قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

على غرار وعد بلفور.. قصة اتفاق أمريكي تركي بموجبه أُعطيت أرض سوريا لمن لا يستحقها

لقاء أردوغان بنائب الرئيس الأمريكي
لقاء أردوغان بنائب الرئيس الأمريكي
0|كتب - محمد الصاحى

على مدار قرن وعامين من الزمان وتعاني الدول العربية والشرق الأوسط، من وعد بلفور والذي أعطى فيه وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور وعدا لزعيم اليهود في بريطانيا البارون روتشيلد، بإقامة دولة لليهود في فلسطين، والذي كان بمثابة إشعال لفتيل الحرب في الشرق الأوسط ، منذ 7 عقود من الزمان وحتى اليوم.

وما أشبه اليوم بالبارحة، بعدما توصل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان على اتفاق لوقف إطلاق النار في العملية العسكرية التي تشنها أنقرة على الأراضي السورية، للسماح بانسحاب لقوات سوريا الديمقراطية التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية غالبيتها وتتولى قيادتها والانسحاب لعمق 32 كيلو مترا من الحدود التركية السورية.

الاتفاق التركي الأمريكي باعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية حليف لقوات سوريا الديمقراطية التي تستهدفها العملية العسكرية التركية -لكنها انسحبت من إقليم شمال شرق سوريا قبل بدء العملية العسكرية التركية- تم بعد 9 أيام من بدء العدوان التركي على الأراضي السورية، أوقعت فيها القوات التركية العديد من المدن السورية في قبضتها، ومكنت من العناصر المسلحة والتي يطلق عليها الجيش السوري الحر الموالي لأنقرة من إحكام السيطرة عليها.

ووفقا لما أعلنه نائب الرئيس الأمريكي في المؤتمر الصحفي في العاصمة التركية أنقرة عقب اللقاء مع أردوغان، فإن الاتفاق تضمن وقف تركيا لعملياتها العسكرية للسماح بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية خلال 120 ساعة، على أن تتولى الولايات المتحدة عملية تأمين انسحاب قوات حماية الشعب الكردية لتأمين انسحابها بعمق 32 كيلو مترا من الحدود التركية السورية، وعدم قيام القوات التركية بعمليات عسكرية على مدينة كوباني والتي دخلتها القوات السورية، على أن تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بالتوصل لاتفاق سلمي بشأن المنطقة الآمنة في سوريا يضمن أمن أنقرة والأكراد.

ما أعلنه الرئيس الأمريكي وإن كان يحمل بين جنباته نجاح هذا الاتفاق، إلا أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، كشف الوجه الحقيقي للاتفاق التركي الأمريكي، معلنا أن المنطقة الآمنة التي شنت تركيا عملياتها العسكرية لخلقها على الحدود التركية السورية تمتد لعمق 32 كيلو مترا في سوريا من شرق الفرات وحتى الحدود العراقية، وأن وقف العمليات العسكرية هدفه فقط السماح للمسلحين الأكراد بمغادرة المنطقة الآمنة.

البند الأكثر خطورة في الاتفاق الأمريكي التركي، يكمن فيما أعلنه وزير الخارجية التركي، بأن القوات التركية هي من ستتولى السيطرة على المنطقة الآمنة في سوريا، وبذلك يكون أردوغان قد نجح في تنفيذ مخططه في احتلال الأراضي السورية، و أن الولايات المتحدة أعطت تركيا الأراضي السورية، ويصدق عليها قول الكثيرين «نحن أمام وعد بلفور جديد».