الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كذبة كل يوم.. الانقلاب مسرحية أردوغان الهزلية لتدمير خصومه.. أوامر اعتقال لمئات العسكريين في يوم واحد.. وتراجع قدرات القوات البرية والجوية

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

*أردوغان يدشن تمثيلية الإنقلاب للقضاء على الجيش
*اعتقال مئات العسكريين في الجيش التركي
*تقرير إسرائيلي يكشف تراجع القدرات الجوية الأوروبية
*موجة الاعتقالات أثرت بشكل سلبي على العنصر البشري في الجيش التركي


ادعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقوع الانقلاب العسكري الذي تعرضت له البلاد منتصف عام 2016، وذلك لضمان سيطرته الكاملة على البلاد، وعزل القادة العسكريين الذين يهددوا عرشه، وهو ما ظهر بشكل جليا عقب التعديلات الدستورية التي مكنته من السيطرة على البلاد، وحكمها لسنوات طويلة.

وأفادت وسائل الإعلام التركية، السبت الماضي، بصدور أوامر اعتقال لأكثر من 223 شخصا من الجيش في أنحاء تركيا وشمال قبرص.

وأوضح الإعلام التركي أن صدور أوامر الاعتقال جاء على خلفية اتهامات بالمشاركة في محاولة الانقلاب العسكري في تركيا عام 2016.

وتجري السلطات التركية عمليات بحث لضبط 100 عسكري تركي، و41 من سلاح الجو، وحوالي 32 شخصا من سلاح البحرية، في مختلف المحافظات التركية.

وخلال السنوات الثلاث الماضية منذ محاولة الانقلاب، تم اعتقال أكثر من 77 ألف شخص بتعمة المشاركة في الواقعة، وحوالي 150 موظفا وعسكريا تمت إقالتهم أو إيقافهم عن العمل لأسباب مشابهة.

وكان تقدير موقف نشره الصحافي الإسرائيلي، نير دفوري، بالقناة الثانية الإسرائيلية، كشف عن ترجع وضع القوات الجوية التركية في ظل حكم أردوغان.

وبحسب الصحافي الإٍسرائيلي، فإن الثلاث سنوات الماضية شهدت تراجعا كبيرا للقوات الجوية التركية، حيث أصبح 10 أسراب طيران فقط من بين 17 سربا، داخل الخدمة الفعلية.

وأشار إلى أن تركيا تمتلك 130 طائرة "إف 16" فقط قابلة للاستخدام من بين 240 طائرة، كما أن القوات الجوية التركية كانت لديها 500 طيار مقاتل، لم يتبق منهم سوى 200 طيار مقاتل فقط.

في السياق ذاته، تحدث تقرير صادر عن المجلس الأوروبي، بعد الانقلاب، أنه منذ محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تراجع عدد المجندين في الجيش التركي بمقدار الثلث، فيما تراجع عدد لواءات الجيش بمقدار النصف تقريبًا.

وقالت مجلة "يسرائيل ديفنس" العسكرية، إن الجانب التركي ينفي أن يكون هذا الأمر إشارة إلى ضعف الجيش، لكن حلف الناتو يطرح العديد من التساؤلات بشأن هذه الظاهرة.

وبحسب التقرير الذي اطلع "صدى البلد" على تفاصيله، في 1 يوليو من عام 2016، كان تعداد الجيش التركي حوالي 518166 فردا، وفي 5 أكتوبر من العام ذاته، وصل تعداد الجيش إلى 355212، ووصل تعداده في 9 سبتمبر إلى 351176، أي أن عدد أفراد الجيش التركي تراجع في الفترة من يوليو حتى اكتوبر بنحو 31.4%.

وفيما يتعلق بعدد الجنرالات والأدميرالات في الجيش، ففي الأول من شهر يوليو 2016، كان عدد الجنرالات 358، ووصل هذا العدد في شهر أكتوبر 2016، ثم ارتفع في شهر سبتمبر إلى 206، بتراجع قدره 42.5%.

أما بالنسبة لعدد ضباط الجيش، ففي الأول من يوليو كان عدد ضباط الجيش 39287، ووصل هذا العدد في الخامس من أكتوبر 2016 إلى 29434 ضابطا، وأصبح هذا العدد في 9 سبتمبر 29946 ضابطا، بتراجع قدره 25.1%.

وفي الأول من يوليو، كان عدد ضباط الصف في الجيش التركي 96391 صف ضابط، ووصل تعدادهم في 5 أكتوبر إلى 67257 صف ضابط، وفي سبتمبر وصل إلى 67646 صف ضابط، أي بتراجع قدره 30.2%.

وطال التراجع في تعداد القوات المسلحة التركية، ضباط الاحتياط أيضا، ففي الأول من يوليو كان تعدادهم في الجيش التركي 6477، ووصل في 5 اكتوبر إلى 6072، ثم تراجع حتى 9 سبتمبر ليصبح 5827 ضابط احتياطي، أي تراجع قدره حوالي 6.3%.

وكان عدد الافراد المجندين في الجيش التركي حتى الأول من يوليو 264493، ووصل هذا العدد في الخامس من اكتوبر إلى 187100، فيما وصل في 9 سبتمبر إلى 182748، أي بتراجع قدره 29.3%.

وكان القائد العام لقوات حلف الناتو، قال إنه أعرب للجانب التركي عن مخاوفه من سياسات التطهير التي طالت القوات المسلحة التركية.

وقال جنرال تركي سابق، إن عمليات التطهير في صفوف الجيش التركي سيكون لها تأثير بعيد المدى على القوات المسلحة.

يأتي ذلك على الرغم من شهادات ومؤشرات تركية تقول إن محاولة الانقلاب الفاشلة كانت مدبرة من أردوغان وعدد من المقربين له بهدف إيجاد مبرر قوي لفرض مزيد من السيطرة على الجيش واعتقال مؤيدي فتح الله كولن، زعيم حركة الخدمة، التي تصنفها تركيا على أنها منظمة إرهابية.

وأكد خبراء السياسة في العالم أن أردوغان نفذ هذه المسرحية من أجل السيطرة على مجريات الأمور داخل الجيش، بالإضافة إلى القضاء على قادته.