الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المفاعل الإسرائيلي الجديد.. وما خفي كان أعظم!


في الوقت الذي يركز البعض على الحادث النووى الروسي الغامض، وأضراره التي من الممكن أن تطول الشرق الأوسط، كان من الضرورى أن أوجه أنظاركم من جديد للكارثة النووية الإسرائيلية، التي من غير المستبعد أن تحدث بين الحين والآخر، على مقربة من مصر.

والحديث هنا عن مفاعل ديمونة النووى الإسرائيلى الشهير، الذي تجاوز عمره الافتراضي منذ سنوات عديدة، ومرشح للانفجار وسط تكتم إسرائيلى تام، وتجاهل من المؤسسات الدولية المختصة، فالمفاعل نفسه أصبح بمثابة قنبلة نووية كبيرة جدا تهدد المنطقة كلها بكارثة ما قبلها وما بعدها.

الخبراء الإسرائيليون أنفسهم اعترفوا في تسريبات مسموح بها، بإن قلب مفاعل ديمونة يعانى من حوالى ١٥٠٠ عطل ومشكلة فنية، أي عطل كفيل بانفجاره، ولهذا هناك ترويجات إسرائيلية عن أنه تم إغلاقه أو على الأقل تحجيم العمل به ونقل صلاحياته وأعماله إلى المفاعل الآخر "نحال سوريك".

وتتخذ إسرائيل ذريعة من هذا التهديد المباشر بانفجار مفاعل ديمونة، لإقامة مفاعل نووي جديد على أحدث الطرز العملية في هذا المجال، وتسمى التكنولوجيا الاندماجية، وتتكتم كالعادة على هذا المشروع النووى كغيره من المشروعات النووية الإسرائيلية، لكن من المقرر أن يتم افتتاحه في 2022، إذا لم تكن هناك أية منغصات للترتيبات الإسرائيلية، وطبعا هذا كله يتم بعيدا عن أعين بعضنا ووسط انشغال كل دول وشعوب المنطقة به بهمومها الداخلية.

ولذلك يجب ألا تشغلنا أزماتنا التى ورطونا فيها بفوضاهم الخلاقة، عن مثل هذه الكوارث التى تتربص بنا، ومنها البرنامج النووى الإسرائيلى، الذي يتضخم يوما بعد يوما، فتل أبيب تملك الآن قرابة الـ 400 قنبلة نووية، ولا توافق بأى شكل من الأشكال على أن تكشف عن أى تفاصيل جديدة عن مشروعها النووي، وعندما يسئل أى مسئول إسرائيلى في الإعلام الدولى، يرد بمنتهى العنجهية، بأنهم معروفون بسياسية التعتيم في هذا الموضوع، ولن تجدوا أكثر من ذلك، ونتنياهو نفسه، يرد بهذه الطريقة.

في المقابل تمارس إسرائيل كل الضغوط الممكنة وغير الممكنة على الوهم الجديد القديم، المسمى "إيران" بحجة مواجهة خطر البرنامج النووي الإيراني، الذي يهدد إسرائيل والمنطقة كلها، وهى تمثيلية مفضوحة على نفس نسق الوهم الكيماوى العراقي الذي أنهى به صدام حسين بتحريضهم، على العراق، وتحولت للأسف إلى ولاية إيرانية تتلقى الضربات من اسرائيل، ولا تستطيع الرد، بعدما كانت تبادر بضرب إسرائيل في حرب الخليج!

أتمنى أن تسألوا أنفسكم هذا السؤال، من المستفيد الأكبر مما يسمى الخطر الإيراني، إن كان نوويا أو عسكريا أو شيعيا.. أو غيره؟!، أليست إسرائيل؟! التى تهاجم الآن اثنين من أكبر العواصم العربية، وأقصد هنا دمشق وبغداد بحجة استهداف نقاط إيرانية، وأيضا تقوم بتطبيع سريع بدون مقابل مع عواصم عربية أخرى بدون أي مقابل، بحجة المواجهة المشتركة لما يسمى الخطر الايراني، ووصل الأمر إلى أن تتواجد اسرائيل في مياه الخليج العربي، بدون أى اعتراض عربي، لأنها من المفروض أنها موجودة في التحالف الدولى المواجه لإيران والحامى للخليج؟!

أى واقع وصلنا إليه، يا سادة؟!

لو لم ننتبه لهذه المخاطر الكارثية، ستكون هناك مراحل أخرى أكثر تعقيدا، وبالفعل سيتبلور مشهد تاريخي كله في صالح إسرائيل، ولا يوجد أى أمل في مواجهة ذلك إلا في مصر، ويدور الحديث هنا عن مواجهة غير تقليدية، على طريقة دهاء السادات، لذلك نكرر وننبه على ضرورة التيقظ، والحذر من الهرولة الخليجية للتطبيع المجانى، وضرورة بلورة مبادرة للتقريب بين إيران والخليج والأمريكان بالتنسيق مع الصين وروسيا، لمواجهة المخاطر المتوقعة وغير المتوقعة من إسرائيل بحجة الخطر الإيرانى والإرهاب المتأسلم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط