الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حفرها الرومان واكتشفتها معزة.. العيون الطبيعية فى شمال سيناء وجهة غير تقليدية للسياحة

صدى البلد

تمتلك محافظة شمال سيناء العديد من المقومات الطبيعية منها عين الجديرات أو القديرات بالقسيمة والتي يعتمد عليها سكان المنطقة في توفير مياه الشرب النقية علاوة على ري الزراعات.

كما تمثل العيون الطبيعية في سيناء واجهة جديدة للسياحة غير تقليدية، إنها حقا عصر السياحة البيئية بمعناها المعروف في مصر بصفة عامة وسيناء بصفة خاصة مليئة بالمناطق السياحية البيئية التي تحتاج إلي مزيد من الاهتمام وتبني هذا النوع من السياحة للانطلاق إلى آفاق جديدة تتيح فرص عمل للشباب واستغلال المناطق الصحراوية والبيئية.

قال الدكتور فدري يونس خبير التنمية المتكاملة بإقليم القناة وسيناء، إن هذا النوع من السياحة يحقق إضافة ثقافية للسائح بمعرفة مزيد من المعلومات عن المكان, وكذلك الاستمتاع بالطبيعة, والقيام برحلات السفاري في المنطقة واستطلاع للجبال والكثبان الرملية.

هذا النوع من السياحة يحتاج إلى إمكانات لاستقبال السياح الأجانب الذين ملوا الحياة العصرية ولديهم الاستعداد للخروج إلى الطبيعة للاستمتاع بها، وفد فرضت الظروف لهذه المناطق أن تنبع منها المياه من وسط الجبال.

ففي الصيف تكون المياه باردة وكأنها في ثلاجة، وفي الشتاء تكون المياه دافئة سبحان الله في خلقه كيف تخرج هذه المياه من باطن الجبال، ومن أين مصدرها، هذه هي حكمة الخالق لكنها كنوز في أرض الفيروز منسية.

اسم عين الجديرات يرجع إلي اسم قبيلة القديرات التي تعيش بقرية القسيمة في المنطقة حيث كانت العين تنضح بالمياه وتنتشر حولها الخصب والعشب وتعج بالحياة في عهود الرومان ولكنهم عمدوا إلي دفنها بالرمال وإخفاء معالمها عندما زحفت الجيوش الإسلامية بقيادة عمرو بن العاص ولم يتم انتشالها إلا منذ عام 1920 م.

واسترعى انتباه أحد البدو من القبيلة أن عنزته "الماعز والأغنام" التي استبد بها العطش راحت تمتص الحياة من بلل ونشع في الأرض الرملية ودعا أهل القرية لحفر بئر في المكان فإذا بالمياه الغزيرة تتدفق من تحت الرمال لتعود العين الرومانية إلي الحياة من جديد.

كما أقام بعدها الرومان بناء خزان صخري لتجميع المياه وآثاره موجودة حتى الآن، كما تعتبر عين الجديرات، مكانا لطلبة كلية العلوم البيئية الزراعية لعمل أبحاث علمية وإتمام المنظومة العلمية للكلية والطالبات وتمل بالنسبة لهم آفاق جديدة للعلم واكتساب المعرفة.

تتمتع المنطقة بتوافر الإمكانات لإقامة تجمع سياحي بيئي على طراز بدوي للاستمتاع بجمال الطبيعة، وهي مدخل جديد لتنشيط السياحة السفاري وتسلق الكثبان الرملية والجبال إلى جانب السياحة الدينية، كما توجد آثار بالمنطقة للأميرة هيلانا الرومانية وتنوع بيولوجي للنباتات الطبية المتنوعة وللطيور المهاجرة مثل الشنار والحيوانات البرية.

ويوجد كذلك عين قديس وتقع جنوب شرق القسيمة وهي مصدر للمياه الشرب وتصل درجة ملوحتها نحو 500 جزء في المليون وتخلو تماما من الملوثات الكيمائية وتعطي تصرف 120 م3 يوم ويعتمد الأهالي مصائد المياه الفاقدة من العين في الزراعة.

كما يوجد عين طابا علي بعد 3 كيلو مترات من طابا، وهي عبارة عن بئر طبيعية نتيجة سريان مياه الأمطار الموسمية علي حوض الوادي، وكذلك عين حمام فرعون والمعروف منذ القدم وتبلغ درجة حرارته به حوالي 70 درجة مئوية، وعين قرطاجج قرب مصب وادي وتير وهي أكبر العيون الطبيعية المنتجة للمياه في جنوب سيناء بمتوسط نحو 800 م3 يوم.

ونفذت المحافظة مشروعا لتطوير عين الجديرات، بإعادة مد المواسير التى تلفت بسبب السيول الأخيرة التى تعرضت لها المحافظة فى يناير 2010 .. كما تم إعادة بنـاء السد والخزان للحفاظ على مياه العين لاستفادة سكان القرية والذين يعتمدون عليها في الشرب والري.