الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السديس: ولي الأمر شُرع له سن الأنظمة لحماية الذوق العام

الشيخ الدكتور عبد
الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام وخطيب الحرم المكي

قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن ليس كل ما يبث في بعض مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات المعلومات من الشائعات والافتراءات والمغالطات إلا وجه كالح وصورة ظلامية ، تعكس فساد الأذواق عند شُذَّاذ العقول والآفاق.

وأوضح «السديس» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن النّسيج الاجتماعي المُتراص الفريد يحتاج إلى وقفة إصلاحِيّة، مُتونُها: صَقْل الأذواق وسَحْجِها، والسُّمُو بها في مَعَارِج الوعي الراشد، والاستبصار المُسَدَّد، لتنعم حواسنا بذوق رفيع، وبيئة نقية نظيفة.

وتابع: تبتهج النُّفوس بأزهارِها، والأبْصار باخضرَارِها، والاستضلال بِوَارِف ظلالها، واستنْشاق الهواء النَّقِي بها، وتثير الأشواق والإعجاب، وتُزيح الوَنَى والأوْصَاب، وتخْلع على النّفوس رَوْنق البهاء، وعلى القِيَم الأثيلة روعة الطُّهر والسَّناء، بل تَبْعَث على تمْجيد الخالق الوَهَّاب، ونَصْدُرُ -بِإذن الله- على رُبَى النُّبوغ والكمال، ومُقوِّمَات السُّؤدد والجلال، وإبَّان ذلك يَتحقق لأمّتنا الشُّهود الحضاري العالمي، والسَّبق في كل أفقٍ علميّ ومعرفيّ.

وأضاف: لقد تَحَتَّم وآن، تَعْزيزُ القِيَم، وإعلاء الشِيَم، بين أبناء الأمة كبيرها قبل صغيرها، وأن يكون الانتصار للقيم طَيّ الأفكار والأرواح، لا الأدراج، ومَهَبِّ الرياح، فالانتصار للقيم والذَّوْق سَنَنُ العَوَدَةِ الظّافرة بالأمّة إلى ذُؤَابَات المَّجْدِ، وسَوَامِق الرِّفعة، ولهذا شُرِع لولي الأمر أن يَسُنَّ الأنظمة الحازمة لحماية الذوق العام انطلاقا من قاعدة:” حُكْم الإمام في الرعية منوط بالمصلحة”.

وأكد أن واجب الرَّعِيَّة أن يتواردوا على التعاون والتجاوب فيما فيه تحقيق المصالح العامة، ومن دُرَرِ القرارات، ونَيِّرَات التوجيهات التي عَطَّرَت الأرجاء بشذاها الفوَّاح، وأبهجت من الغُيُرِ الأرواح، من ولي الأمر ورائد الإصلاح – لا يزال موفقًا مسددًا مكلوءًا في المساء والصباح – إصدار لائحة الذوق العام؛ للمحافظة على قِيَمِ وعادات المجتمع، ومراعاة خصوصيات الناس، ومعاقبة كل من يتلفظ أو يقوم بفعلٍ يضر أو يؤذي غيره خاصة بالأماكن العامة، فها هي بلاد الحرمين الشريفين – لا تزال محفوظة محروسة – تُقَنِّنُ الأخلاق والقيم بهذا العمل السَّبَّاق للترقي بالقِيم والأذواق، والحفاظ على الآداب والأخلاق.