قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ربّى صحابته الكرام على التيمن وَتَأْمِيلَ الْـخَيْـرِ، ورسّخ ذلك بقوله وفعله.
وأوضحالشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، فيخطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام، أنه –صلى الله عليه وسلم- كان إذا سَـمِعَ اِسْـمًا حَسَنًا، أَوْ كَلِمَةً طَيِّبَةً، أَوْ مَرَّ بِـمَكَانٍ طيِّبٍ، اِنْشَرَحَ صَدْرُهُ، واستبشر بما هو عازم عليه، تفاؤلًا وأملا، وحسن ظنٍ بالله تعالى، مشيرًا إلى أن اليأْسَ والقُنوطَ، من كبائر الخطايا والذنوب، فقَالَ عَبْدُاللهِ بنُ مَسْعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «أَكْبَرُ الكَبائرِ: الإِشْراكُ بِاللهِ، والأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ، والقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، واليَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ».
واستشهدالشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي،بما ورد في القرآن الكريم، أنه قال تعالى: «وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ»، منوهًا بأن الذين يعمرون الأوطان، ويبنون الحضارات، هم أكثر الناس تفاؤلًا وأملا، وأما المُتشائِمون، فهم لاَ يعمرون أرضًا، ولاَ يَبنُونَ وَطَنًا، ولا يَصنَعونَ حَضارَة.
وأضافالشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي،أنه مما يعين على التفاؤل، ويثبّت الأمل، تقوية الإيمان في القلب، ولا يكون ذلك، إلا بمعرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وتلاوة كتابه وتدبره، والتصديق بوعده، والإكثار من ذكره ونوافل عبادته، والتأمل في سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم، فَاتَّقوا اللهَ عِبادَ اللهِ، وأَحْسِنوا الظَّنَّ بربكم، وأمّلوا الخير وتَفاءلُوا به، ولاَ تَجْعلُوا لِليأْسِ طَرِيقًا لقلوبكم، وفي الحديث الصحيح: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ».