الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيادة "نائب المحافظ"!




أشعر بالسعادة والتفاؤل عند سماع أى قرار يتعلق بتعيين الشباب فى مركز قيادة أو موقع مسئولية .. إيمانا بأنه لا حديث عن نهضة أو تغيير جوهرى إلا بالاعتماد على جيل المستقبل والرهان على الموهوبين والنابغين من أبنائه .. وكانت حركة المحافظين الأخيرة خطوة جادة على طريق الإصلاح السياسى والحكومى بتكليف ٩ من كتيبة الشباب الذين جرى اكتشافهم فى مؤتمرات الرئاسة ومنتدياتها المتنوعة .. وجاءت الخطوة الشجاعة للقضاء على آفتيْن كفيلتين بوأد أى أمل فى البناء أو التعمير . 
الآفة الأولى أصابت المحافظات والمجالس المحلية عندما ظلت العقليات الإدارية التقليدية كاتمة على أنفاس العمل العام، واحتل مقعد المسئولية وصنع القرار أشخاص امتلكتهم لذة السلطة والالتصاق بالكرسى وفضَّلوا الحفاظ على امتيازاتهم ومصالحهم ورواتبهم الضخمة على مشاكل وهموم المواطنين .. فاختفت الحلول السريعة للأزمات وغاب الضمير والتواصل مع الشارع داخل كل محافظة، والتفت شلة من المنتفعين والحاشية الملوثة حول الرأس الكبرى للتغطية على الكثير من المنافع والغنائم، وليصبح الوصف الدارج على كل لسان "الفساد فى المحليات للرُكب"! .. وبالنظر إلى "النائب الشاب" يتجدد الخير على قدومه بأن يكون ممثلا شرعيا ونزيها لأهالى محافظته وصوتهم الناطق بالحق والعدل ونبضهم الذى يصل إلى سيادة المحافظ ويُحفِّزه على الاستجابة لكل مبادرة تحقق الإصلاح وتلبى مطالب واحتياجات الناس.
أما الآفة الثانية فأساسها الشباب أنفسهم حينما تُسند إليهم المهام وتُفتح لهم الأبواب، وعند محاولتهم لتغيير الواقع وإعلان أفكارهم وسعيهم لتطبيقها وترجمتها، يصطدمون فورا بعوائق روتينية وعقبات إدارية وموظفين محترفين فى عرقلة المسيرة وتجهيز المكائد والأفخاخ لإحباط الجيل الجديد .. وأحيانا يلجأ "شياطين" الدولة العميقة إلى استقطاب وشراء من هم فى بداية الطريق سواء بالإغراء المادى أو الإرهاب المعنوى، ولايصمد سوى الشرفاء وأصحاب الإرادة الصلبة .. وبدلا من تسخير جهود وطاقات شبابنا نحو خدمة المجتمع وتصحيح أوضاعه وأموره، ينغمس أبناؤنا فى معارك فرعية تستنزف قدراتهم وتسحب من تركيزهم فى المعركة الأكبر .. بناء الوطن !.
- لقد قطع النظام السياسى بذكائه وحُسن تفكيره نصف الطريق بتعزيز الثقة فى "النائب الشاب" وزرعه فى أرض المحافظات لتعويض خسائر الماضى وقتل مظاهر الفساد المعروفة أبعادها وخيوطها .. والنصف الآخر يتوقف على منح شبابنا صلاحيات واسعة وضوءا أخضر لممارسة أدوارهم وواجباتهم دون وصاية أو قيود طالما تحقق أهداف التنمية وتنفذ خطط الدولة المرسومة .. عليهم أن ينزلوا إلى الشارع ويدخلوا البيوت ويستمعوا إلى كل شكوى ولا يكِلُّوا من المصاعب والمتاعب .. ويصنعوا من شباب كل محافظة وقودا مضاعفا يساعدهم على تنفيذ مشروعاتهم وينصهروا معا لتكون كل مدينة مصرية جمهورية نموذجية بمفردها!.
- لا نريد نوابا أشبه بقطع الديكور تتحرك بالنظرة والإشارة .. ولا نقبل بأداء الكومبارس بينما ننتظر أبطالا ونجوما .. وأجمل ما قرأته على لسان التسعة المبشرين بدخول "جنة" المحافظين أنهم أجمعوا على العمل بإخلاص وأمانة والتزام من أجل "بناء الإنسان المصرى" قبل أى شئ .. رائع .. آن الآوان أن نرى ذلك قولا وفعلا وإنجازا .. من سيادة "نائب المحافظ"!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط