الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أصلية أو نماذج.. الآثار المصرية أبهرت الإنجليز وكسرت الرقم القياسي في فرنسا.. صور

صدى البلد

أثبتت الآثار خلال السنوات الماضية أنها قادرة على تحسين الصورة الذهنية الصحيحة لمصر وجذب السائحين لها من دول العالم، سواء كانت قطعا أصلية أو مستنسخات.

كما أنها قادرة علي وقف كل القنوات التي تهدم في مصر، وهو ما أثبتته خلال السنوات الأخيرة عبر معارض الآثار التي أقيمت في عدة دول، وهو ما نستعرضه في التقرير التالي.

آخر هذه المعرض الخاص بالملك توت عنخ آمون والمقام حاليًا في بريطانيا،هذا المعرض أكد بما لا يدع مجالًا للشك قدرة الحضارة المصرية القديمة ممثلة في الآثار علي التأثير في شعوب الدول الأخرى.

وإلا ما كان اصطفت طوابير طويلة من البريطانيين في أول أيام إفتتاح المعرض امام المدخل الرئيسي لقاعة ساتشي منتظرين دورهم بالساعات،للدخول والاستمتاع بمشاهدة بعض كنوز الملك الشاب،و التي حلت ضيفا علي لندن في محطتها الثالثة بعد زيارة لوس انجلوس في أمريكا وباريس بفرنسا، ليس هذا فقط، بل إن الشركة المنظمة للمعرض أعلنت أنه بسبب تزاحم الجمهور امام المدخل الرئيسي لقاعة العرض، قامت إدارة القاعة بالتعاون مع الشركة بمد ساعات الزيارة اليومية للمعرض،علي ان تبدأ من التاسعة صباحا وتنتهي الخامسة و النصف مساءا بدلا من الرابعة و النصف،ما عدا الخميس و السبت تنتهي مواعيد الزيارة في تمام الساعة الثامنة و النصف مساءا.

أما الأحد فتنتهي الزيارة في الساعة السابعة و النصف،كما أنه حتي أول يوم تم بيع 300.000 تذكرة،ومعظم التذاكر مباعة حتى منتصف فبراير 2020،كما أن احتفاء الصحف والمجلات الإنجليزية بالمعرض كان علي قدر تاريخ وعظمة توت عنخ آمون.

إذا الملك الصغير قادر على تصدير الثقافة والتراث والحضارة المصرية لأوروبا ومواجهة الثقافة الهدامة الواردة من الخارج،ليؤكد أن آثار الأجداد سلاحنا الناعم فى مواجهة الغزو الثقافى الهدام،وفرض هيمنة ثقافية بالخارج،والا ما كان معرض توت في فرنسا والذي سبق مباشرةً معرض لندن،قد انتهي بباريس مسجلا رقما قياسيا جديدا في تاريخ تنظيم المعارض في فرنسا.

فقد أغلق معرض "توت عنخ آمون: كنوز الفرعون الذهبي" أبوابه أمام الجمهور في باريس قبل حوالي شهر ونصف، محطما الرقم القياسي في تاريخ تنظيم المعارض الثقافية في فرنسا حيث زاره 1,423,170 زائر خلال الستة اشهر الماضية منذ ان افتتحه الدكتور خالد العناني وزير الآثار في 23 مارس الماضي،حيث انه في عام 1967 حين استضافته فرنسا لأول مرة، جذب معرض الملك توت عنخ آمون 1,240,975 زائر.

وبعد 52 عاما استطاع معرض الملك الشاب، في رحلته الثانية الى باريس، من جذب أكثر من 1,4 مليون زائر، مما يشير الى مدى شغف الشعب الفرنسي وزائري فرنسا بالحضارة المصرية القديمة، خاصة أن الآثار المصرية تحتل المكانة الأعمق في قلوب الفرنسيين، حيث حظت الحضارة المصرية القديمة باهتمام الفرنسيين خلال القرنين الماضيين منذ قيام عالم الآثار الفرنسي جون فرانسوا شامبليون بفك رموزها المنقوشة علي حجر رشيد.

وفي أكتوبر الماضي أثبتت الآثار المصرية قدرتها علي ابهار العالم مرة أخرى،حيث شهدت مدينة لوس انجلوس الأمريكية افتتاح معرض " المدن الغارقة: عالم مصر الساحر"،وحينها ظهر شغف الأمريكيين الحاضرين الافتتاح، حيث أعلنوا رغبتهم في السفر إلى مصر للاستمتاع بمشاهدة الاكتشافات الأثرية التي وصفوها بالرائعة.

كما أعربوا عن سعادتهم بما قامت به وزارة الآثار من افتتاحات للعديد من المشروعات الأثرية وخاصة المتاحف و تطوير بعض المناطق والمواقع الأثرية من بينها منطقة أهرامات الجيزة، مما سيزيد من عدد الليالي السياحية لهم في القاهرة للذهاب لتلك المتاحف والمناطق والاستمتاع بمشاهدة الآثار الخاصة بها.

الإبهار الذي تتمتع به الآثار المصرية ليس في فقط في قطعها الأصلية،بل انها قادرة علي ذلك حتي وإن كانت نماذج أو مستنسخات مصنوعة بمهارة ايدي مصرية،وهو ما ظهر واضحا في معرض المستنسخات الأثرية المقرر افتتاحه بمدينة سان بطرسبرج الروسية يناير المقبل.

وكما قال الدكتور عمرو الطيبي المدير التنفيذي لوحدة انتاج النماذج والمستنسخات الأثرية جاء المعرض بناءا علي طلب الجانب الروسي،لتعريف الشعب الروسي بالحضارة المصرية القديمة،وجميع المعروضات فيه من انتاج وحدة إنتاج النماذج الأثرية بوزارة الآثار.

الطيبي قال ان هذا المعرض يأتي وسط إهتمام وإقبال واسع من المواطنين الروس للتعرف علي الحضارة المصرية القديمة ، مما يسهم في الترويج والتسويق لزيارة مصر والتعرف علي معالمها الأثرية والسياحية.

مشيرا الى أن المعرض سوف يطوف عدد من المدن الروسية المختلفة، بهدف إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من جمهور الشعب الروسي وخاصة الأطفال لزيارة المعرض والتعرف علي الحضارة المصرية القديمة من خلال مشاهدة عدد من أهم نماذج كنوز الآثار المصرية .

ويضم معرض سان بطرسبرج عدد 77 نموذج أثري من نماذج الآثار المصرية ، من بينهم رأس للملك إخناتون من الحجر الجيري يبلغ إرتفاعها حوالي 1,5 متر ، والتمثال النصفي للملكة نفرتيتي وعدد من النماذج المتميزة من مجموعة الملك توت عنخ آمون منها كرسي العرش ، والعجلة الحربية ، والقناع الذهبي المطعم بالأحجار شبه الكريمة.

وبعض أدوات الصيد ومن أهمها علبة الصيد والتي تحمل رسومات ومناظر رائعة للصيد ، ومجموعة مميزة من حلي ومجوهرات الملك ، ونماذج من مراكب الصيد والتي عثر عليها بالمقبرة وعددها حوالي خمسة وثلاثون مركب ، والكرسي الخاص بالإحتفالات والمناسبات الدينية والذي كان يستخدمه الملك أثناء ممارسة الطقوس والشعائر المختلفة.

وكشف الطيبي أن معارض المستنسخات الأثرية أقيمت في عدة دول أجنبية وتأتي بناء علي طلب تلك الدول،وهذا نتاج سحر الحضارة المصرية القديمة،كما أن هذا مفيد جدا في التعريف ببراعة المصريين في صنع نماذج ومستنسخات بمنتهي الدقة والإبداع،وذلك في مواجهة المنتجات الصينية المشابهة.

مشيرا إلي أنه أيضا مقرر إقامة معرض مستنسخات ونماذج أثرية في إيطاليا مارس المقبل،وهو الطلب الذي تقدمت به إيطاليا،وسيتضمن حوالي 50 قطعة من إنتاج الوحدة.