قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مرة أخرى.. تحية إجلال وتقدير لدار إفتائنا


بادئ ذي بدء، أسجل تحية إجلال، وإكبار، وتقدير لدار الإفتاء المصرية، وللأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، وأمينها العام فضيلة الدكتور إبراهيم نجم، وكل الفريق المعاون لهما -كل باسمه- على هذا النجاح منقطع النظير، والجهد الطيب الكبير، المثمن، اللائق بمكانة مصر وعلمائها ودار إفتائها، وريادتها العلمية، والإسلامية، العالمية البارزة، والتي يعترف بها علماء العالم قاطبة، حقيقة وصدقا، دون مجاملة، أو زلفى، ليخرج مؤتمرها الخامس الدولى، بمناقشاته وورش عمله، وتوصياته، بصورة مشرفة عالمية ، حازت تقدير علماء العالم شتى المشتركين به، بل حازت تقدير كل من شارك فيه، ورأى عظيم الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة، والتنظيم الدقيق المنظم، وسهولة ومرونة تعامل أعضاء لجنة العلاقات العامة، وحفاوة الاستقبال، وتوفير المادة العلمية كاملة، إضافة الى إنجازات الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الأخرى، متمثلة في فيلم تسجيلى عن المؤتمر وأهدافه ورسالته، وما يصبو إليه، خدمة للأمة الإسلامية والبشرية جمعاء بسياج من التسامح والتصالح النفسى، إضافة لأبحاث المؤتمر كاملة، والعديد من منجزات الأمانة الفكرية والإنتاجية، متمثلة في كتب ومجلات أصدرتها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تخدم المفتين والباحثين والمفكرين والإعلاميين على مستوى العالم أجمع، وليس مصر فحسب.

جهود طيبة، مخلصة، وبذور نافعة، بذرها ونثرها علماؤنا بمؤتمرهم العالمى الخامس "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى"، سعيا للخروج بمبادرات إفتائية تدعم التعايش والاستقرار والحوار الانسانى، واستثمارا للخلاف الفقهى في كافة عصوره، في دعم التماسك الاجتماعى المعاصر، ومشاركة في عمليات العمران والاسهام في الحضارة الإنسانية المعاصرة، فكان الحصاد طيبا والثمار مباركة، على الأمة وعلمائها وأبنائها، والعالم أجمع ممن تابعه، وكانت له صلة فكرية وبحثية ومعاملاتية به.

واختتم مؤتمرنا الافتائى الخامس العالمى ليضيف رصيدا، مثمنا، غاليا، كبيرا، من النجاح، والتوفيق، والتفرد، والعالمية، لنجاحات وجهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الحثيثة برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، وأمينها العام فضيلة الدكتور إبراهيم نجم، وكل العلماء المعاونين لهما، السابقة، والتي أطلقت منذ العام 2015، والمتمثلة في عقد هذا المؤتمر، -العرس السنوي العالمى لها-، إضافة لإطلاقِ المبادرات المختلفة التي تهدف إلى محاربة أفكار التطرف والإرهاب، وإطلاقِ برامج التأهيل والتدريب، وإصدارِ الإصدارات العلمية المختلفة من موسوعات علمية ومؤلفات رصدية تتبع أحدث الأساليب العلمية والإحصائية لمتابعة مؤشرات الحالة الدينية والإفتائية على مستوى العالم، وإعداد المناهج العلمية الإفتائية التي تساعد المؤسساتِ الأكاديمية على مستوى العالم في تدريس منهج خاص بالإفتاء، وإطلاقِ العديد من المشروعات الواعدة، جنبا إلى اقتحام الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي بما فيها من تشابك وتعقيد، وهي جهود الهدف منها دفع عجلة تطوير وتجديد الخطاب الديني في عالمنا الإسلامي الذي يمر بتحديات كبيرة وكثيرة على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية، وتتطلب بذل المزيد من الجهد والتعاون من أجل مجابهة أخطار تيارات التطرف والإرهاب التي تهدد الأمة في حاضرها ومستقبلها.

كما أتى مؤتمرنا برسالته ورؤيته سائرا وفق منهجِ الأزهرِ الشريف، الذي صنع التسامح الفقهي والعقدي مِن خلال تلك التعددية التي قام عليها وارتكزت عليها مناهج الدراسة فيه؛ فقها، وفكرا، ولغة، حتى أصبح الأزهر الشريف منارة الوسطية والتسامحِ والتعددية، فإذا ما أطلق وصف من هذه الأوصاف كان علما بالغلبة عليه، وفق ما جاء بكلمة إمامنا الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر.

جلسات علمية، وورش عمل بحثية ونقاشية، وإطلاق عدد من المبادرات المهمة التي تعد نقلة نوعية في سياق الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي بصفة خاصة، وفي مجال الإفتاء بصفة عامة، لعلمائنا -على مختلف أجناسهم وأعراقهم وألسنتهم- حفُل بها مؤتمرنا العالمى، فأثمر -كما قلت- أطيب الثمار، فكان من بعض حصاده المبارك هذه التوصيات التي خرج بها ومنها: أن المذاهب الفقهية الإسلامية تمثل في مجموعها وتفاعلها العلمي فيما بينها تجربة إنسانية يجب استثمارها والإفادة منها، والتأكيد على وجوب احترام الاختلاف المذهبي، والعملِ على نشر هذه الثقافة، انطلاقا من كون احترام الرأي المخالف حجر الأساس في التماسك الاجتماعي وتحقيق الاستقرار، ودعم هذا الأمر بكافة الوسائل في مجال التعليم بمراحله المختلفة، ودعوة المؤتمر إلى اعتبار الحفاظ على منظومة المقاصد الشرعية الميزان الأهم للاختيار من المذاهب والترجيح بينها، ودعوة المؤتمر أيضا جميع الدول الأعضاء بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والمجامع الفقهية والهيئاتِ الدينية إلى تبادل الخبرات في مجال إدارة الخلاف الفقهي، واعتبار استراتيجية الأمانة خارطة طريق لذلك، وهي ما تعبر عنها "وثيقة التسامح الفقهي والإفتائي".

عطفا على حث الأمانة دور الفتوى وهيئاتها ومؤسساتها على الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة وتطبيقاتها الذكية في دلالة المستفتين على الاختيار الفقهي الرشيد المبني على الأصول العلمية، وعدم تركهم نهبا للأفكار المتطرفة أو الاضطراب في معرفة الحكم الشرعي، واستنكار المؤتمر التصرفات العنصرية المقيتة وجرائم الكراهية التي يرتكبها بعض الأشخاص ضد المسلمين حول العالم بما بات يعرف بالإسلاموفوبيا، ودعوة الجهات والمؤسسات المعنية إلى تحمل مسئوليتها الإنسانية لوقف هذه التصرفات والجرائم، وغيرها من باقى التوصيات الرصينة الفاعلة الأخرى.

وكم كانت رائعة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وأمينها العام فضيلة الدكتور إبراهيم نجم، حينما كشف بعد ساعات من نجاح المؤتمر مباشرة، عن سرعة التحرك لاتخاذ خطوات عملية قادمة تنفيذا لمشروعات ومبادرات المؤتمر العالمي الخامس للإفتاء، وحتى لا يكون ذلك حبرًا على ورق، فبدأ العمل من اللحظة الأولى على إخراج هذه التوصيات إلى حيز التنفيذ، وخصوصا في جانبها العملي، تمثلت في التنسيق والتعاون بين الأمانة والعقلاء من أصحاب المذاهب وأهل الأديان لجمع كلمة المعنيين بالإفتاء في العالم إلى ترشيد الخلاف الفقهي واستثماره عن طريق برامج تنفيذية وبروتوكولات تعاون، وتقديم نماذج إفتائية يتم فيها الاستفادة من مذاهب الفقه جميعها كتجربة رائدة يجب استثمارها والإفادة منها، وكذلك استكمال موسوعات أعلام المفتين الذين حققوا معايير الوسطية الإفتائية من المذاهب المختلفة، وإخراج موسوعة للقائمين بالإفتاء، تشتمل على المعنيين بالإفتاء في العالم، ولو من غير المسلمين وطرق الاستفادة من جهدهم، والبدء في تنفيذ مجموعة من البرامج الإلكترونية والتطبيقات الذكية المتخصصة في تدريب المفتين على قواعد الاختيار الفقهي المنضبط بالإدارة الحضارية للاختلافات الفقهية؛ وذلك لدلالة المستفتين وعدم تركهم نهبًا للأفكار المتطرفة أو الحيرة الإفتائية.

هذا بالإضافة إلى تدشين قاعدة أبحاث الفقه المقارن في ثوب جديد، تيسر على الباحثين وطلاب الدراسات العليا في الدراسات الشرعية العناية بدراسات "الفقه المقارن" تأصيلا وتطبيقا، بالاستعانة بالنصوص والمذاهب وتجربة الفقه الإسلامي الوسيع، وتدشين مرصد تجارب الحوار المذهبي والفقهي، لييسر على طلاب الدراسات العليا في الدراسات الشرعية والاجتماعية والإنسانية تقويم تجارب التحاور المذهبي، والابتعاد عن المثالب السابقة والتمسك بالمزايا، ويكون من شأنه دراسة أثر التجربة المذهبية في مراحلها وأحوالها على المجتمعات المسلمة إيجابا وسلبا، جنبا الى العديد من الإجراءات التنفيذية العملية الأخرى.

ختاما.. يبقى لى - مرة أخرى- الإشادة والثناء العظيم لدار الإفتاء المصرية، وللأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، وأمينها العام فضيلة الدكتور إبراهيم نجم، وكل الفريق المعاون لهما من علمائنا الأجلاء، على نجاح المؤتمر العالمى الخامس "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى"، مقرونا بتقديم الشكر لكل علماء الأمة الذين أثروه بمناقشاتهم وأبحاثهم وأطروحاتهم البينية القيّمة التي زخموا بها مؤتمرنا الدولى، فبات يستحق الإشادة والثناء منهم أولا ، وقبلا، ومن كل من تابعه، والله أسأل أن يديم التوفيق والنجاح والفلاح والسداد على دار إفتائنا والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بكل علمائها الافاضل .. وعقبال عُرس العام القادم ان شاء الله تعالى.