يثير التعاون الأمني بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، تساؤلات حول إمكانية مشاركة إسرائيل في العملية التي أسفرت عن زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبوبكر البغدادي، في بلدة باريشا بريف إدلب في سوريا.
وكانت العلاقة بين إسرائيل والتنظيم الإرهابي، أحد الدوافع التي أثرت بشكل واضح في آراء المحللين الإسرائيليين بشأن مشاركة تل أبيب في القضاء على البغدادي، حيث أعلن التنظيم في أكثر من مرة أنه لا يضع مهاجمة إسرائيل على قائمة أولوياته، نظرا لأنه يركز كل جهودة على تغيير الأنظمة في الدول العربية أولا. وهو الأمر الذي بات يتيح للجانب الإسرائيلي مساحة من الحركة والمناورة في التعامل مع التهديدات الإيرانية سواء في العراق أو سوريا.
يلفت الخبير الإسرائيلي في شؤون التنظيم الإرهابي، أفيف أورج، إلى سابق التعاون الاستخباراتي بين أمريكا وإسرائيل، ويقول إن إسرائيل سبق وأن نقلت ما لديها من معلومات استخباراتية إلى الجانب الأمريكي والأوروبي، وساهمت بشكل كبير في إحباط عمليات للتنظيم كان سينفذها في أستراليا، لكن من الواضح أن هذه المرة لم تكن هناك حاجة أمريكية للمساعدة الإسرائيلية.
ويضيف أورغ الذي يعمل محاضرا في مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أنه سبق إسرائيل تتبعت في الماضي تنظيم القاعدة، وحين توفر لديها معلومات أمنية حساسة عن وجود نوايا جادة لتنفيذ عملية جوية في استراليا، تم نقل المعلومات إلى جهات الاختصاص في تلك الدولة، ونجحوا بالفعل في إحباط الهجوم، لافتا إلى أن إسرائيل اخترقت الحواسيب الخاصة بقادة التنظيم الإرهابي، ولذلك يفترض أن إسرائيل لديها خاصة عن عن البغدادي، لكن من الواضح ان الأمريكيين في هذه المرة اعتمدوا على حلفائهم في الميدان ذاته، وليس على مساعدة إسرائيلية مباشرة أو التفافية.
وألمحت المسؤولة السابقة في الموساد الإسرائيلي، سيما شاين، إلى أن هناك إجماع دولي على محاربة تنظيم داعش، مشيرة إلى أن إسرائيل قد يكون لها دور غير مباشر في قتل البغدادي، لكن هذا الدور صغير نسبيا، مؤكدة أن السوريين والأكراد كانوا العنصر الرئيسي في إمداد الولايات المتحدة بالمعلومات المتعلقة بالبغدادي، وقالت: "لو كان هناك دور لإسرائيل في هذه العملية، فلا أظن أن أحدا سيتحدث عنه".
من جهته قال يوسي كوبر، رئيس شعبة الابحاث الأسبق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" إنه من الصعب الجزم بوجود مشاركة إسرائيلية كبيرة في اغتيال البغدادي، لكن يمكن الافتراض أن المساهمة في العملية متواضعة وبسيطة، والسبب في ذلك أن داعش لم يضع إسرائيل على صدارة تهديداته، وكهدف مركزي لعملياته الدامية.