الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المنطقة على صفيح ساخن.. ترقب إسرائيلي لضربة من حزب الله.. ونصر الله يعد بضربة محسوبة.. مخاوف من الانزلاق لحرب إقليمية بسبب الرد على إسرائيل.. وخلاف لبناني لم يحسم بسبب الطائرات المسيرة

صدى البلد

  • إسرائيل تنتظر جدية رد حسن نصر الله
  • نتنياهو يرسل رسائل إعلامية لإيران وحزب الله
  • مخاوف من دخول الحركات الفلسطينية في حرب إسرائيلية - إيرانية
  • جدل لبنان حول الطائرات المهاجمة

تعيش منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن بسبب حالة الغليان المكتومة تحت سطح التهديدات المتبادلة والرسائل الإعلامية بين إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى.

وقالت مصادر لوكالة رويترز إن "حزب الله" اللبناني يخطط لتنفيذ ما وصفه بـ"ضربة محسوبة" ضد إسرائيل، ردا على حادث بيروت، لافتا إلى أن حزب الله يريد أن يكون الرد محسوبا حتى لا يؤدي إلى اندلاع حرب في المنطقة.

ونقلت الوكالة عن مصدر قوله إن الرد "سيتم ترتيبه بطريقة لن تؤدي إلى حرب لا يريدها أي من حزب الله وإسرائيل"، التوجه الآن إلى ضربة محسوبة، أما الطريقة التي ستتطور بها الأحداث، فهذه مسألة أخرى".

وكان حزب الله اللبناني أعلن الأحد الماضي، أن طائرة استطلاع مسيرة إسرائيلية سقطت في ضواحي بيروت، التي تعد معقلا له، فيما انفجرت أخرى في أجواء المنطقة نفسها، فيما أكدت الحكومة اللبنانية لاحقا وقوع الحادث، معتبرة أنه اعتداء سافر من قبل إسرائيل على سيادة لبنان.

وفي خطاب ألقاه عقب الحادث، قال الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله، إن الأمر يمثل أول عدوان من نوعه ضد لبنان من قبل إسرائيل، قائلا في تطرقه إلى المعلومات الأولية إن الطائرة الأولى كانت مهمتها استطلاعية لإعطاء صورة دقيقة للهدف الذي خططت لضربه الطائرة الثانية.

لكن لاحقا قال "حزب الله" اللبناني إن الطائرة الثانية أيضا كانت مفخخة بمتفجرات وتعطلت فوق بيروت، فيما نشر صورة لها، وأصدرت وزارة الخارجية بيانا طلبت خلاله من المندوبة اللبنانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك التقدم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي، لإدانة هذا "الخرق الخطير للسيادة اللبنانية"، فيما لم تعلق إسرائيل رسميا على الحادث.

وفي ظل هذا التهديد المتبادل، يعيش اللبنانيون حالة من الجدل الداخلي بشأن هوية وهدف الطائرات الإسرائيلية التي جاءت إلى الضاحية، فعلى خلفية التقارير التي تقول إن إسرائيل هي التي تقف وراء هجمة الطائرات المسيرة على جنوب بيروت، تتواجد الدوائر السياسية في لبنان وسط حالة من الصخب في ظل عدم القدرة على فهم ما حدث، وماذا الهدف منها.

في الوقت الذي يقول رجال رئيس الوزراء، سعد الحريري، إنه ما حدث ليس هجمة إسرائيلية، بل عملا استخباراتيا، يصر حزب الله ويؤكد أن الطائرات المسيرة كانت مفخخة بكيلوجرامات من مادة سي فور المتفجرة.

وتقول القناة الثانية الإسرائيلية، إن مصدر الخلاف هو أن الهجوم على الضاحية، أصاب مخزنا للصواريخ، بالإضافة إلى أجهزة من شأنها تطوير وزيادة مدى دقة تلك الصواريخ وعمل محركاتها بشكل أفضل.

بعد القصف، توجه قائد قوات اليونيفيل إلى رئيس الوزراء اللبناني، حاملا معه تحذيرات إسرائيلية، ومن جهته اتصل الحريري بنصر الله وطلب منه التصرف بحكمة وتعقل، وبعد مضي عدة ساعات، أصدر حزب الله بيانا قال فيه إنه ينوي تنفيذ هجوم محسوب على إسرائيل ، بشكل لا يشعل حربا في المنطقة.

الجدال الدائر هناك في لبنان، يتعلق بقضية هل الطائرات كانت للاستخبارات أم طائرات هجومية، فرجال سعد الحريري يقولون إن الطائرات كانت في مهمة استخباراتية وليست هجومية، وبعد أن سقطت إحدى الطائرات أو تم إسقاطها، وصلت الطائرة الثانية بعدها بحوالي 22 دقيقة، وكانت طائرة مسلحة، بهدف قصف وتدمير الطائرة الأولى، لكنها تحطمت لأنها لم تجد الطائرة الأولى، أما حزب الله فيقول إن الطائرات هجومية وكانت تحمل موادا متفجرة.

على الجانب الآخر، وبعيدا عن الجدل اللبناني - اللبناني، تأخذ إسرائيل تهديدات حزب الله على محمل الجد، وقامت على أثر ذلك بنشر بطاريات صواريخ القبة الحديدية في الشمال، كما قامت برفع حالة التأهب في الجيش، ونشرت وحدت لحماية المستوطنات الشمالية، ووجه نتنياهو رسائل إعلامية لحسن نصر الله، وقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، طالبهما فيها بالحذر وعدم التهور في الرد على إسرائيل.

المخاوف الإسرائيلية أيضا اتجهت إلى قطاع غزة والتصعيد هناك، فتشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى أن الفصائل الفلسطينية ستقف مع حزب الله في أي مواجهة عسكرية بينه وبين إسرائيل، حيث تعتمد التقديرات الإسرائيلية من ضمن ما تعتمد عليه، على الزيارة التي أجراها مسئولون كبار من حماس إلى إيران خلال الفترة الماضية، والتي أسفرت عن الاتفاق على خلق جبهة متحدة جديدة ضد إسرائيل تضم حزب الله والفصائل الفلسطينية وإيران، وأنهم سيخوضون الحرب سويا.