الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطريق إلى الفتور


دائمًا أبدًا تظل العلاقة بين الرجل والمرأة المصدر الرئيسي للسعادة أو التعاسة علي حد سواء، ويستوي في الأمر الغني والفقير، فأحيانًا تنتقل حالة الإحباط من الحياة لتصيب العلاقة بين الرجل والمرأة ، فتبدأ مراحل التعاسة في الظهور تدريجيًا حتي تصل إلي عدم الرغبة في الحياة أو تتجمد المشاعر فيصاب أحد أو كلا الطرفين بالفتور، ومع الوقت يشعر كلا منهما بحالة من الفراغ العاطفي تؤدي إلي الانشغال بآخرين.

ومن أكثر العوامل المؤدية إلي تلك الحالة، هو الانشغال الدائم لأحد الأطراف ويقابله في نفس الوقت إحساس الطرف الآخر بالوحدة أو الفراغ، فتصاب العلاقة بينهما بنوع من الجمود يتطور مع الوقت إلي انصراف كل منهما عن الآخر والبحث عن البديل، ولا يشترط أن يكون البديل شخص آخر ، فقد يكون أحيانًا نوعًا من الانعزال أو الانطواء يصاحبه حالة من الخمول وعدم رغبة في الحياة.

الفقير يشغله دائمًا البحث عن الرزق، فيسعي جاهدًا إليه حتي يستطيع أن يغطي التزاماته الكثيرة وبالطبع الإجهاد والانشغال يصيبه بحالة من الملل، أو ربما الإحباط من كثرة الإجهاد، فيهمل شريكه في الحياة، فينسي أهم عامل للحفاظ علي العلاقة بين الطرفين، وهو الإحساس بالاهتمام، من المهم أن تشغل عقل شريك حياتك دائمًا بكلمات تشعره بأهميته، بتدليله أحيانا حتي يشعر أنه الأول في حياتك رغم كل الضغوط التي تحاوطك، فإذا اختفى هذا الشعور يبدأ الظلام يحل تدريجيًا ويتملك كل من الطرفين الفتور الذي يقضي علي كل ما هو جميل بين الرجل والمرأة.

أما الغني أو المقتدر فينشغل أيضًا بالمال أو بالحفاظ عليه وقد يبرر لنفسه أنه يستحق الكثير وأن ماله قد يفتح له الطريق للمغامرة والمتعة مع أكثر من إمرأة، والبعض منهم ينشغل فقط بالحفاظ علي الرزق وخصوصًا عندما تتأزم الحياة حوله وتؤثر حركة السياسة العالمية علي استقرار أعماله، فيقضي حياته لاهثًا في الحفاظ علي ما وصل إليه من مال أو سلطة، فيبتعد كثيرًا وينسي مع الوقت الاهتمام بمشاعر الطرف الآخر رجلا كان أم إمرأة، فتفتر العلاقة بينهما مع الوقت وتتجمد المشاعر ويتسرب الملل بين الطرفين مع الوقت، وفِي النهاية يشعر كل منهما أو أحدهما بالفراغ العاطفي.

البعض الآخر تتحول طبيعة عمله إلي عنصر رئيسي في توغل الفتور بينه وبين شريك حياته، فكثرة الغياب والتفكير المستمر في العمل وما يتخلله من مشكلات يزيد الهم والإحباط فيتسرب مع الوقت دون أن يشعر إلي العلاقة بين الطرفين، فتنطفئ المشاعر بينهما وتجف مع الوقت وقد يؤثر علي العلاقة بينهما مع الوقت حتي يشعر المنشغل أن الطرف الآخر أصبح عبئا نفسيا يطارده باستمرار، وخصوصًا إذا كان المنشغل يضطر للغياب طويلًا فيشعر الطرف الآخر بالوحدة المستمرة التي تؤدي إلي الإحساس بالفراغ وبالطبع ينعكس ذلك الإحساس في طريقة معاملته، فيهرب منه شريكه حتي لا يشعر نفسه بأنه المسئول عن هذا الفتور ويبحث لنفسه عن بديل يستمتع به وينسيه شريكه المكتئب.

لكل منا ردة فعل مختلفة، فنحن لا نتساوي في الشخصيات أو المشاعر أو الظروف، ولكن يظل الإحساس بالفتور من أصعب ما يمر علي أي علاقة بين اثنين، أثقلتهما الحياة بهمومها، بحثًا وراء الرزق أو تحقيق الذات، ولكي تستقيم العلاقة بين الرجل والمرأة لا بد من إنعاشها بين الحين والآخر حتي تستمر مشاعر الحب والاشتياق هي العامل الأساسي المحرك لتلك العلاقة، والأهم هو غلق الباب أمام الفتور حتي لا يقضي علي تلك المشاعر، مهما كان حجم الانشغال ومهما كانت المسئوليات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط