الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فنانو لبنان والاختبار الصعب


عادة في مثل تلك الأحداث الكبيرة والثورات الشعبية، يظل الفنان حائرا بين مصالحه الشخصية وبين إنضمامه للجماهير الغاضبة، فيلجأ معظمهم لسياسة النأي بالنفس وإمساك العصاه من المنتصف!! وللأسف هنا يخسرون والصمت نهائيا ربما يكون "أفضل" لهم بدلا من إبداء آراء غير واضحة.

ممكن القول منذ عام 2011 فوجيء الفنانين في العالم العربي بتغييرات سياسية كبيرة ومفاجئة، ظلوا فترة في حالة ارتباك لا يعرفون هل يبادرون لإعلان موقفهم وهنا هل يكون الرأي بناء على قناعة شخصية أم مع أغلبية الجمهور أم طبقا لحسابات شخصية لكل منهم.

مثلا في مصر حدث إرتباكا كبيرا لأغلب الفنانين قلة هي من بادرت مبكرا وأعلنت تضامنها مع أحداث "يناير2011" ووجد بعضهم فرصة للنزول وسط الجمهور منهم من كان على خصومة مع نظام مبارك، ووجدها فرصة لتخليص "ثأر شخصي" ومنهم من وجدها فرصة للعودة للأضواء وسط تلك الجماهير و يكون ضمن "الموجة الجديدة" إذا ما حدث تغييرا! وممكن القول أن نسبة ضئيلة للغاية هي من كانت تتحرك بناء على قناعة "شخصية" ووعي بما يدور، ولكن على العكس من أحداث يناير 2011 كان التأييد أعم وأشمل من أغلبية الفنانيين في تظاهرات 30 يونيه 2013 لأن الخطر كان أكبر وأوضح للجميع ولا يفيد معه سياسة النأي بالنفس.

وبين التاريخين السابقين كشفت الكثير من الاقنعة عن الوجوه وهناك من تضرر من الجمهور بعد أحداث 2011 وهناك من دخل معارك وكان ضيفا دائما على محطات الإعلام! وفي ظل تلك الأحداث كان ايضا هناك "نفر" أخر من الفنانين التزموا الصمت تماما ولا أحد يعرف حقيقة موقفهم من تلك الاحداث الهامة حتى الأن! والتاريخ لن يرحم ويكشف حقيقة الجميع ولو بعد حين.

الان فوجيء الجميع بمظاهرات شعبية غير مسبوقة في لبنان منذ نحو أسبوع، وعندما نذكر لبنان لا يمكن أن نغفل الفن اللبناني ونجومه الذين يملأون أرجاء العالم العربي منذ عشرات السنين وأصبحوا عنوانا هاما للبلد العربي الشقيق، وكان اللافت بالنسبة لي هو التفاعل الكبير للنجوم اللبنانيين منذ بداية الأحداث وستجد أن بعضهم أعلن منذ البداية تخليه عن انتماءات سياسية سابقة وقالها واضحة انه مع التظاهرات الشعبية الغاضبة قلبا وقالبا وعلى رأسهم كانت اليسا ونادين نجيم وراغب علامة وكارول سماحه وسيرين ومايا دياب ونيكول سابا وغيرهم، وكانت مشاركتهم متباينة في حدة اللهجة المستخدمة في التعبير ومنهم من وصل لقمة سقف "المعارضة" مثل اليسا عبر عدد من التغريدات اليومية كانت واضحة وقوية ومؤيدة للمظاهرات وهناك من نزل الشارع مثل كارمن لبس ونادين الراسي ونادين نجيم وعاصي وراغب او من خرج من عزلته مؤيدا مثل أمل حجازي، وحتى الأن هناك من يؤيد على إستحياء ما يحدث!

بالطبع تفاعل نجوم لبنان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أعطى صدى وردود أفعال كبيرة من خلال ملايين المتابعين لهم في العالم العربي، لذلك نقول هو اختبار صعب لهم اختبار لا يقبل القسمة على اثنين اختبار لا يقبل المواقف "الرمادية"، وأعتقد أن بعضهم في مأزق الأن هل يظل ممسك العصاه من المنتصف أم يكسرها ومعها يكسر حاجز الخوف والمصالح الشخصية؟!

بالطبع الأمور معقدة في لبنان عن أي بلد عربي آخر فهناك أكثر من قوة سياسية مؤثرة في الدولة "يحملون السلاح" والجميع يخشى صراع كبير "قادم" إذا ما قررت تلك القوة الصدام مع المتظاهرين، والجميع يحبس أنفاسه من مستقبل مجهول.

فحتى الأن الاستجابة من الحكومة لم ترضي طموحات ومطالب الشعب الذي يتواجد في الشارع بعشرات الآلاف يوميا في مظاهرات سلمية توحدت تحت علم لبنان بعيدا عن حسابات أمراء الطوائف فالجميع فوجيء بشعب صار يحطم جميع الحواجز ويبدو واضحا تصميمهم الكبير على لبنان جديد يبحثون عنه منذ زمن طويل، وتحسين أوضاع بلدهم الذي أنهكه الفساد وصراع قوى سياسية لمصالح شخصية ولازال المتظاهرين يصرون على إسقاط الحكومة أو كما يقولون "كلن يعني كلن " وبعد ذلك لكل حادث حديث.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط