الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في إدارة مصر للدائرة الأفريقية 2


التحول التاريخي والجغرافي والثقافي للقارة الافريقية كانت له عوامل عديدة كان اكثرها تأثيرا الاستعمار الذي ظل في ارجاء القارة لأعوام كثيرة مستغلا لثرواتها ومقوماتها.. ومن كثرة هذه الثروات كانت القوى العالمية حينئذ تتدافع علي استعمار القارة ونهب ثرواتها والقضاء علي اي مقومات من الشعوب لإحداث تنمية ونهوض بالدول الافريقية، قام الاستعمار حينها باستغلال تلك الدول وسواحلها بامتداد القارة لاقامة مناطق تجارية مستغلا الموارد الطبيعية والبشرية لاحداث مكاسب استعمارية وفرض الهيمنة لبعض القوي علي المناطق الجنوبية من العالم ولاسيما القارة الافريقية والدول الغنية والاستراتيجية بها. 

الي ان جاءت حركات التحرر، ثورات الدول الافريقية التي كانت اسبابها كثيرة ومتعددة ومتنوعة ولكن من أهم أسبابها هو سلب الحريات بطريقة وحشية، فقد سلب الاستعمار الأوروبي من المواطن الإفريقي حريته في أرضه وفي تنقله وحتى في طراز حياته الذي ورثه عن آبائه وأجداده خلفًا عن سلف. فقد أجبره المستعمر الأوربي بقوانينه التي فرضها عليه على أن يترك أرضه الجيدة وأجبره على زراعة محصول واحد هو الذي يحدده كما أجبره على العمل بالسخرة أو بأجور زهيدة لا تكفيه سداد احتياجاته الضرورية اليومية. 

كما قتل الآلاف من أبنائه وأقاربه ولم يميز بين صغير وكبير أو بين رجل وامرأة، حتي انتبه الأفارقة إلى حالتهم المزرية وكيف يجب أن يتعلموا الدفاع عن مصالحهم وذلك من خلال اشتراكهم بعشرات الألوف في الحرب العالمية الثانية، واتصالهم بمجتمعات يتمتع فيها الأفراد بالحرية والمساواة وتعلموا أن هناك حروبًا قامت ضد الاستبداد وفي سبيل الحرية وهو ما كان يبحث عنه شعوب القارة الافريقية انذاك ، حتي اصبح الكثير ينضم الي الكيانات التنظيمية السياسية والحزبية التي لم تتكون إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والتي في عقبها شهدت القارة وعيًا سياسيا شمل قطاعًا واسعًا من مكونات الشعب الإفريقي وفي كافة مناطقه الجغرافية المتأثرة بالاستعمار وفي المدن والقرى والأرياف وحتى رؤساء القبائل كثير منهم انضم إلى حركات التحرر وشاركوا بفاعلية في المطالبة باستقلال شعوبهم وخروج الاستعمار من بلادهم.

فكانت الحرب العالمية الثانية عاملًا مؤثرًا في قضية تحرر الشعوب الإفريقية وسببا في امتداد حركة البعث إلى جميع أجزاء القارة الإفريقية فقد جمعت ميادين الحرب المختلفة في اوروبا وتحديدا في الحرب العالمية الثانية الرجل الإفريقي إلى جانب الرجل الأوربي المستعمر ، كما كان للوسائل وسبل كسب الأنصار أثر في سعي الأوربيين سواء الحلفاء أو دول المحور إلى اللجوء إلى نشر الدعاية لقضيتهم وتوظيف الوعود إلى الأفارقة بنيل استقلالهم في حال انضمامهم لأحد الأطراف وفي حال تحقيق النصر على العدو ، وعلي اثر ذلك ادَعى كل طرف من الخصمين المتحاربين أنه يمثل الاتجاه الديمقراطي وصاحب النهج التحرري الذي يقوم على الحرية والمساواة والرغبة في تحرر الشعوب ونيلها استقلالها ومنحها حريتها وتقرير مصيرها، ومنذ تلك اللحظه استقر في ضمير الافارقة انه يوم ان تنتهي الحرب العالمية الثانية سواء بانتصار دول المحور او الحلفاء فسوف ينال استقلاله وحريته بيده ويقرر مصيره وينعم بحريته.. وللحديث بقية.

-------------------------
عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط