"الزيف"

أنا سيدة أبلغ من العمر40 عامًا.. تزوجت بالطريقة التقليدية من محترم.. والده صديق للعائلة.. تعلم في أرقي المدارس.. عائلته تقطن بأحد الأحياء الراقية.. أكمل تعليمه بإحدي جامعات الولايات الأمريكية ونال درجة الدكتوراة في تخصصه، ثم رجع ليستقر بالقاهرة.
رشحني له الاهل حيث المستوي الاجتماعي متقارب.. وتزوجته وانا بالسنة النهائية باحدي الكليات النظرية ، سحرتني شخصيته الجذابة الساحرة وسعدت بهذا الزواج الموفق ..اعتبرت نفسي من الفتيات المحظوظات ...فقلما يتوافق ويجتمع في شخص واحد كل هذه الصفات الحميدة.
ومرت بنا الحياة من سعادة وحب الي توافق وانسجام بل وانصهار تام في كل الميول والاهواء.. ومرت خمس سنوات علي زواجنا.. تدرج زوجي في عمله واصبح من الشخصيات المعدودة في مجال الهندسة النووية .. فقد حرصت بكل حب ان اهيئ له الجو المناسب حتي يتفوق ويتميز.. اما انا فقد اخلصت في عملي واثبت كفاءة وتفوقا لم تحققه زميلاتي ..ولم لا ياسيدتي فعندما تشعر المرأة بالحب والاطمئنان لابد ان ينعكس ذلك علي ادائها وتصرفاتها داخل وخارج المنزل.
وبدأت الأسرة من حولي تقلق لعدم الانجاب.. وكثر الكلام.. فبدأت أشعر بالفعل بالقلق ...فقد مر علي زواجنا اكثر من 8 سنوات ولم يحدث اي تغيير ..وبدأت انقل هذا القلق الي زوجي ..فأشار الى انه لابد ان أبدأ مرحلة العلاج والفحص بل وتبرع هو بالحجز عند اشهر دكاترة النساء وبدات رحلة العلاج والفحص ويالها من رحلة مهينة متعبة مثيرة للأعصاب ..وبعد طول انتظار جاءت النتائج مرضية مطمئنة خالية من اي نسبة من الشك او حتي احتمال وجوده .. وارتحت لهذه النتيجة وأخبرت زوجي ...واخبرني هو بان المسألة تحتاج لوقت مادام لايوجد اي مانع لحدوث الحمل .. وانتظرت 5 سنوات اخري .. ولكن في هذه المرة الوضع تغير تماما اصبحت قلقة اكثر من اللازم ..وانعكس ذلك علي تصرفاتي في المنزل وشعر هو بهذا التغيير ولم يتحرك او يبد اي استعداد للمشاركة في تغيير هذا الوضع .
وكان لابد من المواجهة ياسيدتي ووضع النقط علي الحروف .. وواجهته بانه لابد ان يتحرك ويبدأ هو ايضا رحلة الفحص والعلاج ..وكانت المفاجأة فقد ثار ثورة عارمة واتهمني بالجحود وانني ناكرة للجميل ولا امان لي حيث انني تجرأت وأصبته في رجولته وكبريائه.. استنكر كيف يبدأ هو رحلة العلاج المهينة لكرامته وهو في هذا المنصب الحساس.
وتوترت العلاقة بيننا ياسيدتي واصبح لا يجمعنا الحديث او اللقاء الا فيما ندر وجاءت ساعة الحسم فاذا بمشادة كلامية بيني وبين احدي شقيقاته والتي اتهمتني بانني لم أعد أصلح كزوجة لرجل في مثل مركز ومكانة اخيها الرفيعة.. وتدرج الحديث لتلقي في وجهي القنبلة وتعلنها صراحة بان زوجي بالفعل رجل عقيم وانه قد أصيب في حادث اثناء بعثته بالخارج أدت الي استحالة قدرته علي الانجاب ..وانه تردد علي اكثر من طبيب بامريكا ولكن للاسف جاءت النتائج كلها مخيبة للظنون والتوقعات ..وانه تعمد عدم اخباري واعتمد علي تودده وتقربه لي بشتي الوسائل عسي ان تثنيني هذه المعاملة عن التفكير في أمومتي.
آه ياسيدتي عندما يضيع العمر ..ويأتي وقت الحصاد فلا تجدين الثمار بل تجدين الخداع والزيف ..لقد خدعني مايقرب من 15 عاما وتركني اتجرع فيها الاحساس بالفشل وخيبة الامل في أمومتي ومشواري كله .
سيدتي ماذا افعل ..انني للاسف مازلت اعشق الهواء الذي يتنفسه زوجي...اتمني ان اكون مخطئة فيما سمعت من شقيقته ..مازلت التمس له العذر ..اتعاطف معه ومع ماحدث له وما اصابه في رجولته... انه محق فيما فعله وان اي رجل كان سيفعل مافعله.
سيدتي لقد اخبرني زوجي اذا اردت الانفصال فلا مانع لديه ولكن بشرط عدم حصولي علي اي حق من حقوقي ...فكيف احصل علي اي ميزة وانا ارض جرداء لا ثمار لي ولا حصاد ..فليس من حقي الشقة او نفقة الاولاد او غير ذلك من حقوق المراة المثمرة.