الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شهيد الشهامة ..دم راجح حلال في القرآن !


أكدت النيابة العامة منذ ساعات أمس الأحد، أنها أجرت تحقيقات سريعة ووافية للوصول إلى حقيقة الجريمة وإثباتها على مرتكبيها في القضية المعروفة إعلاميا باسم "شهيد الشهامة".

وأوضحت النيابة في بيانٍ صدر مساء الأحد، أن أعضاء النيابة استمعوا خلال التحقيقات إلى شهود عيانٍ رأوا الواقعة، وعكفوا على مشاهدة المقاطع المصورة لآلات المراقبة المنتشرة بأماكن حدوث الجريمة، واطلعوا على رسائل التهديد والوعيد المرسلة من المتهم محمد راجح إلى المجني عليه.

وأضافت أنهم تحققوا من جميع ما قدم من مستندات رسمية بالدعوى بما لا يدع مجالًا للشك في صحتها؛ فضلًا عن استجواب المتهمين جميعًا ومواجهتهم بأدلة الإثبات.

وناشدت النيابة العامة جموع المواطنين بالتريث والتعقل واحترام القانون، وإن النيابة العامة في مقام مباشرتها إجراءات الدعوى ممثلة عن المجتمع؛ لن يكفيها أداءً لأمانتها إلا المطالبة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين جميعًا.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فإتباع بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ" صدق الله العظيم.. سورة البقرة. (178)

هذا هو دليل القصاص في قوله تعالى جل ثناؤه، من سورة البقرة.. حيث أوجبت الآية مبدأ المماثلة في القصاص إذا أريد قتل القاتل، ومنع العدوان والظلم، فلا يقتل غير القاتل، منعًا من عادة الأخذ بالثأر التي كانت في الجاهلية.

«راجح قاتل»، كلمتان تتصدران، مواقع التواصل الاجتماعي، منذ صباح الخميس، مرفقة بصورتين لشابين يبدو أنهما في أوائل العشرينيّات، إذ غرّد المتابعون بقصة تقول: «دي قصّة شخص اسمه محمود، كان في قمة الأدب، شاف شاب اسمُه (محمد راجح) في منتهى قلة الأدب، يتحرش ببنت في الشارع، محمود أتدخل وقاله (اعتبرها أختك»).

محمد أشرف عبد الغني راجح.. تقول الرواية الرسميّة وفقًا لمصادر أمنية إن الضحية، محمود البنا، 18 سنة، لقي مصرعه، إثر مشاجرة مع بعض زملائه، أمام أحد المقاهي بمدينة «تلا»، التابعة للمنوفية.

حيث تلّقى اللواء محمد ناجي، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من اللواء محمد عمارة، مدير المباحث الجنائية بالمنوفية، يُفيد باستقبال مستشفى «تلا» المركزي، جثة «محمود»، إثر طعنات نافذة بالبطن.

وبالفحص، تبيّن أن «محمود» طُعن على يد أحد أصدقائه، والذي يُدعى محمد راجح، 19 سنة، أثناء تواجدهم في أحد المقاهي في المدينة، إذ قامت المشاجرة بعد تحرش الثاني بإحدى جارات المجني عليه، فأخرج «راجح» مطواة من طيّات ملابسه، وطعن المجني عليه طعنات مُتتالية بالصدر والرقبة.

وهناك أيضًا رواية غير رسميّة، يتداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، وفيديو للواقعة، والتي ظهر فيه «محمود» و«راجح»، يتشاجران داخل أحد الشوارع الجانبيّة، ولم يظهر بالفيديو أنهما كانا داخل مقهى، الأمر الذي فتحَ الباب أمام رواية «غير رسميّة»، يتم تداولها على صفحات مواقع التواصل.

«راجح قاتل».. ولأنْ الجريمة انتقلت إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، دشن النشطاء على موقع «تويتر» هاشتاج «راجح قاتل»، والذي احتل مركزًا متقدمًا في تريندات مصر، وتضمّن شهادات حيّة من جيران الضحية.

مع الأسف الشديد، غياب المعلومات وتداولها، هو من فتح الباب لكل هذا اللغط الدائر على "السوشيال ميديا" ومواقع التواصل التي لن تهدأ بعد أن تشفي غليلها لشهيد الشهامة.. وحتى المواقع الإخبارية الرسمية، تنشر الروايتين الرسمية وغير الرسمية، وهو أكبر دليل على غياب المعلومة لدى الصحافة وبالتالي، المواطن.

القصص والروايات كثيرة، الدائرة حاليًا بشأن سن القاتل، والذي كان معروفًا، بأنه في ال19، وبعد الإفصاح أن الجاني أقل من ال18، ما يعني أنه سيحاكم وفقًا لقانون الطفل، ويوضع في الأحداث.. ما أحدث غموضًا حول المصير الذي سيواجه الجاني، بعد أن كان الإعدام هو مطلب جموع المواطنين، درءًا لوقوع جرائم مشابهة مستقبلًا.. خاصةً أن القاتل عمد القتل مع سبق الإصرار والتربص.

وبعد أن أجَّلت محكمة شبين الكوم، أمس الأحد، أولى جلسات محاكمة محمد راجح، و3 آخرين، في اتهامهم بقتل الطالب محمود البنا، جلسة يوم 27 أكتوبر الجاري للاطلاع.

من كل قلبي: نطالب الجميع بضبط النفس والتريث، لأننا نثق في أن العدل أساس الملك.. والعدل هو صمام الأمان الذي تعيش به المجتمعات، وتطمئن به الشعوب على أنفسها وأولادها.. أما القصاص، فهو حق مكفول في القرآن، لتهدئة النفوس وهو ما حثنا عليه رب العالمين، إلا من استطاع أن يعفو ويصفح، فالعفو عند المقدرة.. وأقول قولي هذا والله على ما أقول شهيد.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط