EN
يسيطر التوتر على قمة حلف الناتو المنعقدة في لندن على مدار الـ 48 ساعة، مدتها، خاصة في ظل خلافات تهدد تماسك التحالف، أبرزها؛ الصراع بين تركيا واليونان، في ظل إصرار النظام التركي على مواصلة أعماله الاستفزازية ومخططه للسيطرة على الغاز في شرق المتوسط.
ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعًا مضطربا على هامش قمة الذكرى السبعين لإنشاء حلف الناتو، في لندن، اليوم الأربعاء؛ وذلك بشأن اتفاق غير شرعي عقدته أنقرة مع حكومة فايز السراج في ليبيا.
ونقلت "جريك تايمز" عن رئيس الحكومة اليونانية قوله "ستكون جلسة اليوم هي المرة الأولى منذ شهر يولبو، مؤكدا أنه سيتحدث مع أردوغان بصراحة وأن "من مصلحة تركيا أن تتخلى عن تحركاتها الاستفزازية".
وأشار إلى أنه "سيكشف كل أوراقه على الطاولة"، محذرا من التحايل على القوانين الدولية الذي يمارسه النظام التركي، بقوله: "لا يمكن لتركيا التشكيك في الحقوق السيادية لجزرنا التي ينص عليها القانون الدولي، وخاصة فيما يتعلق بالبحار".
وأبرم أردوغان، صفقة، مع حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج اعتبرتها المنظمات الدولية واليونان ومصر "غير شرعية"، ولاقت الخطوة التركية إدانة واسعة النطاق وسط مخاوف من أن تزيد من تعقيد الخلافات حول التنقيب شرق المتوسط.
ويشير تقرير بصحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن الصفقة التركية الليبية تأتي ضمن خطوات وأحلام أردوغان بالخلافة، حيث يحاول تثبيت أقدامة في كافة أنحاء المنطقة من العراق الى سوريا، ثم تتجه أنظاره نحو البحر المتوسط وثرواته، وهو ما يسعى إليه من خلال الاتفاق مع السراج.
ويسلط التقرير الضوء على استفزازات أردوغان ومحاولات استعراض قوته من خلال تدريبات بحرية، على الرغم من رفض عمليات الحفر التي تتم في المياه الاقتصادية الخالصة لقبرص، لكن أردوغان المهووس بحلم الامبراطورية العثمانية يسعى من خلال تحركاته لمزيد من الحفر والتنقيب عن النفط والغاز خارج حدوده، ويعقد الصفقات من الشرق إلى الغرب لأجل ذلك الهدف.
ومن المتوقع أن تمنح الصفقة التي وقعها سراج، تركيا، حقوقا غير مشروعة في المناطق الواقعة قبالة ساحل ليبيا والتي لا تخضع لسيطرته، وتشير الصحيفة إلى أن النظام التركي يخوض حربا بالوكالة في ليبيا؛ للضغط على دول المنطقة وتحقيق أطماعه في الاستيلاء على غاز المتوسط.
ويغرق أردوغان الميليشيات التي تقاتل ضد الجيش الليبي بأسلحته خاصة الطائرات "الدوران" التي تم ضبط عدد كبير منها خلال عمليات أمنيةـ وأسقط الكثير منها، كما أنه اعتاد على استغلال الدول التي تقع في الفوضى لوضع قدما له في كل أرض، مثلما فعل في العراق وسوريا وليبيا.
ويشير التقرير إلى أن أردوغان يمضي في استراتيجيته للتوغل وتثبيث أقدامه في كافة أنحاء المنطقة بل وصل تهديده إلى أوروبا والولايات المتحدة، وفي ظل استعانة اليونان بحلف الناتو، يضغط أردوغان على أوروبا وأعضاء الحلف بورقة المهاجرين وسجناء داعش الموجودين في بلاده.
