الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما مدى قوة إيران النووية؟..وهل تندلع الحرب أم تكتفي أمريكا بضرب مفاعل بوشهر؟

صدى البلد

يثير استمرار إيران في اتخاذ خطوات على طريق انتهاك بنود الاتفاق النووي الذي أبرمته في عام 2015 مع القوى العالمية، تساؤلات حول ما ستؤول إليه تلك السياسية الإيرانية الأخيرة، فهل تثمر عن انهيار كامل للاتفاق النووي، ما قد يقود إلى اندلاع مواجهة بين واشنطن وطهران؟

حيث أعلنت إيران - حتى الآن - 4 خطوات لتقليص التزاماتها بالاتفاق، بداعي عدم التزام الثلاثي الأوروبي الموقع- فرنسا وألمانيا وبريطانيا - بتعداته بشأن حماية التجارة الإيرانية ومكتشسبات إيران من الاتفاق النووي من العقوبات الأمريكية.

وصل تنصل إيران من تعهداتها النووية إلى حد ضخ غاز (اليورانيوم في شبكات أجهزة الطرد المركزي وبدء) إنتاج وتجميع يورانيوم مخصب في منشآت فوردو التي تقع على بعد نحو 180 كلم جنوبًا، وتخزين ما يزيد قليلًا عن 130 طنًا من الماء الثقيل الذي يستخدم في نوع من المفاعلات تطورها إيران.

أجرت شبكة "يورونيوز" مقابلة مع العالم النووي البلجيكي بيير جولدشميدت الذي شغل في السابق منصب نائب المدير العام ورئيس قسم الضمانات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هو حاليا يعمل باحثًا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي.

مدى قوة إيران النووية

يعد مدى قوة إيران التسليحية، ومدى تطورها على السعيد النووي من بين مواضع الاستفهام المثيرة طوال سنوات مضت، بين المبالغة والتقليل المتعمدين.

قال جولدشميدت إن:"العلماء النوويين في إيران هم على درجة عالية من العلم، ويتقنون، تقريبًا، كافة الجوانب المتعلقة بالطاقة النووية، فهم يشغِّلون محطة بوشهر للطاقة النووية، ولديهم المعرفة كذلك بدورة الوقود بأكملها، وتخصيب اليورانيوم، وإعادة معالجة الوقود المستنفد في معالجة اليورانيوم، إنّها دولة متقدّمة في هذا المجال".

وعن عدد المفاعلات النووية الإيرانية وأي منها يمكن استثماره في تصنيع سلاح نووي؟ قال جولدشميدت إن إيران لديها حاليًا محطة واحدة للطاقة النووية في منطقة بوشهر، وهناك مفاعل آخر تعمل عليه روسيا وهو الآن قيد الإنشاء.

وأضاف:"امتلاك بلدٍ ما لمحطات نووية أمرٌ لا يشكّل بحد ذاته خطرًا بأي حال من الأحوال، لكن المثير للقلق في هذا السياق، هو عند امتلاك القدرة على تخصيب اليورانيوم، إذ يمكن حينها تخصيب اليورانيوم إلى درجة عالية جدًا، فالتخصيب بالدرجة 90 % إلى 35، هو ما يحتاجه التصنيع العسكري النووي".

وأوضح أنه بمجرد أن تتقن التخصيب لمحطات الطاقة النووة، كما هو حال الكثير من الدول، "حينها تكون قادرًا على استخدامه، إن كنت ترغب بذلك، في تصنيع أسلحة نووية".

وأكد جولدشميدت أن انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي أضر إيران كثيرا، وجاء بعكس ما يحرص علي الرئيس الإيراني حسن روحاني. كذلك وضع الانسحاب الأمريكي والعقوبات التي أعقبته الأوروبيين في موقف صعب، حيث يحاولون إنقاذ الاتفاق النووي من خلال ومواصلة العمل التجاري مع إيران من خلال إنشاء نظام يتيح للشركات الأوروبية التعامل مع إيران دون الحاجة إلى الاعتماد على الدولار، كما اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منح حد ائتماني من 15 مليار دولار لإيران لعدة أشهر. لكن جميع الشركات الأوروبية الكبرى التي لديها اهتمام أكبر بالتعامل مع الولايات المتحدة على نحو يفوق اهتمامها بالتعامل مع إيران.

هل تعمل إيران على امتلاك سلاح نووي؟

على الرغم من فتاوى مرشد الثورة الإيراني روح الله الخمينين وكذلك المرشد الحالي علي خامنئي، بتحريم السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل، فإن إيران تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وإن أنكرت ذلك في العلن.

قال جولدشميدت إنه في نوفمبر 2011، نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرًا وألحق بالتقرير 14 صفحة تحت عنوان "البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني".

وأضاف:"أعتقد أنك إذا قرأت هذا التقرير، فسوف تكون مقتنعا في البداية على الأقل، أن الأنشطة غير المعلنة التي لم تكشف عنها، واكتشفتها وكالة الطاقة الدولية لاحقًا، كان أكثر منطقية لناحية إنتاج أسلحة نووية منها لانتاج طاقة سلمية بحتة".

سيناريو اندلاع الحرب

قال جولدشميدت إنه لا يستطيع استبعاد أن تشن الولايات المتحدة هجوما عسكريا على إيران، فواشنطن كررت دائما أن كل الخيارات مطروحة في الأزمة مع إيران.

وعن مخاطر شن هجوم أمريكي على المفاعلات النووي الإيرانية، قال إنه لايعتقد أبدا أن أي أحد لديه مصلحة في مهاجمة محطة طاقة نووية مثل بوشهر. "هذا غير معقول. لن يتم تدمير أي مفاعل في أي هجوم عسكري".