الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوجة تريد الانفصال عن زوجها لسبب غريب.. والإفتاء تجيب

صلة الرحم زوجة تريد
صلة الرحم زوجة تريد الانفصال عن زوجها لسبب غريب.. والإفتاء

قالت سائلة لدار الإفتاء المصرية، «إن زوجها لا يصل رحمه، وصلة الرحم لها فضل كبير، فهل تنفصل عنه؟»، وأكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا يجب أن تنفصل عنه بسبب صلة رحمه مع أهله، فهو من سيحاسب، ولكن عليها أن تنصحه، وتتخير الوقت المناسب.

وأوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صلة الرحم واجبة شرعًا ولا يجوز للمسلم قطعها تحت أي مبررٍ أيًا كان.

وأضاف « ممدوح» فى إجابته عن سؤال ورد إليه يقول صاحبه: «هل يحاسب المرء على قطع صلة رحمه الذين يصرون على قطعها؛ فقد ذهبت إلى وصل أرحامي وطلبوا مني أن أقطعها؛ فهل ساحاسب على قطعها؟»، أنه من الواجب على المسلم وصل أرحامه ولو بالحد الأدنى، وعدم اللجوء إلى قطعها أبدًا.

وتابع أن وصل الأرحام ليس بالضروري أن يكون بالتزاور وكثرة السؤال، ولكن يمكن للواصل فى هذه الحالة أن يكفى بإرسال رسالة عبر الهاتف للتهنئة فى الأعياد والمناسبات.

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن قطع صلة الرحم دائما ما تكون نتيجة الخلافات بين الأقارب، منوها أن النبي حذرنا من قطيعة الأرحام.

وأضاف في فيديو له، أن لا ينبغي أن نلجأ لقطيعة الأرحام مهما حدث من أسباب وليس معنى اللجوء للمحاكم أن تقطع الرحم فهذه كبيرة من الكبائر.

وورد سؤال للدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف من سائلة تقول" تزوجت ابنتي وزوجها يمنعها عن أسرتها - و لا يسمح لها بزيارة أسرتها ولا يسمح لأسرتها بزيارتها أو التحدث معها هاتفيًّا. فهل يجوز له أن يدفعها إلى عقوق والديها وقطع رحمها؟ وهل يجوز لها أن تعقَّ والديها وتقطع رحمها طاعة له".

أجاب "جمعة"، في فتوى له، أن صلة الرحم واجبةٌ شرعًا، وليس للزوج أن يمنع زوجته من الخروج إلى والديها أو أحدهما ولو مرة في الأسبوع؛ فتزورهما مرةً في الأسبوع دون بياتٍ ولو بغير إذنه.

وأكد أنه لا يحقُّ له تحت دعوى وجوب الطاعة أن يعزلها عن مجتمعها، بل الواجب عليه أن يحسن عشرتها؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ» رواه الترمذي.

صلة الرحم من الأمور التى حث عليها الشرع الشريف، وتكون سببًا فى أن يدخل الإنسان الجنة، كما أن صلة الرحم تزيد الرزق وتطيل الأعمال كما ورد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- فى الحديث الصحيح «من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه»، (متفق عليه)، ينسأ معناه: يؤخر له في أجله ويزداد له في عمره.

حيث أجاب الشيخ على فخر، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليه مضمونة( متخاصمة انا وأخى ولا نكلم بعض فهل يقبل الله صوم المتخاصمين؟).

وأوضح قائلًا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبهنا كثيرًا على عدم قطع صلة الرحم سواء فى شهر رمضان أو فى غير رمضان، وعلى هذا فمن كان قاطعًا لرحمه يجب عليه أن يصلها سواء فى رمضان أو فى غير رمضان ولكن فى شهر رمضان أولى لأنه شهر القربة لله تعالى والعبادة والصيام والصلاة وإطعام الطعام، متسائلًا: فهل مع كل ما نتقرب به الى الله تعالى نأتى فى النهاية ونكون قاطعين للرحم ؟.

وإستشهد بقول الحق تبارك وتعالى فى الحديث القدسي «أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ وَمَنْ بَتَّهَا أَبَتُّهُ»، فالأولى أن نصل الرحم ونتمثل فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ))، فعلينا أن نختار لأنفسنا الخيرية ونبدأ بالسلام حتى نكون فى الجانب الجميل الذي يحبه لنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

عدّ الإسلام صلة الرحم بالواجبة وحرّم القطيعة وجعلها من الكبائر التي تُدخل صاحبها النار، بل وصل الأمر إلى أنَّ من وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله؛ فلا يجوز أن يقطع الشخص رحمه لأنهم قطعوه بل الأجر الأعظم عند صلة من يقطع.

- تحقيق الصلة مع الله- تعالى- في الدنيا والآخرة؛ فالرّحم معلّقة بالعرش، بدليل ما روى عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرأوا إن شئتم: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم»، رواه البخارى.
- تحقيق محبة الله تعالى ومحبة الناس.
- بسط في الرزق وزيادة البركة في العمر وتعمير البيت.
- إكرام الفرد بالميتة الحسنة وإبعاد الميتة السيّئة عنه.
- دخول الجنة مع أول الداخلين.

- عدم قبول الله تعالى عمل الفرد؛ حيث إنّ الله تعالى لا يرفع له عمله.
- إغلاق أبواب السماء أمام قاطع الرحم.
- عدم نزول الرحمة على قومٍ فيهم قاطعٌ للرحم.
- تعجيل العقوبة لقاطع الرحم في الدّنيا قبل الآخرة.

أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، أن آيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية دعت إلى صلة الرحم، ورغبت فيها أعظم الترغيب، وكان الترغيب دينيًا ودنيويًا.

وأوضح «عثمان»، خلال فتوى مسجلة له، أن المراد بالرحم: الأقرباء في طرفي الرجل والمرأة من ناحية الأب والأم، ومعنى صلة الرحم: الإحسان إلى الأقارب في القول والفعل، ويدخل في ذلك زيارتهم، وتفقد أحوالهم، والسؤال عنهم، ومساعدة المحتاج منهم، والسعي في مصالحهم.

وأشار مدير الفتوى، إلى أن صلة الأرحام فضائل، منها: أنها من الإيمان: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» رواه البخاري.

ونوه بأن هذه الأمور الثلاثة «إكرام الضيف وصـلة الرحـم والكلمة الطيبة» تحقق التعاون والمحبـة بين الناس، وقد ربطها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإيمان فالذي يؤمن بالله واليوم الآخر لا يقطع رحمه، وصلة الرحم علامة على الإيمان.

وأكد أن صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

وأشار إلى أن صلة الرحم سبب لصلة الله تعالى وإكرامه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ لَهَا لِسَانٌ طَلْقٌ ذَلِقٌ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ".

ولفت إلى أن صلة الرحم من أسباب دخول الجنة، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوَفَى، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ أَنْظُرُ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ. قَالَ: فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ».

قال الشيخ يسري عزام الداعية الإسلامي، إن صلة الرحم شيء أساسي في ديننا الإسلامي، مضيفا أن صلة الرحم ليست العبرة أن تصل من وصلك لكن أن تحسن لما أساء إليك.

وقال "عزام" خلال لقاءه على فضائية "المحور": عن أبي هريرة أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعونني، وأُحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم الْمَلَّ ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك» رواه مسلم، وتُسِفُّهم الملَّ: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم.