EN 
داخل عقار سكني قديم فى قلب القاهرة، وتحديدا فى شارع الفلكي بحي السيدة زينب، كانت الطبيبة هبة، ٧٠ عاما، بالمعاش، تسكن داخل شقتها في الطابق الأول دون مشاكل أو أزمات، حتى عثر عليها مقتولة، ثم تبين أن القاتل مكوجى المنطقة الذي كانت دائمة العطف عليه.
تفاصيل الجريمة كشفها المتهم القاتل بعد أن نجح رجال المباحث فى تحديده والقبض عليه، حيث أدلى المتهم باعترافات تفصيلية لكيفية ارتكابه الحادث بعد تمثيل جريمته أمام ممثل عن النيابة العامة ووسط حراسة مشددة من قبل الشرطة.
فعلى بعد أمتار قليلة من منزل المجني عليها، كان يعمل شخص يدعى إبراهيم "مكوجي"، وبالتحديد فى شارع إسماعيل أباظة بالمنطقة، وكان دائم التردد على مسكن المجني عليها لتوصيل ملابس المكواة لها، وهو شخص معروف لدى السكان.
المتهم لحظة وصوله موقع الحادث لتمثيل جريمته البشعة قال: "نظرًا لطبيعة عملي وترددي على مسكن المجنى عليها وعلمي باحتفاظها بمبالغ ماليه بمسكنها وإقامتها بمفردها بعد وفاة زوجها منذ فترة، لعب الشيطان برأسى وخططت لسرقتها".
وسرد المتهم فى اعترافاته جميع التفاصيل قائلا: "في ليلة ارتكابي الجريمة توجهت لشقة المجنى عليها لتسليمها بعض الملابس "مكواة"، وعقب دخولي للشقة محل سكنها طلبت منها إحضار كوب مياه وحال دخولها للمطبخ قمت بالتعدي عليها وخنقها بيدي فى محاولة للتخلص منها، إلا أنني لم أتمكن من ذلك فأحضرت "إيشارب"، وقمت بخنقها مرة أخرى حتى تأكدت من وفاتها".
وأمام ممثل النيابة ورجال الأمن، استكمل المتهم تفاصيل الجريمة وقال: "لقد قمت بتكبيل يديها وربط عنقها بمرحاض دورة المياه وأحضرت بعض الملابس الخاصة بها ووضعتها على الجثة وأضرمت النيران فيها، وعقب ذلك أخذت أبحث عن أى أموال داخل الشقة حتى عثرت على مبلغ مالي قدره ٢٠ ألف جنيه داخل دولاب غرفة نومها، وعقب ذلك فررت هاربا".
بداية اكتشاف الجريمة عندما تلقى المقدم أحمد سعيد، رئيس مباحث قسم شرطة السيدة زينب، بلاغا من شرطة النجدة بنشوب حريق بشقة في عقار فى شارع الفلكي - دائرة القسم.
بالانتقال والفحص، تبين أن العقار مكون من ٦ طوابق ونشوب حريق بمطبخ وباب دورة المياه الخاص بالشقة الكائنة بالطابق الثالث، وعثر على جثة مالكة الشقة في العقد السابع من العمر، مسجاة على ظهرها بأرضية دورة المياه، مكبلة اليدين ومربوطة من العنق بمرحاض دورة المياه باستخدام قطعة قماش (وبها إصابات عبارة عن تفحم بالجزء السفلى وآثار خنق بالعنق).
وتمت السيطرة على الحريق بمعرفة الحماية المدنية، وتبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة، فيما تم نقل الجثة لمشرحة النيابة بزينهم.
وقام اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة، بوضع خطة بحث من أهم بنودها إجراء التحريات بالمنطقة محل الواقعة وصولًا لشهود رؤية تساهم في تحديد مرتكب الواقعة، وحصر وفحص خلافات وعلاقات المجني عليها لاستخلاص ما قد يرقى منها لأن يكون دافعًا لارتكاب الواقعة، وحصر وفحص المترددين على العقار محل الواقعة وتجنيد المصادر السرية للمد بالمعلومات، وأيضا الاستعانة بالتقنيات الحديثة.
وتوصلت الجهود الأمنية إلى أن وراء ارتكاب الواقعة عامل بمحل مكواة كائن بشارع إسماعيل أباظة - دائرة القسم ومقيم فى شارع الأهرام - دائرة قسم شرطة المرج، وأصل بلدته مركز أبو قرقاص / المنيا، وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردده، أسفر أحدها عن ضبطه.
واعترف بارتكاب الواقعة، وأضاف أنه نظرًا لمروره بضائقة مالية لاقتراضه مبلغا ماليا ١٥ ألف جنيه من بنك التنمية الزراعية فرع أبو قرقاص / المنيا (بضمان والدة أحد أصدقائه) وعدم تمكنه من سداد قيمة القرض ومطالبة الأخيرة له بسداد المبالغ المالية المتأخرة عليه خشية تعرضها للمساءلة القانونية.
وتم بإرشاده ضبط مبلغ مالى ٥ آلاف جنيه من متحصلات الواقعة، وأكد قيامه بتسليم باقى المبلغ المالي المستولى عليه لوالدة صديقه بمحافظة المنيا لتسديد قيمة القرض، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.
