انتشرت ظاهرة إدمان البرامج والألعاب الإلكترونية بكثرة خصوصا بين الشباب العربي، وقيدت عقول العديد من الأفراد المهووسين بالرهانات والراغبين في تحصيل الثروة بشتى الطرق حتى غير الشرعية منها.
حيث جذب الفضاء الإلكتروني والإنترنت نسبة مهمة من شباب الخليج العربي لاسيما بعد الأزمات الاقتصادية والمالية المنتشرة مؤخرا في الدول في الخليج أو شمال افريقيا، ليحول الأمر إلى ظاهرة سلبية ملفتة للأنظار، والتي لا زالت تحوم لتصل إلى حالات إدمان لدى بعض المهووسين ولقي العديد من الشباب ضالتهم في مواقع كثيرة مختصة تستهدف الآلاف من العملاء يوميا.
بدأ الكثيرون من شباب الدول العربية خاصة في تونس والمغرب وبعض دول الخليج العربي مثل السعودية والكويت في ممارسة هذه الألعاب منذ مدة ليست بالقصيرة، من أجل هدف أسمى ألا وهو تحسين المستوى المعيشي والبحث عن الثروة بطريقة سهلة، وكل هذا راجع إلى محدودية الدخل الشهري، اما بالنسبة للدول الغنية مثل السعودية فكان الهدف تقريبا هو البحث عن وسائل ترفيه بالإضافة الى الهدف الى تحقيق أرباح كبيرة في وقت وجيز عن طريق الانترنت رغم المخاطر الكبيرة راتفاع احتمالات الخسارة في هذه الألعاب .
وفق دراسة أجريت مؤخرا فإن معظم الشباب المهووسين بممارسة الرهانات عبر الإنترنت يعيشون في حالة الفقر على حد قولهم، ورغبة منهم في حل مختلف المشاكل والصعوبات المادية التي يواجهونها يلجؤون إلى الرهانات غير الشرعية التي تتم عبر شبكة الويب وقد حصل بعض الأفراد من الشباب بفضل هذه المراهنات مبالغ مالية ضخمة في مدد وجيزة.
في نفس السياق؛ تعد حالة اليأس من العثور على شغل مرموق من بين الدوافع الأساسية في بحث الشباب بدول شمال افريقيا عن الثراء السهل وتحصيل الربح المادي السريع عن طريق بوابة الرهان الإلكتروني.
كما كشفت بعض المصادر الموثوقة، أن أغلبية هؤلاء الشباب ينفقون أسبوعيا ما يناهز 17 أو حتى 27 دولارا، رغبة منهم في الفوز ومضاعفة المبلغ الذي أنفقوه لمئات بل آلاف الأضعاف قد تصل إلى 1100 بل أكثر.
وتقتصر المراهنات الإلكترونية في أغلب الأحيان على الرياضات المشهورة، مثل كرة القدم، كرة السلة والتنس وغيرها من الألعاب الرياضية المشهورة وذات الشعبية الكبيرة.
ويشارك المهووسون بهذا النوع من المراهنات على شبكة الويب عبر دفع مبالغ مالية لا تقل عن دولارين، والتكهن بالفرق الفائزة وحتى بنتيجة المباريات؛ على أن تتضاعف المبالغ العائدة للفائزين أكثر كلما تكهن المتراهن بالنتيجة النهائية الحاسمة وعدد الأهداف المحصلة.
ويتسلم الأفراد الفائزون أموالهم من خلال بطاقات السحب البنكية التي يحصلون عليها من شركة المراهنات أو من صاحب محل الإنترنت.
في مقابل ذلك، وعكس مدمني ألعاب الرهان الخطيرة أكد بعض الشباب أنهم شاركوا في ألعاب المراهنات الإلكترونية، ولكنها لم تجذبهم كثيرا.
يمكن اعتبار أن حالة الإدمان التي وصل إليها بعض المولعين بهذه المراهنات تعكس قطعا الرغبة في اختصار المسافات للربح المادي لدى فئة واسعة من الأفراد العاجزين داخل بعض الدول العربية في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الراهنة عن الرقي بمستواهم المعيشي.
ومن هنا يمكن أن نخلص إلى أن حالة اليأس وتدني مستوى العيش هي السبب وراء إقبال عدد مهول من الشباب العربي على المراهنات أو القمار الإلكتروني من أجل إيجاد حل للواقع المعيش والمستقبل الغامض.
تغيرت المعادلات الاقتصادية و الاجتماعية بشكل متباين مؤخرا في العديد من الدول العربية، ولم يعد الحصول على شهادة جامعية ضمان لوظيفة مناسبة ومستقرة. بالإضافة إلى أنه حتى العمل ببعض الشواهد لاختصاصات معينة اعتبرت صعبة الإدماج في سوق الشغل. وهذه البيئة هي الدافع حيث وفرت أرضية جد مناسبة لازدهار ورواج تجارة الوهم و الثراء السريع وجعلت جل أحلام الشباب رهينة بهدف يسجله فريق معين أو مباراة ما أو حتى كرة ضلت طريقها إلى المرمى.
كما اشرنا سابقا فكثير من الشباب يسعون إلى المراهنة للتخلص أو الخروج من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، لكن دول مثل السعودية والإمارات الأمر مختلف حيث تعمل بعض الشركات الكبرى على استهداف هذه الفئة لعدة اعتبارات من بينها ارتفاع الدخل الفردي في هذه الدول، ومعروف عن شبابها كثر الإنفاق وبالتالي قامت شركات المراهنة والكازينوهات ببناء منصات عربية كبرى تستهدف شباب هذه الدول بالأساس وتستعمل طرق تسويق ذكية جدا لجذبهم من خلال إغراءات الحصول على أرباح كبيرة رغم أن معظم الشباب لا يعلم حقيقة خطورة هذه الألعاب حيث يمكن ان تؤدي أولا إلى الإدمان على ألعاب القمار بالإضافة إلى إمكانية خسارة مبالغ مالية كبرى.