الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التغيرات المناخية وسلامة الدلتا


الشعب المصري مالوش حل.. كل مأساة يحولها الي نكتة ليخفف آلامه ،الأمطار التي هطلت الأيام الماضية اغرقتنا في شبر ميه، مثل كل سنة وكعادة المصريين حولوها لنكت وصور.. لكن السؤال الآن إحنا داخلين علي فصل الشتاء ماهي التوقعات؟، ماهي الاستعدادات؟، وكيف نواجه هذه التغيرات المناخية؟، وكيف نمنع تكرار الأزمة التي عشناها خلال الأيام الماضية ؟ 

فرغم تصريحات المسئولين بأن مصر تستطيع التأقلم مع التغيرات المناخية ولديها القدرة علي تلافي أضرار كميات الأمطار، وأن جميع الأجهزة المعنية ورؤساء الأحياء استعدوا إلا أن الأمطار أظهرت انه لاتوجد استعدادات .. الشوارع في مدينة نصر ومصر الجديدة وعين شمس وكثير من المدن والمحافظات غرقت وأطفال المدارس والموظفون عادوا إلي بيوتهم في الواحدة والثانية صباحا، ورغم ان الأزمة أظهرت شجاعة المصريين وخفة دمهم وتحويل الكوارث إلى مواقف بطولية لنجدة المحتاج وإلى نكات وقفشات، والسخرية كانت وسيلتهم لتخفيف الأزمة فنجد صورا لمقهي والزبائن يجلسون وسط المياه يلعبون كوتشينة ،وكوميكس المعادي تستعد لمواجهه الأزمة بعوامات البطة، وياريت اللي بني مصر كان فى الأصل سباك وليس حلوانى، وتحذير غدا الراية حمرا علي شاطئ رابعة العدوية وشاطئ نفق العروبة ويمكن النزول في شاطئ ميدان روكسي وفيه حفلة للهضبة في الساحل الشمالي في شبرا.

التغييرات المناخية أصبحت أمرا واقعا نشعر به ونعيشه ،درجات الحرارة في الصيف وصلت 45 أحيانا وفي كل شتاء نواجه أمطارا متزايدة وسيولا وثلوجا في بعض المناطق.

فارتفاع درجات الحرارة والانبعاثات الكربونية تسبب اختلالات فى ثوابت الطقس بالعالم، جبال الجليد فى القطبين الشمالى والجنوب تذوب، مناسيب المياه فى البحار والمحيطات ترتفع وتحدث الفيضانات والأعاصير، ومصر من أوائل الدول المتضررة، فقد أصبحت ضمن حيز السيول والمطر الكثيف ..

 "ناسا" أعلنت عن إعصار مدارى نادر يمر بمصر من الشمال، وينتقل إلى الأردن وفلسطين المحتلة، ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن إعصار «ميديكين» الذى اقترب من السواحل المصرية، إعصار نادر يضرب الحد الشرقى للبحر المتوسط، تصاحبه عاصفة وأمطار غزيرة ورعدية تصل إلى حد الفيضانات فى المناطق الساحلية.

هناك مواقف لابد أن ننتبه فيها لتعليمات الأرصاد لكن هناك مواقف أخرى لابد أن نكون مستعدين لها بشكل بديهى مثل سلامة أجهزة تصريف المياه واستعداد البلاعات للعمل والاستخدام الجيد لها وعدم الاعتداء عليها والحفاظ على سلامتها وفرض غرامات على الاستخدام الجائر لها ، لقد تغير الطقس في مصر وأصبحنا في حاجة لبنية أساسية جديدة وشبكات لتصريف مياه الأمطار التي تصل لحد السيول والأهم عمل الدراسات لكيفية استغلال هذه المياه التي نحتاج اليها بشدة فهي ثروة قومية أرسلها الله لنا في وقت نعيش فيه أزمة مع النيل وسد النهضة الذي يهدد حياة المصريين.

محتاجين العلماء يتكلموا هل ماحدث بسبب التغيرات المناخية التي تم مناقشتها في قمة طوكيو ونيويوك وباريس وغيرها من القمم التي عقدتها الأمم المتحدة وإيه الحل للحفاظ علي سلامة الدلتا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط