الدكتور سعيد بدران في حواره مع المذيع شريف الورداني متأثرًا بما يجري من أحداث على الساحة العربية والمصرية على وجه الخصوص يتحدث مهاجمًا آلات الإعلام الغربية قائلًا:
حوادث متفرقة تضرب دور العبادة في مصر بين الحين والآخر لزعزعة الإستقرار ونشر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد كان لهذا العام نصيب كبير، منها ما حدث في كنيسة العطارين بمدينة الإسكندرية التي جاءت تزامنًا مع تفجير كنيسة أخرى في مدينة طنطا
مرورًا بمسجد الروضة ببئر العبد في سيناء.
كلها شواهد وأدلة على أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وإن كان له أب في الغرب يرعاه، ويروج لفكرة مغلوطة بأن مولده ونشأته كانت على الأراضي العربية والإسلامية.
وذلك ما هو إلاّ افتراء غربي، فانظر من حولك جيدًا ثم تدبر،من أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى والثانية وأطلق شرارتها الأولى ثم، حصد بأسلحته الفتاكة قرابة المائة مليون نسمةأو يزيد، ما بين الجنود والمدنيين، وتسبب في نشر الأوبئة والأمراض وأغرق دولًا ومجتمعات في التخلف والفقر جراء التدمير والخراب الذي خلفته الحروب،كيف لو كان الفاعل هنا عربيًا؟!وبماذا كان سيصفنا الغربُ كمسلمين؟!وما هو اللقب الذي كان سيُطلقه علينا الإعلام الغربي حينها،كيف لو كنا من أسقط القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما وناجا زاكي؛ فاحرقنا إنسها قبل شجرها وحجرها؟!كيف لو قتلنا بهمجية ودم بارد قرابة المليوني نسمة دون ذنبوخمسة ملايين لاجئ خارج البلاد وما يزيد على مليوني مشرد داخلي، كما فعلها الإتحاد السوفيتي بحق الشعب الأفغاني؟!كيف لو فعلنا كما فعلت أمريكا راعي الحرية في كل مكان بالعراق عندما غزت أراضيها ودمرت مدنها، وأحرقت الأخضر واليابس، عندما قصفت طائراتها النساء والأطفال في ملجأ العامرية، حتى خرجوا جثثًا متفحمة؟!
ألم يسجل التاريخ ما فعلته فرنسا بالعرب عندما احتلت الجزائر واستباحت مقدراتها واعتدت على نسائها وحرائرها فقتلت أكثر من مليون شهيد في مجازر تشيب لها الرءوس؟! أشهر تلك المجازر ما حدث بمدينة سطيف وقالمة وخراطة خلال ثلاثة أيام فقط حين سقط آلاف القتلى الجزائريين في قمع سلطات الاستعمار الفرنسي للشعب المحتل.
وماذا عن بريطانيا التي تآمرت وقضت على مستقبل شعب بأكمله حين سلمت فلسطين للكيان الصهيوني الغاصب فهَجر سكانها وتركهم يعيشون في الشتات؟! ولكن إسرائيل لم تكتف بذلك فارتكبت مذابح عديدة، توزعت جغرافيا على مساحة الوطن الفلسطيني؛ أدت إلى تهجير نحو مليون فلسطيني من أراضيهم وديارهم إلى المنافي والشتات، فتحولوا إلى لاجئين في مخيمات يذوقون فيها مرارة البؤس والشقاء في بلدان عربية، ثم واصل الكيان الصهيوني قتل الفلسطينيين وملاحقتهم في المخيمات والمدن الفلسطينية ليواصل مخططات الهدم والتمزيق لإشباع رغباته في القتل والتدمير منها جرائم قد ارتكبتها قوات وعصابات إسرائيلية بحق الفلسطينيين قبل إعلان قيام الكيان الصهيوني كدولة، فقد ارتكبت العصابات الصهيونية في فترة الإنتداب البريطاني مذابح بشعة، كمذبحة دير ياسين التي فجّرت فيها منازل الفلسطينيين، وقتلت غالبية سكانها بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ.
لم تكتفِ العناصر الصهيونية بالقتل، بل تجاوزتها للتعذيب البشع ولتقطيع الأطراف واغتصاب الفتيات أمام أهاليهنّ.
ولم يكن الجيش الإسرائيلي أقلّ وحشية من العصابات الصهيونية حين قتل ما يزيد على خمسمائة فلسطيني وهناك من يصل بالعدد إلى ألف وستمائة قتيل في مجزرة خان يونس.
ألم يكن ذلك كافيًا حتى يكون الكيان الصهيوني إرهابيًا؟!
وماذا عن الزهور التي ماتت دون ذنب عندما قصفت طائرات الكيان الصهيوني مدرسة بحر البقر فحصدت أرواح الأطفال وحرَّقت أجسادهم بلا رحمة تحت أنقاضها في مصر؟!كيف لو فعلنا ما فعلته صربيا التي شنت حرب إبادة كبرىووضعت أطفال البوسنة في خلَّاطات الأسمنت على مرأى ومسمع من العالم؟!ماذا لو قام العرب بمذابح راح ضحيتها أكثر من مائتي ألف قتيل، وسُجلت خلالها أكثر من ستين ألف حالة إغتصابومليوني لاجئ و نازح، أشهرها مذبحة سريبرينيتسا - التى راح ضحيها أكثر من ثمانية آلاف مسلم بوسني في يوم واحد،وغيرهم الآلاف أثناء حصار وقصف وتجويع سراييفو العاصمة البوسنية خلال سنوات الإعتداء الثلاثي على البوسنة، حيثقام فيه الصرب بتطهير عرقي لمعظم قرى و مدن البوسنة،وإستبدال المدنيين الصرب مكان المسلمين؟
كيف لو كنا نمارس أبشع أنواع التعذيب بحق الأقليات ومعتنقي الديانات الأخرى كما يفعل البوذيون بحق المسلمين في ميانمار؛ يبقرون بطون الحوامل ويفصلون رءوس الأطفال ويحروِّقون أجساد الكبار في مشهد يشبه حفل الشواء؟! كيف لو احتجزنا أكثر من مليون مسلم من الأقلية الأغورية؛ ومنعناهم من حقوقهم الدينية والدنيوية كما فعلت الصين؟!
يقوم مقدم البرامج الشهير شريف الورداني بمقاطعة الدكتور سعيد بدران ليستكمل هو الحديث قائلًا:
حتى مصائبنا في دولنا العربية من يقف خلفها ويُغذي نارها؟!
في ليبيا وسوريا، والعراق، والسودان واليمن والصومال.
من يدعم الإرهاب في مصر؟
من يشعل نار الفتنة بين نسيجها المسلم والمسيحي؟!
فيرد الدكتور سعيد بدران معقبًا بسؤال تهكمي:
هل استهداف المصريين أثناء صلاتهم يكفي الغرب كي يتوقفوا عن إلصاق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين؟!
هل سيتوقف إعلامهم عن رؤية الإرهاب بعين عوراء؟
المذيع شريف الورداني: إنها تساؤلات تتردد في الشارع المصري بين مسلم ومسيحي تبحث عن إجابة بعد حادث مسجد الروضة، هذا الاعتداء الغادر والتجاوز السافر لا يجب أن يمر دون حساب.
هذا ما يردده الجميع في الشارع والمدرسة والجامعةوتناقلته شاشات التلفاز، ولكن كيف يكون الحساب؟
الدكتور سعيد بدران: هذا ما تعد له الدولة الآن، ولكن حديث الدولة عن رد قوي على هذه الأحداث المؤسفة وعدم التهاون في القصاص لم يكن كافيًا أو مقنعًا من وجهة نظر الكثيرين؛ فهم لا يريدون قولًا فالأصوات العالية والعبارات الرنانة لا يمكنها أن توقف سيل الدماء وحصد الأرواح الذي أصبح حدثًا متكررًا تارة بين أبناء الشرطة وأخرى يطال جنود الجيش وضباطه وصولًا إلى المدنيين في كل مكان، حتى المساجد والكنائس لم تسلم من تلك الاعتداءات، ولكن ما يخشاه البعض أن يكون تكرار مثل هذه الحوادث بين الحين والآخر،
واختلاف الأهداف سببًا كافيًا لبث روح التشاؤم بين المواطنين، ولكن ما أخشاه أنا شخصيًا أن نعتاد على مثل تلك الحوادث لتصبح أمرًا عاديًا، فتضيع هيبة الدولة وتتحول كجاراتها جنوبًا وغربًا وأخواتها في شبه الجزيرة العربية ما بين التقسيم، والانفلات الأمني والفوضى في طريق التقسيم.