الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خزينة الاسرار والمواثيق.. دير سانت كاترين ثاني اقدم مكتبة مخطوطات بالعالم..صور

صدى البلد

تعتبر مكتبه دير سانت كاترين ثاني اقدم مكتبة للمخطوطات والمواثيق وخزينة الاسرار، ومع قيمتها التاريخية والأثرية جددت الدولة المكتبة لتكون مصدر إشعاع تاريخيا للعالم أجمع وسط إقبال سياح العالم على زيارتها.

فيرجع تاريخ المكتبة للقرن السادس، وتضم مجموعة مهمة وفريدة من الوثائق والمستندات الدينية والتاريخية الفريدة على مستوى العالم .

وقد نشر مركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء، إنفوجرافيك يوضح مكانة مكتبة دير سانت كاترين، التي جعلتها ثاني أهم مكتبة في العالم، من حيث قيمة المخطوطات المسيحية المقدسة وعددها، بعد مكتبة الفاتيكان، وقد نشر المركز أرقام وإحصائيات عن المكتبة توضح مكانتها الرائدة بين مكتبات العالم، حيث يبلغ عدد مخطوطات المكتبة 4500 مخطوط، تم كتابة ثلثيها باللغة اليونانية، كما يوجد بالمكتبة مرجع أرشيفي يحوي مراسلات من وإلى رؤساء الدير والأباطرة وكذلك مدونات أثرية وخرائط وصور.

ونشر المركز أيضًأ أهم مخطوطات المكتبة ووثائقها، ومن بينها: نسخة من الأناجيل الأربعة، وهو مخطوط يرجع إلى القرن الثالث الهجري، ومخطوط التوراة اليونانية، والمعروف بإسم "كودكس سيناتيكوس" أو "توراة سينا"، الذي يضم العهد القديم والجديد.

وأكدت دراسة علمية للدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن مكتبة دير سانت كاترين تعد أهم مكتبة على مستوى العالم من حيث احتوائها على مخطوطات نادرة على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان.

وأشار إلي أن مخطوطاتها تؤكد مبدأ تسامح الأديان وبها أقدم مخطوط للتوراة فى العالم وهو مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم (كودكس سيناتيكوس)

وأشار ريحان إلي أن المكتبة تحوى أهم مخطوط إسلامى فى العالم وهو مخطوط العهدة النبوية المحفوظة صورة منها بمكتبة دير سانت كاترين بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية وهى العهدة الذى أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم للنصارى طبقًا لتعاليم الإسلام السمحة وفيها أمان كامل للمسيحيين على أموالهم ومقدساتهم وأملاكهم وحريتهم الشخصية وحرية العقيدة

وبها أمر من النبى صلى الله عليه وسلم للمسلمين كافة بعدم التعدى على المقدسات المسيحية وحمايتها والمعاونة فى ترميمها والمعاملة الحسنة الطيبة للمسيحيين ودفع الأذى عنهم وحمايتهم واعتبر هذا سنة عن الرسول الكريم ومن يخالف ذلك تستوجب عليه اللعنة وقد طالب أيضًا الدكتور ريحان بعودة العهدة الأصلية من تركيا .

ويؤكد ريحان أن المكتبة تحوى ستة آلاف مخطوط بالإضافة لألف كتاب حديث منها مخطوطات يونانية ولاتينية وعربية وقبطية وأرمينية وهى مخطوطات "دينية تاريخية جغرافية فلسفية "وبعض هذه المخطوطات كتبت فى سيناء وبعضها من فلسطين - سوريا - اليونان – إيطاليا كما تحوى المكتبة عددًا من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب .

وفيما يتعلق بالمخطوطات العربية بالمكتبة يشير ريحان أن عددها 600 مخطوط تتناول دراسات تمتاز بقيمتها فى النواحى العلمية والتاريخية والفلسفية والفكرية والثقافية

ويؤكد أن المكتبة تحوى مجموعة من الوثائق العربية الصادرة من ديوان الإنشاء بمصر فى عهد الفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين إلى الدير ورهبانه تلقى الضوء على طبيعة العلاقات بين رهبان الدير والمسلمين تكشف عن سياسة التسامح التى سارت عليها السلطات العربية الإسلامية حيال أهل الذمة (المسيحيون واليهود) والتى أوضحت بجلاء أن رهبان طور سيناء كانوا يعيشون فى ديرهم هادئين مطمئنين وتميز المسلمون بسعة صدورهم وتسامحهم الصادق فى أمور الدين والحريات الشخصية.

ومن هذه الوثائق فى العصر الفاطمى 386-410هـ ، 996-1019م وثيقة أمان من الخليفة الحاكم بأمر الله وقد تولى وزارته أربعة من المسيحيين وكان طبيبه الخاص مسيحى وكذلك عهد أمان من الخليفة الحافظ لدين الله بمعاملة القسيسين والرهبان معاملة طيبة وشمولهم بالرعاية وعهد أمان للخليفة الفائز طوله 488سم يتضمن رعاية شئون الرهبان وتأمين سلامتهم وأموالهم وعهد أمان من الخليفة العاضد طوله 10م يتضمن كل المزايا السابقة إضافة لتسهيل مطالب الرهبان وإصلاح أمورهم .

وأصدر سلاطين العثمانيين وعلى وجه الخصوص سليم الأول وسليمان القانونى العديد من الامتيازات التى أعانت الدير على أن يصبح قوة اقتصادية كبيرة وفى عهد محمد على 1805-1848م أصبح للدير نسبة من إيراد الجمارك التى تحصل بالقاهرة وسادت روح التسامح فى عد أسرة محمد على والتى أخدت تثمر فيما بعد وفتحت الأديرة أبوابها للزوار الأجانب وتم دراسة بعض من مخطوطات الدير .

ومن الوثائق الهامة فى هذا العصر فرمان السلطان مصطفى الأول بن محمد 1618م الذى أعطاه للدير فى عهد المطران غفريل الرابع ويتضمن الاعتراف بكل المميزات السابقة وكذلك حرية السفر للرهبان لأى مكان خارج مصر وإعفاء بضائع الدير من الرسوم الجمركية وعدم التدخل فى أى ممتلكات أو مواريث خاصة بهم وحق الامتلاك بطريق الوقف فى أديرتهم وكنائسهم ومزارعهم وبيوتهم وحقولهم وبساتينهم وسائر ممتلكاتهم داخل وخارج .

وقال محمد حميد من بدو الجباليه أن الدير استمر سنوات يوثق المخطوطات بكاميرا ذات تقنية عاليه من أجل أن تحتفظ بها فى مكتبة دير سانت كاترين مشيرا إلى أن المكتبة كنز ثقافى لمصر.

وكان جددت المكتبة وافتتحت العام الماضى وسط احتفال كبير بحضور محافظ جنوب سيناء ووزير الاثار وكوكبة من المثقفين والقيادات الشعبيه والتفيذيه.