الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرض بلا رجال .. ماذا تعرف عن قرية السماحة ملجأ النساء بأسوان|صور

قرية السماحة للمطلقات
قرية السماحة للمطلقات والأرامل

قرية السماحة بمركز إدفو تبعد 120 كيلو عن مدينة أسوان، وتم إنشاؤها في عام 1998 ضمن مشروع "وادى الصعايدة"، وهى مخصصة للسيدات المطلقات والأرامل، وتعتبر مجتمعًا نسائيًا زراعيًا يمثل نموذجا لكفاح السيدة المصرية الأصيلة لرعاية أسرتها.

ويقول المهندس حمدى الكاشف، المراقب العام لمشروع وادى الصعايدة بمركز إدفو، إن وزارة الزراعة إتخذت قرارًا بتخصيص قريتين جديدتين قاصرتين على السيدات المطلقات والأرامل فقط، تقع الأولى منهما فى مشروع النوبارية بمحافظة البحيرة شمال مصر، والثانية فى مشروع وادى الصعايدة بأسوان، وذلك بهدف الحفاظ على مستقبل الأبناء داخل الأسر التى فقدت عائلها، بجانب مساعدة الأسر المعيلة التى فقدت الأب على توفير مصدر رزق لها.

وأضاف الكاشف أن قرية السماحة ضمن قرى مشروع وادى الصعايدة الذى يتبع مراقبة مصر العليا للتنمية والتعاون، وهى إحدى مراقبات قطاع إستصلاح الأراضى، ويضم مشروع وادى الصعايدة 6 قرى وهى "الشهامة وعمرو بن العاص والإيمان والسماحة والأشراف والنمو"، وقرية السماحة تم تخصيصها للسيدات فقط من الأرامل والمطلقات والمرأة المعيلة التى يعانى زوجها من عجز كامل، ويعيش فى قرية السماحة 303 أسر من النساء وأولادهن فقط، وتم منح كل أسرة منهن منزلًا وقطعة أرض مساحتها 6 أفدنة، وتبلغ إجمالى مساحة الأراضى الزراعية بالقرية 1818 فدانًا.

وأوضح أنه فى بداية تسكين القرية خلال السنوات الثلاث الأولى، كان يتم تقديم العديد من المساعدات لسيدات القرية سواء ما يمنحه مشروع العون الغذائى، أو الجهات والمنظمات الدولية التى ساعدت فى النهوض بالفكرة، وكان من ضمن ما يقدم لسيدات القرية أثاثات ومفروشات منزلية، بالإضافة إلى أدوات الزراعة من جرار زراعى وماكينات وغيرها من مستلزمات الزراعة، بجانب منح قروض قصيرة الأجل قيمتها 3 آلاف جنيه تسدد بعد مرور عام واحد فقط، وقروض إنتاج حيوانى عبارة عن 5 أغنام وكبش، وتسدد قيمته خلال ثلاث سنوات.

و أوضحت السيدات المنتفعات أنهن تقدمن للإنتفاع بهذا المشروع بإعتبار بعضهن أرامل أو مطلقات ولا يمتكلن حيازات زراعية، وعقب إستلامهن لمنازلهن وقطع الأرض فى القرية منذ حوالى 13 سنة، قمن باستصلاح جزء من قطعة الأرض المخصصة لهن ، وصارت هذه الأراضى هى مصدر الرزق لهن ولأبنائهن .

وعن مطالب المنتفعات يأتى أبرزها توفير المياه والخدمات الصحية والمواصلات والبنية الأساسية ، بجانب حل مشكلة الصرف الزراعى ، وفى هذا أشارت إحدى المنتفعات وهى منى حسن بأنهم يعانون من تسرب مياه الصرف الزراعى لمنازلهن ، مما دفعهم لإستخدام الأحجار كوسيلة للتنقل داخل حجرات المنزل ، وهو ما يسبب لديهن تلوث بيئى وصحى لهن ولأطفالهن ، بجانب إنتشار البعوض فوق المياه .

ومن جانبه قال أحد المسئولين برى أسوان بأن هذه المشكلة ترجع إلى تاريخ إنشاء قرى وادى الصعايدة حيث تم تنفيذ هذه القرى والمساكن فيها بالمنسوب المنخفض عن الأرض، وتنخفض القرية سواء السماحة أو غيرها من قرى الإيمان وعمرو بن العاص والنمو وغيرها بنحو 10 أمتار عن مستوى الأرض الزراعية لذلك ظهرت المشكلة ، وأنه مع زيادة الزراعات مؤخرًا فى هذه القرى ظهرت المشكلة وازدادت مع مخالفة المزارعين للوائح الزراعة فى هذه القرى بقصر غالبية الزراعة على القصب وغيرها من المحاصيل التى تروى بالغمر باستخدام مياه كثيرة، رغم أن تصميم الأراضى مفترض أن يكون بالرى المطور الحديث، بجانب عدم وجود مصارف خاصة تفصل بين الزراعات مسئولية هيئة التعمير.

وتابع بأن هناك دراسات لبحث هذه المشكلة التى تحتاج إلى تكلفة عالية جدًا ، خاصة أن زمام القرية يزيد عن 90 ألف فدان ، كما أنه تم الإستعانة ببعض الحلول العاجلة منها فى قرية عمرو بن العاص بإنشاء مصرف قاطع عن طريق منحة مقدمة من منظمة الإيفاد ، ويعد حلًا جزئيًا كان له مردود إيجابى على القرية، مع الأخذ فى الاعتبار أنه ليس الحل الرئيسى ، وسوف يتم البدء فى تنفيذ الأعمال الخاصة بما إنتهت إليه الدراسات البحثية خلال شهرين بحيث تشمل المرحلة الأولى التى قدرت تكلفة الأعمال فيها بنحو 60 مليون جنيه وسيتم طرحها لإسنادها إلى بعض الشركات للتنفيذ خلال الفترة القادمة .

وفى نفس السياق تقوم المحافظة بالتعاون مع منظمة "الإيفاد" لمشروع الاستثمارات الزراعية والتنمية المستدامة، بتنفيذ مشروع عملاق للتنمية المستدامة، والذى سيحول قرى وادى الصعايدة ووادى النقرة إلى مناطق ريفية جاذبة متكاملة الخدمات والمرافق مع تسويق منتجاتها الزراعية الأورجانيك وذات الجودة العالية لإستثمارها فى التصنيع الزراعى وتصديرها سواء كانت من محاصيل زراعية أو النباتات العطرية والطبية من أجل تحقيق القيمة المضافة اقتصاديًا، وأيضًا زيادة دخل المزارع الصغير.