الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر الشباب وفيديوهات الشائعات


في السابق كانت الحروب عسكرية، تسبقها صدامات سياسية واقتصادية، تُحفّزْ التدخل العسكري المنظم - الجيش على الأرض، والقوات البحرية في البحر، والقوات الجوية في الهواء.

أما حاليا فنحن في حرب مختلفة "ليس سيفها" المدافع والدبابات والقنابل و"لا درعها" حاملات الطائرات ولا الطائرات المضادة للصواريخ والغواصات، ولا الصواريخ المضادة للطائرات، بل نحن في حالة حرب على مسرح الفضاء الإلكتروني بذخيرة الكيبورد والبوستات والتويتات.

حيث إن التطور التكنولوجي اللحظي انعكس بدوره على وسائل وأدوات الحروب، فكانت "حروب الجيل الرابع" التي تئن منها دول العالم عامة، والدولة المصرية، خاصة منذ اندلاع 25 يناير وحتى الآن.

ويرمي أعداء الوطن-أي وطن- والخونة عمدا-بمساعدة أجهزة استخباراتية معادية- حجرا ثقيلا في بحيرة السوشيال ميديا، حتى يختل البناء، ولا تستقر الدول-أي دولة- لتصل أغراض محطتها النهائية إلى إرباك صانع القرار، وتفكيك منظومة الدعم الشعبي للجيوش، وضرب الاقتصاد والسياحة، وبالتالي انهيار داخلي للدولة وإفشالها، وجرها إلى دوامات من العنف، مصحوبة بخلق حالة ممنهجة من الإحباط واليأس وزعزعة الاستقرار.

هذا الإرهابي الإلكتروني لا يحمل من أدواته لتفتيت المجتمعات وهدم المؤسسات سوى جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت، يبث من خلاله مجموعة من الشائعات والخزعبلات، تستهدف العقول وتلعب على الأوضاع الاقتصادية بهدف حشد معارضة شعبية لنظام وحكومة الدولة –أي حكومة- لإسقاط الدولة.

فبات الإرهاب الإلكتروني لا يقل في خطورته وقوته عن الأجهزة الاستخبارتبة أو الجيوش المنظمة بل بات تأثيره في أحيان كثيرة أقوى وأسرع، ولنا في ثورات الربيع العربي عبرة وعظة، حيث انطلقت ميليشيات الإرهاب الإلكتروني تدعو عبر "الفيس بوك" و"تويتر" في بادئ الأمر لإسقاط الأنظمة، لتنتهي بإسقاط الشعوب في بئر الحرمان والجوع والبطالة والهجرة وضياع الدولة والهوية.

"مصر" واحدة من تلك الدول التي طالتها أزرع الإرهاب الإلكتروني والإرهاب المسلح، ول اشك أنها استطاعت بتر وفقع أعين تلك السناريوهات، التي حاولت وتحاول إنهاك واستنزاف الدولة بفضل الجيش والشرطة والوطنيين.

ولن أنساق إلى الدخول في جدل عقيم، يثيره هؤلاء الذين يظنون في الفيديوهات الفارغ مضمونها من أي مستند، أداة لإدانة جهة أو مؤسسة معروف عنها: النزاهة وبياض اليد ونصاعة شرف الأمانة، وسمعتها الأنظف من الصيني بعد غسيله.

ولكن يبقى أنه من حسن التدبير ورشادة الحكم، أن نتخذ من الحرب الإلكترونية الممنهجة ضد مصر ونظامها ومؤسساتها، لإعطاء الأولوية مبكرا للوعي المجتمعي والنضج البشري الذي لا تقتلعه رياح الشائعات ولا تطوي وريقاته أنباء الخزعبلات.

لذلك أعتقد أن المؤتمر الوطني الثامن للشباب المنعقد اليوم هو البوصلة الهادية إلى السبيل في مواجهة ظلام الإرهابيين الإلكتروني والمسلح، والذي تحتوى أجندته على جلستين رئيسيتين، وذلك قبل جلسة "اسأل الرئيس"، وهما جلسة "تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محليا وإقليميا" وجلسة "تأثير نشر الأكاذيب على الدولة فى ضوء حروب الجيل الرابع"
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط