الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

(لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ)!


الإنسان في حياته يأتيه النذير من الله تعالى في صور مختلفة، فالنذير هو القرآن الكريم، والنذير في الشيب، وفي المصائب، وفي الموت، كلها آيات واضحة تنذر الإنسان.

قال تعالى: (..كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) الملك 8، الذين سيدخلون النار ستسألهم الملائكة: "ما الذي جاء بكم إلى النار؟، ألم يأتكم نذير؟"، فيقولون: "جاءنا نذير فكذبناه وقلنا ما أرسل الله من شيء، فتقول الملائكة: "كنتم فى ضلال كبير"، ويقولون: "لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أهل النار".

فالإنسان لا يصل إلى الله إلا بالسمع والعقل، نسمع لمن يخبرنا، ونعقل بالتفكير، من خلال التأمل في الكون نعرف خالق الكون بالعقل، أما في الدين والغيبيات فهناك حقائق لا يمكن للعقل أن يصل إليها إلا أن تأتيه عن طريق الوحي، لذلك تأتي أهمية السمع للوحي الإلهي، والعقل لفهم الوحي.

لكن العقل لا يستطيع عن طريق الفكر أن يعرف لماذا خلقنا الله تعالى؟، هذا يخبرنا به تعالى بالوحي، العقل لا يمكن أن يعرف عن ذات الله شيئًا، فكل شيءٍ عجز العقل عن إدراكه أخبرنا الوحي به حسب احتياجنا للشيء، ولذلك فمن لم يستخدموا عقولهم كي تصل بهم إلى الله، ولم يستخدموا سمعهم ليتعرفوا إلى الله من خلال ما يقال لهم، هم الذين رفضوا إعمال عقولهم، وإصغاء سمعهم لكل ما جاءهم الوحي به.

قال تعالى: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ. فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ) الملك 11-10.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط