الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطريق إلى رئاسة تونس .. التوجه السياسي لـ قيس سعيد ونبيل القروي

قيس سعيد ونبيل القروي
قيس سعيد ونبيل القروي

بعد الانتهاء من فرز ما يقرب من 50% من الأصوات بالانتخابات الرئاسية التونسية، حافظ المرشحان قيس سعيد ونبيل القروي على تقدمهما، ما جعل فرص تواجدهما بمرحلة الإعادة كبيرة للغاية، وأحدثا زلزالًا سياسيًا في تونس، بحسب وصف وكالة "رويترز".

وجاء المرشحان الرئيسيان من خارج منظومة السلطة التونسية، التي تراجع مرشحوها بشدة، مثل وزير الحكومة يوسف الشاهد، والرئيس السابق المحسوب على الإخوان، منصف المرزوقي، ووزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي ورئيس البرلمان التونسي عبد الفتاح مورو.

لكن ما هو التوجه السياسي لكل من قيس سعيد ونبيل القروي، ما يشير إلى بعض ملامح المرحلة المقبلة في تونس؟

قيس سعيد

أستاذ للقانون الدستوري ولد عام 1958 بالعاصمة تونس، وحصل على شھادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلیة الحقوق والعلوم السیاسیة بتونس وعلى دبلوم الأكاديمیة الدولیة للقانون الدستوري وعلى دبلوم المعھد الدولي للقانون الإنساني بسان ريمو بإيطالیا.

يعمل عضوا بالمجلس العلمي ومجلس إدارة الأكاديمیة الدولیة للقانون الدستوري منذ سنة 1997 وكذلك رئیس مركز تونس للقانون الدستوري من أجل الديمقراطیة، وله عديد الأعمال العلمیة في مجالات القانون والقانون الدستوري خاصة، وساهم في إعداد مشروع تعديل ميثاق جامعة الدول العربية، إلى جانب تدريسه في عدد من الجامعات التونسية.

يخوض سعيد الانتخابات كمرشح مستقل، تحت شعار"الشعب يريد"، والذي يشير إلى تمسكه بأهداف ثورة يناير 2011.

وقالت ناشطة في المجتمع المدني التونسي، نوال غريبي لقناة "روسيا اليوم"، إن "قيس سعيد هو السياسي الأكثر شعبية بين التونسيين وخاصة في صفوف الشباب الذي فقد ثقته في كل السياسيين في الساحة السياسية من حكومة ومعارضة، ويستعيد الشباب اليوم ثقته في قيس سعيد ويدعمونه بعد سنين من مقاطعة المشاركة في الحياة السياسية والانتخابات".

ومن بين مواقفه السياسية رفض المساواة في الميراث بين الابن والابنة، كما رفض التحالف مع أي حزب أو تكتل سياسي، وأعلن أن مشروعه السياسي هدفه تمهيد الطريق لجيل الشباب لتسلم السلطة، ويرفض فكرة الدولة الدينية، وتشتيت وحدة الأمة بسبب الخلافات حول القضايا الدينية.

كان إعلان قيس ترشحه للانتخابات بمثابة أمر يدعو للسخرية في الأوساط السياسية، فالرجل لا يملك تاريخا سياسيا، ولا مقرا انتخابيا، كما أو حتى تجمعات انتخابية حاشدة، حتى أنه رفض الحصول على التمويل العمومي للمرشحين الرئاسيين، لأنه مال عام وحق للشعب التونسي، فضلا عن التندر على طريقة حديثه الملتزمة باللعربية الفصحى، حيث شبهه البعض بـ"الرجل الآلي".

تمكن قيس سعيد من خلال ذلك من كسب ثقة الشباب ولا يزال يتعهد بتحويل الإحباط واليأن إلى أمل ورجاء.

ويتلخص برنامجه الانتخابي في إعطاء دور محوري للجهات وتوزيع السلطة على السلطات المحلية عبر تعديل الدستور، ويعتقد أن الوضع الحالي يقتضي إعادة بناء سياسي وإداري جديد، ينطلق من المحلّي نحو المركزي عبر تأسيس مجالس محلية، وجعلها تشارك في السلطة. بحسب "العربية".

إلا أن برنامج قيس سعيد قد يواجه صعوبات بالغة في تنفيذه نظرا لعدم وجود تحالفات حزبية أو كتل برلمانية تدعمه.

نبيل القروي

ولد نبيل القروي في عام 1963، وكما هو الحال مع قيس سعيد، لا يملك القروي تاريخا سياسيا كبيرا، إلا أنه ظهر من خلال الإعلام في السنوات الأخيرة بعد تأسيسه مجموعة "قروي اند قروي" والتي أسست فضائية "نسمة" ذات الطابع الترفيهي عام 2007.

ساهم نبيل القروي في تأسيس حزب "نداء تونس" رفقة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، لكن بعد سنوات من تأسيس الحزب، أعلن رحيله بسبب عدم اقتناعه بسياساته، ليؤسس حزب "قلب تونس"، والذي يخوض من خلاله الانتحابات الحالية.

في عام 2016، صعق نبيل القروي بوفاة أخيه، ليتجه على إثرها إلى العمل الخيري، وهو الأمر الذي بنى عليه شعبيته الحالية، كما أطلق على نفسه ألقاب مثل "صوت الفقراء"، و"صوت المهميشين".

في 23 من أغسطس الماضي، ألقت السلطات القبص على نبيل القروي ووجهت إليه عددا من التهم المتعلقة بغسيل الأموال، لكنه المتحدث باسمه نفى تلك التهم، وقال إن القروي "سجين سياسي"، مستشهدا بمحاولة إصدار قانون في البرلمان يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية بالمخالفة للأعراف والقوانين الديمقراطية.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الراحل السبسي، كان قد رفض التوقيع على هذا القانون بعدما أقره البرلمان، ما فتح الباب أمام ترشح نبيل القروي.

ومن بين الاتهامات التي نفاها نبيل القروي عن نفسه، قربه من نظام الرئيس الهارب، زين العابدين بن علي.

ويعتمد نبيل القروي في مشروعه الانتخابي على قاعدته الشعبية التي تشكلت من خلال الأعمال الخيرية، وكذلك إلى قدراته التسويقية والتجارية، ما يمكن وصفه بالرئيس الاقتصادي أو "الرئيس التاجر"، حيث شغل مناصب إدارة أعمال في شركات "كولجيت" و"بالموليف" ثم "هينكل" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قبل أن يؤسس مع شقيقه غازي القروي شركة "قروي أند قروي" للإعلام والإشهار عام 2002.

-