساء مٌلكا لم تحافظ عليه كالرجال .. رغم أنه لم يبك ولم توبخه والدته لكن التاريخ ومكره تعامل مع الأمر على أنه كان جبانا وأن أمه وبخته ولكن من وبخه هم المؤرخون .. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط