الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدينة المساجد والوكالات التجارية والتراث في مصر.. فوة تشتهر بصناعة السجاد والكليم والجوبلان.. ومآذن مساجدها منارات لإرشاد السفن القادمة بالبضائع من أوروبا

فوه مدينة المساجد
فوه مدينة المساجد والتراث في مصر

- فوة مدينة المساجد والتراث في مصر
- تبعد عن القاهرة 181 كيلومترًا جهة الشمال
- شهرتها كبيرة في صناعة السجاد والكليم والجوبلان
- مآذن مساجدها تستخدم منارات للسفن القادمة بالبضائع

تقع مدينة فوة في أقصى شمال مصر، وتتبع محافظة كفر الشيخ إداريًا، وتطل على فرع رشيد أحد فرعي نهر النيل، حيث تبعد عن مدينة القاهرة مسافة 181 كيلومترًا جهة الشمال، وعن مدينة الإسكندرية 98 كيلومترًا جهة الشرق، واعتبرها الباحثون الإسلاميون من المدن الذاتية التي نمت وتطورت عبر فترات تاريخية طويلة لعدة ظروف تتعلق بموقعها الجغرافي ومكانتها التجارية لكونها على طرق النقل والتجارة.

تتميز مدينة فوه بنشاطها الحرفي والصناعي فلها شهرة كبيرة في صناعة السجاد والكليم والجوبلان، الذي يلقي رواجا وإقبالا في أمريكا ودول أوروبا الغربية، وأدى موقعها المتميز على طريق رئيس يربط دسوق بمطوبس في موقع متوسط منه وموقع مقابل لمدينة المحمودية بمحافظة البحيرة على الجانب الآخر من فرع رشيد إلى ازدهار التجارة بالمدينة وإلى علاقات متميزة بالمراكز والمدن المجاورة.

تاريخ المدينة يؤكد مكانتها التجارية المتميزة ليس فقط على المستوى المحلي وإنما على المستوى العالمي، حيث كانت مآذن مساجدها تستخدم منارات للسفن القادمة بالبضائع من دول البحر المتوسط، ويدل على ذلك المنشآت التجارية الباقية حتى الآن مثل ربع الخطايبة الذي كان يستخدم لإقامة التجار القادمين وبه أماكن للحفاظ على بضائعهم ومجموعة من الوكالات التي كانت تستخدم لعرض البضائع.

ولم تقتصر مكانة فوه التجارية على الآثار فقط، وإنما - أيضًا - لما كانت تشتهر به من صناعات مثل الكتان والطرابيش والنحاس، وهذه الصناعات كانت مزدهرة في عصر محمد علي باشا وكانت تفي باحتياجات الجيش والمواطنين، حيث تعتبر مدينة فوة متحفًا مفتوحًا بشوارعها التي تحتوى على العديد من المنازل القديمة ذات الطابع المعماري الإسلامي.

وتحظى مدينة فوه بمكانة عظيمة، حيث رشحتها منظمة اليونسكو لتكون المدينة ذات المركز الثالث بعد القاهرة ورشيد لاحتوائها على عدد كبير من المساجد والآثار الإسلامية، وجرى اختيارها ضمن منظمة متاحف بلا حدود واختارتها هيئة اليونسكو لتكون محمية طبيعية باعتبارها ثالث المدن الإسلامية بعد القاهرة ورشيد، حيث تضم 365 مسجدًا أثريًا وقبة ومزارًا.

ومن أشهر الآثار الإسلامية في مدينة فوه، مسجد الكورانية، والذي يُنسب إلى الشيخ أحمد محي الدين الكوراني المدفون بمقصورة خشبية بالجدار الجنوبي الغربي من المسجد وقد أنشئ المسجد سنة 1139هــ / 1726، ومسجد القنائي والذي يُعد من المساجد المعلقة وبه أروع منابر مساجد فوه على الإطلاق، وأقيم المسجد مكان الخلوة التي أقام بها الشيخ عبد الرحيم القنائي أحد مشاهير الصوفية المصرية في العصر المملوكي أثناء زيارته للعالم سالم أبو النجا بفوه، ومسجد السادات السباع (السبعة)، حيث أنشئ هذا المسجد سنة 1144 هــ / 1731 م والضريح مدفون به سبعة من الصوفية.

ويقصد السائحون مدينة فوه؛ للتعرف على آثارها المتنوعة ذات القيمة التاريخية الكبيرة، ويقضون أوقاتهم في قضاء أسعد الأوقات والاستمتاع بنيل فوه وزيارة ورش تصنيع الجوبلان والكليم وورش الحدادة القديمة والتي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وكذلك تناول بعض المأكولات المميزة مثل الفطير البلدي "المشلتت" وقضاء الأوقات السعيدة من خلال ركوب الحنطور في شوارع المدينة أو التنزه وسط الحقول والحدائق المميزة.