الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لصالح من.. لماذا انقلبت موازيين الانتخابات فى تونس؟ قراءة تحليلية

تونس
تونس

تستعد تونس لجولة جديدة من الإنتخابات بعدما أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ، فوز المرشحين، قيس السعيد ونبيل القروي في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة وتوجههما إلى جولة ثانية.

وحسب الهيئة فإنه سيتم تنظيم الجولة الثانية نظرا "لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات المصرح بها"

حصل قيس سعيّد على مليون و125 ألفا و364 صوتا، أي ما يعادل 18,4 بالمئة من الأصوات، فيما حصل القروي على 525 ألفا و517 صوتا، بنسبة 15,58 بالمئة من الأصوات.

وقالت الهيئة إنه في حال فاز نبيل القروي بالجولة الثانية، فسيتم إعلان فوزه "طالما لا يوجد حكم نهائي بحقه يمنعه من ممارسة حقوقه السياسية، أو بسجن أكثر من 10 سنوات".

حالة التخبط التى شهدها الداخل التونسي وأيضا الأوساط السياسية عقب إعلان النتيجة وإحتمالية فوز القرو ي السجين بمقعد الرئاسة كانت بمثابة زلزال انتخابي لم يعرف حتى الأن لصالح من ستكون النتيجة المرتقبة بعد جولة الإعادة نهاية الشهر الجاري،


إزاء ذلك، قال عبد الرحيم الفارسي المحلل السياسي، إن قراءات الساسة والمحللون للمشهد الإنتخابي فى تونس جاءت كلها مغايرة بالمرة عما أفرزت عنه نتائج الجولة الأولى والتى لم تتخطى فيها نسبة التصويت 50 بالمئة زائد واحد.

وأوضح "الفارسي"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المشهد الإنتخابي فى تونس فى البداية كانت مؤشراته تشي بذهاب النتيجة للمرشح الرئاسي عبد الكريم الزبيدى فى المركز الأول أو الثانى فى ضوء الشعبية التى يتمتع بها الزبيدي في أوساط الجيش الذي خدمه من موقع وزير الدفاع، وفى المقابل

وأضاف" أن خروج مورو مرشح حركة النهضة، جاء لأسباب أن حزب النهضة أنهكت من المشاركة في الحكم وعرت الكثير من عوراتها، ولكنها لم تفتتها تنظيميا إلى حد التشظي، فضلًا عن أن دخول الشاهد المعترك جاء من موقع رئاسة الحكومة، ولربما يملك تحريك بعض الأدوات العمومية لصالحه، ويستغل معرفته بالملفات والخبايا ليكون ذلك كفيلا بإقناع شريحة ما من الناخبين لصالحه، ثم نبيل القروي قد تشفع له نشاطاته الخيرية ونفوذه المالي والإعلامي وتعاطف فئة من الناس بعد اعتقاله في اللحظات الأخيرة التي تسبق بدء الحملة الانتخابية.


وتابع: كنت أتوقع أن الزبيدي ابن الدار الحاكمة، قد يحصل على تعاطف العسكر وأمنيي وزارة الداخلية، لكن الحقيقة أن قوام الجيش بكل أسلاكه لا يتجاوز سبعين ألفا. أما عدد المسجلين في القوائم الانتخابية فيتجاوز سبعة ملايين. وظننت أن عناصر الداخلية قد يساهمون في الدفع بالزبيدي رغم بعده عنهم في فترة تحمل مسؤولية وزارة الدفاع، لكنني نسيت في الحالتين كلتيهما أن الانتخابات حرة ونزيهة وأن عهد التزوير الفاضح والتفصيل المسبق للخريطة الانتخابية في تونس قد ولى وانتهى.

واستطرد: كنت أمر على اسم قيس سعيَّد فأتخطاه دون الوقوف ولو لثانية، فبالنسبة لي هو مجرد مثقف ورجل قانون دستوري وخطيب مفوَّه في قنوات التلفزيون، تماما كما هو حال الكاتب الصحفي الصافي سعيد. ونحن في زمن يوضع المثقف فيه في خانة المرثِيٍّ لحالهم، بينما يتصدر المشهد الشعبيون والأفاقون والمحتالون والسطحيون وكل من امتطوا سلًّم الإسفاف. وحسب قراءتى للمرشح نبيل القروي فهو رجل أعمال كبير، فكان من المتوقع أن يحاربه الإسلاميون الذين نازلهم بشراسة في مجال الإعلام، ويناهضه اليساريون، و وينبذه أهل الوسط وعائلات أغنياء اليمين التي تتصارع على النفوذ وتتقاسم الثروة منذ الإطاحة بنظام الباي أمين عام 1957.

مشاركة باهتة

وأشار "الفارسي"، إلى أن نسبة مشاركة التونسيين في الانتخابات كان من المتوقع أنها لن تتخطى في أحسن الأحوال عتبة الخمسين في المائة، لأن الحملة التي سبقتها كانت باهتة، والتونسيون كانوا يشاهدون مباريات كرة القدم حينما كان المتنافسون يقفون في صف واحد بنظام وانتظام خلال المناظرات التلفزيونية التي هلل لها الإعلام التونسي كثيرا وتجند بقوة لإنجاحها.

حالة من الذهول

ولفت إلى إن إعلان النتيجة من قبل مؤسسة (سيغما كونساي) لاستطلاعات الرأي فى مساء 15 سبتمبر الجاري بعد فترة قصيرة من انتهاء فترة التصويت، عن تقدم المرشحين قيس سعيَّد ونبيل القرْوي عمن سواهما من المرشحين الستة والعشرين المسجلين في القائمة،أصيب الجميع بحالة من الذهول .


واختتم: لقد وضع الاختيار بيد الشعب التونسي، فاختارت نسبة 55 من ناخبيه الإحجام عن ممارسة هذا الحق، واختارت فئة لا بأس بها ممن أدلوا بأصواتهم أن يعاقبوا النظام الحاكم فى تونس والمعروف بـ "السيستام"، بانتقامهم من أحزاب "السيستام"، وسلاحهم في ذلك هو الانتخابات التي أقر مراقبون دوليين كثر بأنها كانت نزيهة على العموم، وحرية الناخب المطلقة في انتقاء من يشاء من المرشحين.