الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلى زيدان تكتب : غابات الأمازون .. رئة الأرض التي تحترق

صدى البلد

نسمع كثيرا عن غابات الأمازون وعن الحرائق الكبيرة التى حدثت بها ولكننا فى الحقيقة نجهل الكثير من التفاصيل عن هذه الغابات الجميلة حيث أنه من أهم ما يميز تلك الغابات عن غيرها أنها تشكل ما يشبه الاسفنجة الضخمة التي تمتص وتختزن كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه أشجارها لتنتج عبر عملية التمثيل الضوئي نحو 20 في المئة من الأكسجين في كوكبنا.

لذا اعتاد العلماء على وصفها بأنها "رئة الأرض" لأنها تلعب دورا جوهريا في دورة الكربون في الأرض التي تؤثر في مناخها.

تقع غابات الأمازون فى أمريكا الجنوبية وتحتل مساحة من البرازيل , غينيا , فنزويلا , الإكوادور وتتميز بمساحتها الواسعة والتى تبلغ 550 مليون هكتار .

وتعتبر غابات الأمازون من أهم الغابات فى العالم وأقدمها , حيث وجدت منذ ما يقرب من 500 مليون سنة مما ساعد على تطور الحياة الطبيعية فى غابات الأمازون مثل :

- نصف أنواع الكائنات الحية توجد فى غابات الأمازون، منهم 750 صنف من الحيوانات و 1500 نوع من النباتات العالية .

- تصنف غابات الأمازون ضمن الغابات المطرية، حيث يكون بها المطر السنوي ما يقرب من 130 سم – 140 سم .

- تحتوى غابات الأمازون على أنواع مختلفة جدا من الحشرات وتصل إلى 30 مليون نوع.

- يوجد فى غابات الأمازون (20%) خمس مصادر الماء الموجودة على سطح الأرض صالحة للاستخدام والشرب .

- يوجد بها آلاف من أصناف السمك المختلفة والتى تصل الى 3 آلاف نوع معلوم من السمك .

ولكن الإنسان كالعادة له الدور الرائد فى تخريب الطبيعة والبيئة مثلما فعل فى العديد من المحميات والحيوانات الجميلة , وتلوث البحار والهواء وقام بقلع بعض الأشجار لندرة خشبها مثل شجر الماهونجى لندرة أخشابها العالية وقام بتجريف التربة وبناء بعض المنازل والبيوت على أطراف غابات الأمازون مما جعل تربتها الزراعية غير قابلة للزراعة وزرع فيها الكثير من المخدرات لبعدها عن أى منطقة وعدم وجود أحد فيها .

وبعد اتساع رقعة الحرائق في غابات الأمازون التي بدأت فى شهر أغسطس الماضي ، سادت حالة من القلق والتوتر لدى البعض بشأن النتائج التي ستترتب عليها، ولكن ماذا سيحدث لكوكب الأرض إذا احترقت هذه الغابات بالكامل؟

حسب التقديرات فإن، 20% من غابات الأمازون المطيرة التي تمر بتسعة دول بأمريكا الجنوبية، وتضم نحو 10% من الأنواع الحيوانية في العالم، تم حرقها خلال الأعوام السابقة.

ويمثل انخفاض مساحة تلك الغابات خطرا كبيرا يهدد كوكب الأرض كله، وليس المنقطة المحيطة بالأمازون فقط، لأن اختفاء غابات الأمازون سيحرم الأرض من هطول الأمطار ويعرض الكوكب لمزيد من الجفاف تدريجيًا ما يعني أيضًا وجود كميات أقل من المياه للزراعة، ما يترتب عليه كمية أقل من الماء للشرب وكمية أقل من الغذاء لسكان المناطق المحيطة ، وهذا ما يؤثر أيضًا على طقس العالم، ويؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة فى الكوكب وهو الخطر الأكبربجانب أن قطع الأشجار في الأمازون يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الغازات الدفيئة التي بدورها تلعب دور كبير في تسخين كوكب الأرض وارتفاع درجة الحرارة بالإضافة الى الانبعاثات الغازية التى تتزايد يوما بعد يوم من الدول الكبرى أمريكا والصين والهند وبقية دول ال20 الصناعية الكبرى .

ولذلك فلابد أن يتكاتف العالم كله للمساعدة فى تقليل الحرائق والسيطرة عليها بمنطقة الأمازون وأن يتجه إلى الطاقة النظيفة الخالية من الانبعاثات الكربونية والمولدة من طاقة الشمس والرياح .

وأن تسدد الدول الكبرى ما عليها من تعويضات للدول الفقيرة المتضررة بدلا من التصارع على هل يسددون بناء على كم الانبعاثات الكلية لكل دولة أو بناء على عدد السكان فى الدولة، وفى النهاية لا يسددون شيئا وتنتهك حقوق الشعوب الفقيرة.