الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كباريه ريهام سعيد للرقص على العوز


شعرت أن كأسا من "الفودكا" احتساه رواد السوشيال ميديا فذهب بعقولهم الى مهاجمة المذيعة "ريهام سعيد" مقدمة برنامج "صبايا الخير" دون أدنى مبرر [غير] أنه إحقاقا للحق عندما سمعت حديثها عن " السمينات" لم أرَ فيه تجاوزا أو تحاملا، بل حقيقة مرة تعرفها وتعيشها كل من تحمل أوزانا زائدة، فسمنتها تؤثر علي حركتها وعملها وحياتها وإنجابها، حتي جاذبيتها للرجال ليست كالتي تحصدها المرأة الرشيقة.

تجاوزت ثورة وسائل التواصل الاجتماعي قتلها بِسِمّ البوستات ورصاص التويتات، بل امتد إلي نشر صور مركبة (فوتو كولاج) لريهام مستوحاة من أساطير الساحرة الشريرة بدت فيها عجوزا شمطاء سمينة "كالشوال" تتراكم الدهون علي جسدها وأردافها، وتتدلي من خدودها قطع من الدهون تغطي رقبتها، بجانب عبارات مثل: امرأة تخينة العقل..امرأة مخربة.. امرأة مصيرها السجن.

لم تكذب المذيعة عندما قالت أثناء حملة برنامجها لإجراء جراحات تجميلية لتخسيس 14 سيدة "الناس التخينة ميتة، عبء على أهلها وعلى الدولة، وبيشوهوا المنظر" مضيفة "منظرك بيكون مش حلو وإنت بالعباية أو الجلابية ومش قادرة تمشي، بتفقدي جزء من أنوثتك" -وإن خانها التعبير والوصف أحيانا-.

وبالبحث علي مؤشر البحث جوجل ستكتشف أنها قالت القليل مما يقوله الأطباء والمتخصصون في السمنة والنحافة، ففي شريط ذكريات حياة كل منا زوجة أو صديقة أو قريبة سمينة حياتهن عبارة عن مأساة كبيرة، تعاني خلالها بسبب زيادة الوزن من السكر، والضغط، وأمراض القلب، والعرضة بالإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية، والإصابة بالسرطان، والعقم، وهشاشة العظام والتهاب المفاصل.

لذلك فإنه في مخيلتي أن إشعال حطب السوشيال ميديا علي المذيعة لم يكن إلا لفقدها وزن القبول علي الشاشة، وفَقَدَ المشاهد الثقة فيما تقوله، وزاد ثقل دمها في معالجة القضايا الإنسانية، وبات شرر كلامها يحدث حريقا هائلا علي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم قولبتها في قالب المذيعة المغرورة ، صاحبة كباريه الرقص علي العوز، واستغلالها للشخصيات التي تستضيفها، وفي ذات الوقت لا أنكر أن "ريهام سعيد" تركت سبائك من الخير والعمل الخدمي بمبادرات إنسانية أنقذت العديد من الصغار والكبار من معاناة المرض وأنين الوجع وأهات التَوَعُّك.

كتاب حياة "ريهام" على الشاشة مملوء بالمسودات نتيجة مواقف كثيرة وضعت نفسها فيها موضع الشك والاتهام بفبركة قصص إعلامية ، وكانت النتيجة السجن في أكثر من قضية منها سب الفنانة زينة وقضية فتاة المول وخطف الأطفال، بالإضافة إلي انتهاكها كل معاني الإنسانية في العديد من حلقاتها وعلي رأسها الحلقة التي أهانت فيها اللاجئين السوريين عندما قامت بتوزيع مساعدات عليهم في أحد مخيماتهم بلبنان بصورة مقززة، وتصوير الإخوة السوريين وهم يهرولون خلف سيارة المساعدات ويتنافسون فيما بينهم لمحاولة الحصول عليها.

تقريبا تمت كتابة الخاتمة لظهور المذيعة علي الشاشة ، وقد أكدتها بإعلانها الاعتزال، لكن مازال هناك إعلاميون يلعبون بنفس الطريقة ولم يعد مرغوبا فيهم ، فهل من موقف حاسم من القائمين علي الإعلام ألا يوصلوا من لا يستحق إلي الشاشة ؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط