الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد إثارة السيسي لأزمة بغداد المائية.. تعرف على السدود التركية في العراق

سد تركي
سد تركي

يصر النظام التركي على الإضرار بدول المنطقة، وهذه المرة الضرر طال إحدى دول الجوار التركي وهي العراق، حيث قامت حكومة أردوغان ببناء 974 سدًا، الأمر الذي جعلها تحتل المرتبة الـ11 عالميًا من حيث امتلاك سدود المياه، ما يجعلها تقوم بتخزين مئات المليارات من الأمتار المكعبة من المياه، على حساب دول الجوار التي تشترك معها في الأنهار الممتدة على طول حدودها.

ويواصل الرئيس التركي أردوغان تنفيذ مخططاته لإنشاء السدود ضمن مشروع "جنوب شرق الأناضول" على منابع دجلة والفرات، اللذين يعتبرهما نهرين تركيين وليسا دوليين وفق المواثيق الدولية.

ومن المقرر ارتفاع عدد السدود إلى 1454 سدًا بحلول 2023، فيما تخطط أنقرة لإنشاء 727 سدًا في الفترة 2018-2023، ما يعمل على ري 8.5 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في تركيا، ويتسبب في تصحر أضعاف هذه المساحة في العراق.

وفي مجال الدراسات المستقبلية لوضع مياه العراق، أشارت إلى أن معدل نقص المياه في الفرات على سبيل المثال سيصل في المستقبل إلى 29 - 73 بالمائة، وهو ما يمثل تحديا للعراق في مجال الموارد المائية في العقود المقبلة، نتيجة سياسة أنقرة الانتهازية في بناء السدود، والسطو على مقدرات دول الجوار من المياه الدولية.

فالسدود التي تزداد يوما بعد الآخر أدت إلى ارتفاع خطير في نسبة التصحر، وزيادة الملوحة في الأراضي العراقية، ما أسفر عن جفاف مساحات كبيرة من الرقع الزراعية، وانعكس في نقص حجم المحاصيل الزراعية والإنتاج، فنقص المياه لم يلق بظلال الخسارة على الزراعة فقط، امتد ليشمل مياه الشرب، حيث بات العراق قاب قوسين أو أدنى من أزمة عطش، بعد آلاف السنين التي كان فيها مضرب المثل في وفرة المياه، والتربة الزراعية الخصبة حتى سميت المنطقة التي يقع فيها بالهلال الخصيب.

سد أتاتورك
يعد "أتاتورك" أكبر سدود مشروع "جنوب شرق الأناضول" الذي يضم 22 سدًا و19 محطة كهرمائية، بهدف استصلاح مساحة كبيرة، حيث يحجز خلفه بحيرة صناعية كبيرة تصل مساحتها إلى 817 كم²، ويلي "أتاتورك" من حيث الحجم سد كيبان الذي يحجز خلفه بحيرة صناعية بمساحة 675 كم².

سد إليسو
وفي 2006 شرع رجب أردوغان، رئيس الوزراء التركي آنذاك، في إنشاء سد "إليسو" على مجرى نهر دجلة جنوبي شرق تركيا، ضمن 22 سدًا من مشروع "جنوب شرق الأناضول" الذي تقوم أنقرة بتشييدها على نهري دجلة والفرات وبمسافة 65 كيلومترا فقط يبعد السد عن الحدود العراقية ويبلغ ارتفاعه 135 مترًا، ومساحة حوضه 300 كيلومتر مربع.

حصة العراق من دجلة 20.93 مليار متر مكعب سنويًا، قبل بناء سد "إليسو"، انخفضت إلى 9.7 مليار متر مكعب سنويًا بعد بنائه، ما يعني أن تركيا قامت بالاستيلاء على 53.6 بالمئة من حصة العراق من نهر دجلة وحده.

وفي سبتمبر 2018، عقب بناء سد إليسو بثلاثة أشهر فقط، شهد مجرى دجلة جفافًا شديدًا في العراق، نتيجة بدء أنقرة في ملء حوضه في يونيو من العام نفسه، لدرجة كان بإمكان المواطنين العراقين عبور مجرى النهر سيرًا على الأقدام.