EN
حكايتي عن المرأة المصرية التي يطلبها زوجها في بيت الطاعة.. فمازالت هذه الثغرة موجودة في قانون الأحوال الشخصية حتي الآن .
والحكاية باختصار أن النساء لدينا مازلن يعانين من قوانين يغلب عليها المصلحة الذكورية ويبقي هذا القانون كرباج لجلد النساء خاصة في الطبقات الدنيا الذين لايريدون رفع خلع لأحتياجهم لحقوقهم المالية لتساعدهم علي المعيشة .
و بيت الطاعة هو إجراء قانوني يمنح الزوج كل الحق في الضغط علي زوجته لأرجاعها لبيت الزوجية ذليلة منكسرة خاضعة وأذا امتنعت تعتبر ناشز أي تفقد حقوقها من مؤخر ونفقة بل ويذهب بعض القضاة الي أبعد من ذلك بحرمانها من الزواج .
والفكرة أن هذا المسكن -بيت الطاعة- أما أن يكون مناسب لمستوي الزوجة وفي هذه الحالة أذا رفضت الرجوع تعتبر ناشزا وأما أن يكون غير مناسب لمستواها الاجتماعي ففي هذه الحالة ممكن أن ترفض الزوجة العودة لمنزل الزوجية .
بيت الطاعة في الواقع يستخدم كوسيلة ضغط لإذلال المرأة ، ويلجأ الزوج لهذه الوسيلة حتى يتهرب من التزاماته بحقوق زوجته، فالزوج يرسل لزوجته خطابا مسجلا عن طريق المحكمة يدعوها لبيت الزوجية وإذا لم تستجب خلال 30 يوما فان من حق القاضي أن يعتبرها ناشزا.
وتعتبر الزوجة ناشزا أيضا إذا رفضت ولم تقبل هيئة المحكمة رفضها، وترد الزوجة في هذه الحالة بقضية طلاق للضرر، وفي غضون ال30 يوما المحددة، ولكن المشكلة ان الكثير من النساء لا يملكن إمكانيات الدخول في رحلة المحاكم لرفع قضية طلاق أو خلع تجنبا للمشاكل او لعدم القدرة المادية ، و من المؤكد أنه لا طاعة لزوج يسيء معاملة زوجته ويلحق الضرر بها قولًا وفعلًا أي بالتعدي عليها بألفاظ تسئ لها أو التعدي عليها بالضرب وإهانة كرامتها .
لا أعرف كيف تبقي هذه الثغرة في قانون الأحوال الشخصية حتي الآن حيث يتم الإصرار علي إذلال المرأة وتقييدها ومعاملتها علي أنها متاع ..كيف للمرأة التي استحالت العشرة بينها وزوجها أن تعيش معه بالإكراه ولكن يستمر في فرض سطوته ليس لأنه يحبها أو يريدها وإنما لإهانتها وتعذيبها وجعلها تتنازل عن كل حقوقها أو تعيش مهانة لا كرامة لها .
علينا تعديل هذه الثغرات في قانون الأحوال الشخصية ليس اهتماما بالنساء فقط ولكن اهتماما بمجتمع كامل النساء جزء مهم من أركانه .
